ملامح صبح

هدوء نسبي.. حكواتي رمضان

فاطمة الدرويش

الحكواتي، شخصية شعبية اشتهرت في بلاد الشام امتهن صاحبها سرد القصص في أماكن التجمعات كالمقاهي والطرقات فيجتمع حوله الناس للاستماع له ولا يكتفي الراوي بسرد القصة بل يدفعه الحماس ويتفاعل مع الشخصيات بالحركة ونبرة الصوت والمشاعر،

كما نجد الجمهور بدورهم يتجاوبون معه ويتفاعلون مع القصة وأحداثها وهذا يعود للرواي وإتقانه سرد الأحداث بالأسلوب المشوق الذي يجذب الجمهور ويجعلهم يتلهفون لليوم التالي لمعرفة أحداث القصة وغالباً كانت ليالي رمضان زاخرة بهكذا فعاليات ونجد في كل مقهى حكواتي يروي لأهالي الحي قصص تاريخية وروايات شعبية حيث يجتمع رجال الحي في المقهى بعد صلاة التراويح يحتسون القهوة والشاي ويستمتعون برواية القصص الى فترة السحور حيث يتوقف الراوي عن سرد القصة كي ينفض الناس الى بيوتهم وهم في شوق لغداً كي يتم لهم الحكواتي القصة وقد تكون بعض القصص طويلة وتأخذ من الوقت عدة أيام حتى يكملها لهم،

وكانت شخصيات الحكاية تتسم بالفضائل والأخلاق الحميدة مما يدفع الشباب للاقتداء بهم على عكس ما يبث الأن في الفضائيات ، ومقاهي الأنترنت من عادات غريبة ودخيلة على مجتمعنا وكباقي التراث الشعبي باتت شخصية الحكواتي شخصية شبه منقرضة وندر ما نجد من يروي لنا حكاية وإن حدث فذلك يكون ضمن نطاق التجمعات العائلية أو في بعض المجالس عند اجتماع من يهتم بالحكايات القديمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *