حوار- محمد عمر
أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مملكة النرويج عصام بن عابد الثقفي أن العلاقات مع النرويج ستشهد نقلة نوعية بداية من نوفمبر المقبل، إذ ستقوم وزيرة الخارجية النرويجية إرنا اريكسون بزيارة إلى السعودية خلال الشهر، كما سيصل وفد نسائي سعودي يمثل شرائح من المجتمع النسائي في المملكة إلى العاصمة أوسلو وسيلتقي مع مسئولين نرويجيين خلال نوفمبر أيضا.
وأضاف الثقفي في حوار لـ(البلاد) أن هناك نوايا طيبة بين البلدين لتعزيز العلاقات بين البلدين على جميع الأصعدة، مشيرًا إلى تاريخ العلاقات السعودية النرويجية التي بدأت منذ نهاية السبعينات تقريبا من خلال سفارة المملكة في استكهولم بالسويد، ووجود سفير غير مقيم حتى العام ٢٠١٠م، حيث تم افتتاح سفارة مقيمة للمملكة في العاصمة النرويجية أوسلو بعد الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى أوسلو عندما كان اميراً لمنطقة الرياض.
وإلى نص الحوار..
•• هل يمكن لك أن تسرد لنا تأثير زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان للنرويج حينما كان أميرا للرياض على العلاقات بين البلدين؟
• بعد هذه الزيارة، جرى التعاون بين الرياض وأسلو في مختلف المجالات وتقريب وجهات النظر في القضايا التي تهم الطرفين من خلال القيام بالزيارات إلى معظم كبار المسئولين في الحكومة والبرلمان النرويجي، بالاضافة الى أهم المؤثرين في الاقتصاد والتجارة ووسائل الإعلام النرويجية، الأمر الذي فتح باب التعاون بين السفارة وتلك الجهات كبداية ومن ثم خلق فرص التواصل بينها وبين الأجهزة المماثلة في المملكة .
•• ماهو دور السفارة في التعريف بالمملكة، وكيف تم التفاعل من السفارة بشرح رؤية ٢٠٣٠ والتعريف بها ؟
• لعل الجانب الأهم من عمل السفارة هو التعريف بالمملكة، فنظراً للبعد الجغرافي بين البلدين ولقلة من يزورون المملكة من النرويجيين وبسبب المعلومات المغلوطة التي يتناولها الإعلام عن المملكة كان لزاما التعريف بالمملكة لإيضاح الصورة الحقيقية التي تعيشها المملكة والتغييرات الايجابية التي تمت وتتم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، فقامت السفارة بالتواصل مع وسائل الإعلام المختلفة وأجريت العديد من اللقاءات الصحفية والتلفزيونية لهذا الغرض ،
فضلا عن الزيارات التي نظمتها السفارة لعدد من وسائل الإعلام النرويجية للمملكة للاطلاع عن قرب على أوجه التقدم في بلادنا ولقاء كبار المسئولين في المملكة، كما تقوم السفارة بالعديد من الزيارات للجامعات ومراكز البحوث والالتقاء بمسئوليتها والدارسين فيها، هذا الى جانب الندوات والمعارض التي قامت وستقوم بها السفارة خلال الفترات المقبلة، وكل ذلك يأتي كل ذلك متزامنا مع شرح رؤية المملكة ٢٠٣٠ في كل من هذه الزيارات واللقاءات مع المسئولين النرويجيين وكبار رجالات الاقتصاد والمال.
•• وما هي أوجه التعاون بين الرياض وأوسلو خصوصا في الجانب الاقتصادي ؟
• العمل جار بين المملكتين على توسيع دائرة التعاون والتنسيق وبخاصة في المجال الاقتصادي ، معروف ان كلا البلدين منتج للنفط والغاز وبالتالي فهناك تعاون جيد بين شركات البترول في البلدين فعلى سبيل المثال فقد رعت شركة “أرامكو” في أغسطس الماضي وطوال سنوات سابقة المؤتمر البترولي الذي يعقد كل سنتين في مدينة ستافنجر النرويجية ويشارك فيه معظم شركات العالم والمهتمين بشأن البترول ، كما ان هناك اهتماما من كبريات الشركات النرويجية للمساهمة في المشاريع الحيوية الكبرى في مشروعي “نيوم” والبحر الأحمر.
ومعروف ان صندوق الاستثمار النرويجي واحد من اهم صناديق الاستثمار في العالم وهذا الصندوق يستثمر في اكثر من ٤٢ شركة سعودية بما يزيد عن ٣ مليارات ونصف حسب احصائيات ٢٠١٧م ، كما وقعت على سبيل المثال احدى الشركات السعودية وبحضور رئيسة وزراء النرويج اتفاقا مع شركة نرويجية هي الأولي في خدمة غسيل الطائرات على ان تنقل هذه التكنولوجيا الى المملكة وتكون المملكة مقرا لهذه الخدمة التي ستقدمها شركات النقل الجوي الوطنية والشركات الأخرى في منطقة الشرق الأوسط .
•• وكيف تتفاعل النرويج مع برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للعمرة والزيارة ؟
• النرويج ضمن مجموعة الدول التي شملها برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – للعمرة والزيارة ، وقد وجهت الدعوة لعدد من المسلمين النرويجيين بعضهم يعمل في برلمان بلدية أوسلو وآخرين أكاديميين وأطباء من الجامعات النرويجية ، حيث أثنى جميعهم على ما وجدوه من تنظيم وحسن ضيافة وما لمسوه من خدمات جليلة تقدم لحجاج بيت الله الحرام والمعتمرين في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة بجهود جبارة يشرف عليها شخصيا مليك البلاد حفظه الله .
•• وماذا عن استفادة السعوديين في النرويج من خدمات السفارة؟
• في السنوات الأخيرة بدأت اعداد كبيرة من السعوديين تصل الى النرويج بغرض السياحة وخاصة في مواسم الصيف ، وأبواب السفارة السعودية في أوسلو كأي سفارة سعودية في في الخارج مشرعة لاستقبال اي مواطن سعودي يحتاج إلى خدماتها، وأحكي مثلا عن مواطن سعودي قدم إلى النرويج بغرض السياحة وتعرض لحادث اضطر بسببه إلى إجراء عدة عمليات جراحية وهو الأمر الذي تطلب الى نقله الى المملكة بعد ذلك بطائرة اخلاء طبي جاءت من المملكة خصيصا لهذا الغرض، كما أن وكالة وزارة التعليم لشؤون البعثات أضافت مملكة النرويج إلى برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي ، وهذا يعني مزيد من الخدمات ستتولاها السفارة لتقديمها الى الطلبة السعوديين.
•• خلال المناقشات بين المسؤولين السعوديين والنرويجيين، ما أبرز الملفات التي تفرض نفسها على مائدة الحوار ؟
• كثيرة هي القضايا التي يتم تناولها مع الجانب النرويجي وذلك بهدف تعزيز العلاقات بين البلدين ، فهناك تنسيق جيد بين البلدين فيما يتعلق بقضايا البترول والطاقة ، وقضايا الاستثمار والتبادل التجاري وقضايا حقوق الإنسان .
•• وكيف تنظر الأوساط النرويجية للنقلة النوعية التي تشهدها المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ؟
• تقدر الاوساط النرويجية الرسمية والشعبية كل التغيرات التي تشهدها المملكة في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ، وقد صادف زيارة فريق محطة تلفزيون NRK النرويجية للمملكة احتفالاتها باليوم الوطني حيث نقلت فرحة الشعب السعودي باليوم وأشارت القناة الى التغيير الكبير في حياة المواطنين السعوديين ما لاقى إعجابا من المتلقي النرويجي الذي لا يعرف الكثير عن المملكة وغيرت من نظرته المغلوطة عنها .
•• ما تقييمك للتواجد الدبلوماسي العربي في النرويج؟
• هناك عشر سفارات عربية في النرويج وبينها تنسيق مباشر للعمل بما يخدم المصالح العربية ، وقد آلت مؤخرا عمادة السلك الدبلوماسي العربي الى سفير المملكة في اوسلو ، وبناء على ذلك فإن سفارة المملكة تستضيف شهريا جتماع مجلس السفراء العرب وذلك لمناقشة اهم القضايا التي تهم المجموعة العربية في النرويج بالاضافة الى تنسيق المواقف والقيام بزيارات مشتركة لكبار المسئولين النرويجيين وكذلك دعوتهم لمناسبات غذاء او عشاء بحضور السفراء العرب.
•• التقيت مؤخرا رئيس وزاء النرويج الاسبق كيل بونديفيك في مقر السفارة، ماهي ابرز نقاط اللقاء ؟
• لقد التقيت بدولة رئيس الوزراء الاسبق كيل بونديفيك والذي هو الان يرأس مركز اوسلو للسلام وحقوق الانسان وهو احد اهم المراكز النرويجية التي تعنى بدراسات السلام وحقوق الانسان حول العالم ، وقد جرى الحوار حول التعاون بين المركز والمراكز المماثلة في المملكة وامكانية قيام المركز باقامة دورات تدريبية للمهتمين بهذه القضايا في المملكة، ويأتي ذلك من باب توسيع دائرة العلاقات بين البلدين في المجالات المختلفة.