دولية

هلال .. نهاية أسطورة الجنجويد في السودان

الخرطوم ــ وكالات

دهش الكثيرون لاعتقال الزعيم القبلي السوداني موسى هلال، وصعقوا من نهاية “اسطورة الجنجويد” التي رسمها الرجل لنفسه بكل سهولة.

فبالقاء قوات الدعم السريع التابعة للجيش السوداني، القبض على الرجل وأنجاله ومعاونيه، من دون مقاومة تذكر، انهت “أسطورة اعلامية” صنعها الرجل طيلة اعوام.

وسارع الجيش السوداني، امس الاول الى اعلان احتجازه وثلاثة من انجاله وكبار معاونيه.

وبدأت وقائع النهاية، حسب قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان حميدتي، قبل أيام بقيام قوات تابعة لهلال بنصب كمين للعميد عبد الرحيم جمعة القائد في الدعم السريع فقتلته و13 آخرين من جنوده.

ولم يكتف حميدتي بالقبض على هلال، بل تعهد بمواصلة جهود بسط هيبة الدولة دون هوادة او مجاملة لأحد مهما كانت الكلفة ويأتي ذلك استمرارا لحملة جمع السلاح الموكلة لقواته، والتي يناهضها هلال ، وفق تصريحات قائد قوات الدعم لوكالة الأنباء السودانية “سونا”

وبعد القبض عليه اتهمته الحكومة السودانية بالضلوع في مؤامرة بأجندة خارجية ، لزعزعة الأمن والاستقرار في إقليم دارفور، مستدله بضبط “أجنبي ” ضمن مجموعة هلال ، وبحوزته أجهزة اتصالات متطورة.

وبرز هلال المولود في “كتم” بشمال دارفور عام 1961، كقائد لميليشيا شهيرة محسوبة على مجموعة القبائل العربية، أطلق عليها وقتها قوات الجنجويد، حاربت إلى جانب الحكومة منذ اندلاع النزاع في دارفور عام 2003.

ومثل معظم الزعماء القبليين، لموسى ثلاث زوجات، رزق منهن بثلاثة عشر مولودًا بين ذكور وإناث، ومن بينهم الثلاثة الذين احتجزوا معه حبيب، وعبد الباسط، وفتحي، وابنة تزوجت الرئيس التشادي إدريس ديبي في زفاف أسطوري، ثم انفصلت عنه لاحقاً.

ويتزعم هلال عشيرة المحاميد، إحدى أفخاذ قبيلة الرزيقات العربية شديدة المراس، وإلى ذلك أسس الميليشيا الشهيرة، ثم تطورت لاحقاً إلى قوات حرس الحدود ، التي انضمت للجيش السوداني، لكنها اختارت الولاء لمؤسسها.

وفي يناير 2014، أسس هلال مجلس الصحوة الثوري في بلدته “مستريحة” باعتباره حزباً سياسياً لكل السودانيين، يسعى عبره لعقد مصالحات اجتماعية وإصلاحات سياسية، وذلك بعد أن تحطمت طموحاته في الحصول على منصب والٍ بولاية شمال دارفور، أو نائب للرئيس.

غادر هلال الخرطوم وفي جيبه بطاقة نائب في المجلس الوطني ولم تلغ عضويته به بعد، إلى جانب شغله في وقت سابق لمنصب مستشار في ديوان الحكم الاتحادي التابع للرئاسة.

وبذلت الحكومة السودانية جهوداً حثيثة لإعادته للخرطوم، أفلحت أحياناً، لكنها فشلت في المرة الأخيرة، فبدأ الخلاف الذي أدى للقبض عليه، لرفضه الاستجابة لحملة جمع السلاح، وإلحاق قواته بقوات الدعم السريع التي يقودها ابن عمه محمد حمدان حميدتي.

وهي الحملة التي أطلقتها الحكومة السودانية في الـ 6 من أغسطس الماضي، وتهدف لجمع السلاح غير المرخص، وانتهت مرحلتها الطوعية، وبدأت مرحلة الجمع القسري منها.

ثم تسارعت الأحداث فوصل الرجل القوي الخرطوم، وهو مقيد اليدين، ليضع بذلك سؤال دارفور” على المحك، هل تستقر أو أن حربًا جديدة ستولد في دارفور من غضب المحاميد ؟.

وفي إجابة السؤال، يقول الكاتب ورئيس تحرير صحيفيه “مصادر السودانية” عبد الماجد عبد الحميد، إن الخرطوم أرادت باعتقال هلال، توصيل بضع رسائل باتجاه المتفلتين، أهمها ألا سقف لعملية جمع السلاح، مهما كانت أهمية الأشخاص.

وقطع عبد الحميد، بأن اعتقال هلال سيدخل الرعب في نفوس المتفلتين ورافضي جمع السلاح من جهة، لكنه سيصب الزيت على النار، حال تدخل أطراف إقليمية ودولية، لتوفر وقوداً للصراع القبلي من جديد.

قال ذلك، وشدد على ما سماه ضرورة التهدئة واعمال العقل في عملية جمع السلاح لتفادي انفلات الأوضاع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *