دولية

موقف أوروبي جديد تجاه انتهاكات إيران .. تهديدات ملالي لإسرائيل .. عداء ظاهر ومصالح مشتركة

عواصم ــ وكالات

ثمة تعبير ينم بكل ما يحمله من معانٍ عن التهديدات الفارغة التي يوجهها نظام الملالي في إيران لإسرائيل،”جعجة بلا طحن”.. والتي يجددها يوما بعد يوم، وتتحطم في النهاية على صخرة الواقع.

فقد أدمن النظام الإيراني الاستعراض بالكلمات الرنانة الجوفاء ضد إسرائيل، ولم ينفذ في أي يوم من الأيام تهديداته، الأمر الذي دفع المراقبين للتاكيد على وجود مصالح مشتركة تربط اسرائيل بايران تريد الاخيرة التستر عليها من خلال اثارة مثل تلك التهديدات

قال قائد الجيش الإيراني اللواء عبدالرحيم موسوي إن “مقر الدفاع الجوي للجيش أثبت قولا وفعلا أنه يتطلع إلى إزالة إسرائيل وهيمنة الولايات المتحدة”.
ونقلت وكالة “إرنا” الإيرانية الرسمية عن موسوي قوله، خلال مراسم تعيين العميد فرزاد إسماعيلي، مستشارا ومساعدا للقائد العام للجيش “على الرغم من أننا لا نرغب في الحرب إلا أن مقاتلينا ينتظرون بفارغ الصبر ليلقنوا العدو درسا لا ينساه فيما لو ارتكب خطأ ما”.

وأشاد موسوي بتعيين العميد علي رضا الهامي نائبا لقائد مقر “خاتم الأنبياء” للدفاع الجوي الإيراني، قائلا “أنا على ثقة أن مقر الدفاع الجوي سيكون أقوى مما مضى مع قيادة العميد علي رضا صباحي فرد”.
وكان المرشد الإيراني علي خامنئي أعلن في 29 مايو الماضي تعيين العميد علي رضا صباحي فرد قائدا لمقر خاتم الأنبياء للدفاع الجوي.

وعادة ما تطلق إيران تهديدات شديدة اللهجة إلى إسرائيل، وبأنها ستقصفها في العمق، خاصة منذ بداية الأزمة السورية 2011، إلا أنها غالباً لا تفعل ذلك، فيما أعلنت إسرائيل عن توجيهها بالفعل عدة ضربات لأهداف إيرانية داخل سوريا.

كشف وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي تصاحي هنجبي أن إسرائيل وجهت أكثر من 100 ضربة لسوريا ولبنان في السنوات الأخيرة لإحباط نقل شحنات أسلحة إيرانية إلى البلدين ومليشيا حزب الله لم ترد، فيما هدد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إيران، في أعقاب الضربة الأخيرة التي وجهتها إسرائيل لمواقع إيرانية في سوريا، قائلا: “إذا أمطرت في إسرائيل ستعاني إيران من الفيضان”.
وأضاف ليبرمان أن “إسرائيل ضربت كل البنية التحتية الإيرانية في سوريا، وتأمل أن يكون هذا الفصل قد انتهى”.

كما أكد هنجبي أن إسرائيل لن تسمح بوجود إيراني على الحدود السورية، معربا عن أمله في أن يفهم الإيرانيون الرسالة بالطرق الدبلوماسية أو بأساليب أشد إيلاما.
ويأتي حديث الوزير الإسرائيلي تأكيداً لتصريحات سابقة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، خلال جلسة في تل أبيب للاحتفال بما تسميه إسرائيل “يوم الاستقلال”: “إننا نسمع التهديدات من إيران، ويتم إعداد مقاتلي الجيش وقوات الأمن لكل تطور.. سنقاتل كل من يحاول أن يؤذينا”.

وفى السياق أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بانسحاب مستشارين إيرانيين من تل رفعت في ريف حلب الشمالي إلى بلدتي نبل والزهراء.
وكانت قاعدة حميميم الروسية قد أعلنت على صفحتها في فيسبوك أن “الاتفاق المبرم نص بشكل واضح على انسحاب القوات الإيرانية المساندة للأسد في المنطقة وانتقالها إلى العمق السوري بعيداً من الحدود الجنوبية للبلاد”، مشيرة إلى أنها تتوقع تنفيذ ذلك خلال أيام معدودة.
ونفت إيران، وجود مستشارين عسكريين لها في جنوب سوريا، وفق ما أعلن أمين مجلس الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني.

وأوضح شمخاني أن المستشارين الإيرانيين سيواصلون دعمهم للنظام السوري، معرباً عن دعم بلاده بقوة لجهود روسيا لإخراج من وصفهم بـ”الإرهابيين” من المناطق السورية المتاخمة للأردن.
كما اتهم المسؤول إسرائيل بلعب دور مباشر في قتل المستشارين الإيرانيين في سوريا.
من جهته، نفى وزير خارجية النظام السوري، وليد المعلم، التوصل إلى أي اتفاقات بخصوص الجنوب السوري، قائلاً إن ذلك لن يكون قبل انسحاب القوات الأميركية من التنف قرب الحدود العراقية الأردنية.

وقال المعلم، في مؤتمر صحافي إن إسرائيل هي من روجت رواية التواجد العسكري الإيراني في الجنوب السوري، بعد أن فشلت بتشكيل حزام أمني من المجموعات الإرهابية.
وأضاف المعلم أن المستشارين الإيرانيين موجودون في سوريا بدعوة من النظام، عكس الوجود التركي والأميركي والفرنسي.
فيما يلتئم في العاصمة البلجيكية بروكسل، غدٍ الثلاثاء، مؤتمر حول تجاوزات وانتهاكات إيران ودورها التخريبي ومصير الاتفاق النووي، بهدف تشكيل موقف أوروبي جديد تجاه تلك التجاوزات، ولمنع طهران من امتلاك سلاح نووي يهدد أمن دول الجوار والسلم والأمن العالميين.

مؤتمر هو الأول الذي يناقش تجاوزات وانتهاكات طهران، بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، الشهر الماضي، وفرض عقوبات جديدة على نظام الملالي.
المؤتمر الذي ينظمه مركز بروكسل للبحوث وحقوق الإنسان، تحت عنوان “دور إيران في شرق أوسط مضطرب: هيكلة موقف أوروبي جديد”، ينعقد بمشاركة نخبة من السياسيين والخبراء في الشأن الأوروبي.

نخبة سياسية تتمثل في السفير مارك أوتي المبعوث البلجيكي الخاص لسوريا والشرق الأوسط، والمستشار الرسمي لنائب رئيس وزراء بلجيكا ووزير الخارجية ديدييه ريندرز، الذي بدوره سيدير الجلسات، إلى جانب المتحدثين وهم: تونّي كيلام عضو لجنتي السياسات الخارجية والدفاع والأمن في البرلمان الأوروبي، وإيثان كوربان، مدير لجنة حلف الناتو البرلمانية ولجنة الأمن والدفاع في الحلف.

وتضم قائمة المتحدثين أيضا، نيكولاس سوران، سفير فرنسا لدى الاتحاد الأوروبي، وجليل شرهاني، السكرتير العام لحزب التضامن الديمقراطي الأحوازي، ومحمد بن حمو، مدير المعهد المغربي للشؤون الاستراتيجية أستاذ العلوم السياسية في جامعة الرباط ورئيس منتدى أفريقيا للأمن محمد بن حمو، إضافة إلى رمضان أبوجزر، مدير مركز بروكسل الدولي للبحوث وحقوق الإنسان.
وسيناقش المؤتمر الذي ينعقد في مقر الاتحاد الأوروبي بالعاصمة البلجيكية، في الخامس من الشهر الجاري، تجاوزات إيران ودورها الأساسي في التدخل في شؤون الدول والتي تزعزع استقرار الشرق الأوسط، من خلال الحروب بالوكالة التي تمارسها طهران بواسطة دعم المليشيات والخارجين عن الشرعية.

كما سيناقش المشاركون انتهاكات إيران فيما يتعلق بحقوق الإنسان في الداخل، والتي تتمثل في التمييز العنصري والعرقي، وقمع الناشطين والإخفاء القسري، والاعتداءات على الحريات المدنية وحقوق المرأة، ناهيك عن الإعدامات.
وإلى جانب ما سلف ذكره، سيضع المشاركون أيديهم على دور إيران في أزمة الاتفاق النووي وآليات تنفيذه، لما للملف من أهمية قصوى للبرلمان الأوروبي ودول الاتحاد ودول المنطقة.
وأمام هذه الملفات المندرجة على طاولة المجتمعين، يهدف المؤتمر إلى تشكيل موقف أوروبي جديد تجاه تجاوزات إيران ولمنع الأخيرة من امتلاك سلاح نووي يهدد أمن دول الجوار والسلم والأمن العالميين، فضلا عن حماية المصالح الأوروبية.

ومن المنتظر أن يخرج المؤتمر بتوصيات من شأنها إحداث تغيير في الموقف الأوروبي الحالي تجاه القضايا المتعلقة بالاتفاق النووي والتجاوزات الأخرى لإيران خاصة فيما يتعلق بمنظومة حقوق الإنسان، والإعدام خارج القانون، والإخفاء القسري للمعارضين، وحقوق المرأة، والتمييز العنصري بخصوص الأقليات، ناهيك عن سياسات طهران الهادفة لزعزعة استقرار دول الجوار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *