دولية

نظام الملالي يمعن في اضطهاد الأقليات العرقية

طهران – وكالات
شهد واقع الأقليات الدينية والعرقية في إيران مآسي إنسانية، وازداد سوءا تحت حكم نظام الملالي، على مدار السنة الفارسية المنقضية في 20 مارس الجاري، والتي كانت مثيرة في الكثير من أحداثها التي ما زالت تلقي بظلالها على الداخل الإيراني.
وأشار الناشط الأحوازي يوسف عزيزي، رئيس مركز مكافحة العنصرية ضد العرب في إيران، إلى أن الاحتجاجات الشعبية الحاشدة التي اندلعت مطلع يناير في أكثر من 100 مدينة إيرانية، للاعتراض على سياسات النظام الخاطئة، كان أغلب ضحاياها؛ سواء على صعيد القتلى أو المعتقلين من صفوف الأقليات بالبلاد.
وأكد عزيزي في مقابلة مع صحيفة “دويتش فيله” الألمانية في نسختها الفارسية، أن مواطني إقليم الأحواز جنوب غربي إيران، والمنحدرين من أصول عربية عانوا في العام الماضي من تمييز في العمل.
ولفت إلى ارتفاع معدلات الأزمات الصحية التي تواجه مواطني محافظة خوزستان؛ بسبب تجاهل النظام الإيراني لتداعيات المشاكل البيئية مثل التصحر والغبار الناشئة عن جفاف الأنهار، وتحويل مجاريها لصالح مناطق أخرى ذات أغلبية فارسية.
وفي السياق ذاته، أوضح حبيب الله سربازي، أحد النشطاء البلوش، أن أوضاع الأقلية السنية التي تقطن نطاق محافظة بلوشستان، جنوب شرق إيران، لم تشهد تغييراً كبيراً على مدار العام الماضي.
وأكد سربازي تخلي الحكومة الإيرانية عن وعودها بتحسين أوضاعهم، في ظل اضطهاد قومي ومذهبي ممنهج، في الوقت الذي تدعي طهران أن دستورها يستمد من الشريعة الإسلامية، وتروج على أنها تعمل على وحدة المسلمين فيما بين الشيعة والسنة.
وأوضح سربازي، بحسب دويتش فيله، أن مراسم تحليف الرئيس الإيراني حسن روحاني، لم يُدعَ إليها الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي، الزعيم السني البارز في البلاد، إلى جانب عدم تعيين محافظ يتبع المذهب السني أو العرقية البلوشية لمحافظة بلوشستان، وتنصيب أحد المحافظين المتشددين.
وأشار إلى ارتفاع معدلات الاعتقالات والتهديد والتخويف بين صفوف المواطنين السنة منذ الاحتجاجات الشعبية مؤخراً.
ونقل الناشط البلوشي شعور الأقليات بحالة من اليأس من طريقة عمل حكومة روحاني، وأيضاً عدم ثقتهم في كل من المحسوبين على تياري الإصلاحيين والأصوليين ضمن بنية نظام الملالي الحاكم في إيران، في الوقت الذي شدد حسن أميني، القاضي الشرعي لمواطني محافظة كردستان ذات الأغلبية الكردية السنية، غرب البلاد، على عدم وجود ثمة تغيير إيجابي في أوضاع السنة داخل البلاد.
ولفت أميني إلى أن الأقليات الدينية والعرقية تواجه مزيداً من التضييق من جانب السلطات الإيرانية، في المدن الكبرى مثل طهران، ومشهد، وشيراز، وأصفاه، ومشهد، مشيراً إلى حرمانهم من حق بناء مسجد خاص بهم، منذ سيطرة الملالي على حكم البلاد في عام 1979.
وتتكون التركيبة السكانية الإيرانية من خليط غير متجانس من العرقيات والقوميات والديانات المتعددة فمنهم البلوش والعرب والأكراد والفرس والأذر والمجوس والجيلاك ومازندرانيون واللور، بالإضافة إلى التركمان والأرمن بنسب قليلة، وتحكم جميع هؤلاء قبضة فارسية قمعية من نظام الملالي.
في جانب آخر، ضجت ردود ساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي عقب خطبة للمرشد الإيراني علي خامنئي، طالب فيها شعبه بمقاطعة المنتجعات الأجنبية، والإقبال على نظيرتها المحلية.
وذكر موقع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، أن عددا من المغردين الإيرانيين نشروا مقاطع فيديو لخامنئي، وهو يستخدم السيارات الأجنبية الفارهة، في تناقض صارخ بين ما يقوم به وبين توصياته.
التغريدات استغربت في مجملها من هذه المفارقة ومن نصائح يخالفها المرشد ورجال بارزون في الحكومة، بينما يطلب من الشعب الالتزام بها.
ومن بين الردود الساخرة، تغريدة لإيراني قام بنشر صورتين على حسابه الخاص عبر “تويتر” الأولى لرئيس الوزراء الإيراني قبل الثورة الإسلامية، أمير عباس هويدا، ظهر فيها وهو يقود سيارة محلية الصنع عام 1960.
فيما تُظهر الصورة الثانية خامنئي وهو يقود سيارة “بي إم دبليو” ألمانية.
وفي تغريدة أخرى، سخر إيراني من السيارات المحلية، بنشره صورة سيارة محطمة بشكل كامل، في إشارة ساخرة إلى كفاءة وجودة لا تتمتع بها الصناعة الإيرانية للسيارات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *