محليات

نصف مليون حاج في المدينة المنورة للزيارة الدينية والتاريخية

المدينة المنورة- البلاد

بلغ إجمالي عدد الحجاج الذين وصلوا المدينة المنورة بعد أدائهم مناسك الحج أكثر من 250.250 حاجا ، فيما يقدر عدد المتبقين بنحو 156.821 حاجا ،وفق الإحصائية اليومية التي أعلنتها وحدة الإعلام والتواصل الاجتماعي في لجنة الحج بالمدينة المنورة .

وأشارت الإحصائية أن عدد القدوم ليوم أمس بلغ 31.883 حاجا ، فيما غادرها في نفس اليوم 35.671 حاجا وبلغت نسبة إشغال الإسكان 44 في المئة ، بينما بلغ اجمالي الحجاج المراجعين لمراكز الرعاية الصحية وأقسام الطوارئ والعيادات بالمستشفيات 33.691حاجا .

وسجلت الإحصائية عدد الحافلات التي أقلت الحجاج لنفس اليوم 756 حافلة عددهم 28.270 حاجا ، في حين بلغ عدد المركبات 160 مركبة أقلت 3600 حاج ، بينما بلغ عدد الحجاج الذين تم نقلهم عبر عربات النقل داخل ساحات المسجد النبوي 10.739 حاجا .

وتنفذ الرئاسة العامة لشئون الحرمين خطتها للمرحلة الثانية لموسم الحج المتمثلة في زيارة ضيوف الرحمن إلى المدينة المنورة. وأوضح معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس أن الخطة تناولت عددا من المحاور تتمثل في المحور الخدمي والمحور الإداري والبشري والمحور التوجيهي والإرشادي والمحور الهندسي والفني والمحور الإعلامي والتقني في تناغم وتعاون وتكاتف بما يحقق مصلحة العمل وعلى مدار الساعة لضمان تقديم أفضل الخدمات لقاصدي الحرمين الشريفين،وذلك لإبراز الجهود والإنجازات التي تقدمها الدولة مؤكداً الحرص على تحقيق التطلعات الكريمة للقيادة الرشيدة، حفظها الله.

وأشاد عدد من الزوار بالخدمات المقدمة لزوار المسجد النبوي وما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – من اهتمام بالغ بالأماكن المقدسة في المدينة المنورة ، مؤكدين أن هذه الإنجازات والنجاحات وتنوع الخدمات والتسهيلات تمت رغم الزيادة الكبيرة في أعداد المعتمرين والزوار .

وقالوا إن من أكبر النعم أداء العمرة وزيارة المسجد النبوي الشريف والمساجد التاريخية والأثرية لما تمتلكه من إرث إسلامي وحضاري باقٍ على مر العصور والأزمان التي تحتل مكانة عظيمة في قلب كل مسلم.

جهود الأمانة:
من جهتها تواصل أمانة منطقة المدينة المنورة ممثلة بوكالات الخدمات والبلديات الفرعية والضواحي وبلديات المحافظات والمراكز في تقديم خدماتها للموسم الثاني من حج هذا العام 1439هـ .

وتهدف الخطط والبرامج التي تنفذها الأمانة إلى تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن زوار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم عند قدوم حجاج بيت الله الحرام للمدينة المنورة بعد أن أدوا مناسك حجهم ، فيما شددت الإدارة العامة للشؤون الرقابية والأسواق الرقابة الصحية على جميع مطابخ الإعاشة والتأكد من استيفائها للإشتراطات الصحية والنظامية وتطبيق لائحة الغرامات والجزاءات البلدية بحق المخالفين وعدم السماح لأي مطبخ إعاشة بالعمل حتى يستوفي الاشتراطات كافة ، كما تقوم فرق الرقابة الصحية بتكثيف تفتيش مطابخ الإعاشة والتموين الغذائي ومطابخ الولائم والمناسبات ومساندة المسالخ للتأكد من تطبيق الإشتراطات الصحية والوقوف على تجهيزاتهم وتطبيق نظام الإيزو لسلامة الغذاء والوقوف على مطابخ الإعاشة الملحقة بالفنادق في المنطقة المركزية للتأكد من جاهزيتها لتقديم وجبات صحية أمنة لضيوف الرحمن ، فيما كثفت وكالة البلديات الفرعية والضواحي الجولات الميدانية على المواقع التاريخية.

في حين طبقت فرق النظافة بالبلديات خططها المتضمنة غسيل ساحات المواقع التاريخية والطرقات والأرصفة بالمنطقة المركزية وصيانة الطرق والإنارة والتجهيز ومراقبتها على مدار الساعة طوال فترة موسم الحج ، كما تولت وحدة مراكز الخدمة بالطرق التابعة لأمانة منطقة المدينة المنورة مهمة الوقوف على محطات الوقود الواقعة على الطرق الإقليمية التي تربط المدينة المنورة بمكة المكرمة وتبوك والقصيم واستهدفت الجولات إلى جانب محطات الوقود ملحقاتها .

المزارات التاريخية:
تزخر طيبة الطيبة بالمساجد التاريخية التي تعبر عن الفترة الزمنية لعهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويحرص المعتمرون وزوار المدينة المنورة على زيارتها حيث جاء في الأثر أن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام وصحابته رضوان الله عليهم أدوا الصلاة فيها أو كانت عامرة بنزول الوحي.

ويعد مسجد قباء الذي يأتي في مقدمة المساجد التي تزخر بها المدينة النبوية ويقع في الجنوب الغربي من المدينة ، أول مسجد أسس على التقوى وأكبر المساجد بعد المسجد النبوي وكان مربع الشكل طول ضلعه 40 مترًا وفيه قبة يقال إنها مكان مبرك ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن آثار المسجد القديم حجر منقوش بالخط الكوفي القديم يبين تاريخ عمارة المسجد عام 435هـ .

وفي العهد السعودي الزاهر تمت توسعة مسجد قباء ليستوعب 000ر20 مصل وقامت الجهات المعنية بنزع ملكية الأراضي والعقارات المحيطة به وكلفت أحد أمهر المكاتب الهندسية المتخصصة في العمارة الإسلامية لتصميم المسجد على نسق المسجد القديم , والمسجد مستطيل الشكل روعي في تصميمه أن يكون به فناء داخلي يتوسط المسجد تفتح عليه جميع المداخل وخصص الجزء الشمالي منه مصلى للنساء بمداخل منفصلة وبعيدة عن مداخل الرجال وهو من دورين وللمسجد أربع مآذن وبه 56 قبة وملحق به سكن للأئمة والمؤذنين ومكتبة , حيث تبلغ مساحة أرض المسجد 500ر13 متر مربع ومساحة مبانيه 5860 مترا مربعا خصص منها للنساء 7000 مصل.

ومن أبرز معالم طيبة الطيبة أيضا مسجد القبلتين سمي بذلك لما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بتحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة أثناء الصلاة فيه ويطلق عليه مسمى مسجد بني سلمة لوقوعه في قرية بني سلمة ويقع المسجد على هضبة مرتفعة من حرة الوبرة في طرفها الشمالي الغربي بالنسبة للمدينة ويشرف على عرصتي وادي العقيق بمساحة 3920 مترا مربعا ، كما تحتضن مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا مسجد الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري أو مسجد السجدة الواقع في الجهة الشمالية من المسجد النبوي وسمي بمسجد السجدة لسجود الرسول صلى الله عليه وسلم فيه سجدة طويلة ويقال له مسجد الشكر لسجود النبي فيه سجدة الشكر ويقال أيضا عنه مسجد البحيري لوقوعه عند بستان النخيل الذي عرف بالبحير .

أما مسجد الغمامة أو مسجد المصلى الواقع بالقرب من المسجد النبوي عند الجنوب الغربي منه فيعد من أبرز مساجد المدينة المنورة ويبعد نصف كيلو متر من باب السلام في المسجد النبوي ونحو 305 أمتار من التوسعة السعودية الثانية للمسجد النبوي وكانت تصلى فيه صلاة العيدين حتى أواخر القرن التاسع ثم نقلت إلى المسجد النبوي ، وعلى بعد 385 مترا شمالي مقبرة بقيع الغرقد يقع مسجد الإجابة الذي لا يَبعد كذلك عن المَسجد النبوي بعد توسعته إلا بضعة أمتار فقط من الجهة الشمالية الشرقية له.
ومن أهم المعالم التي يزورها القادمون إلى المدينة المنورة من ضيوف الرحمن والمعتمرون زوار مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم كل عام المساجد السبعة التي هي وفقا للروايات ستة أيضا من المزارات التاريخية مساجد وليست سبعة ولكنها اشتهرت بهذا الاسم وتقع في الجهة الغربية من جبل سلع عند جزء من الخندق الذي حفره المسلمون في عهد النبوة للدفاع عن المدينة المنورة عندما زحفت إليها قريش والقبائل المتحالفة معها سنة خمسة للهجرة.
ويعد مسجد العنبرية من مساجد المدينة الأثرية بناه السلطان العثماني عبدالحميد الثاني عام 1326هـ – 1908م ليكون جزءا من مشروع محطة قطار الحجاز الذي يربط بين المدينة ودمشق إلى جانب مسجد السقيا بباب العنبرية في المدينة المنورة وهو مسجد صغير تعلوه ثلاث قباب يقع على مساحة 56 مترا بلا مئذنة وتصميم بنائه عثماني وأعيد ترميم المسجد في العهد السعودي سنة 1423 – 1424هـ وترجع تسمية المسجد لوقوعه قرب ” بئر السقيا ” الذي كان ملكا للصحابي سعد بن أبي وقاص وقد توضأ وشرب منها الرسول صلى الله عليه وسلم وكان يستسقى له منها ، وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ،رحمه الله، أعيد بناء وتجديد وفرش جميع تلك المساجد مع الحفاظ على الطراز المعماري الإسلامي الخاص بها لتظل شاهداً على حرص قيادة هذه البلاد منذ توحيدها على رعاية بيوت الله والعناية بها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *