الأخيرة الأرشيف

موقفنا من (المتحدث الرسمي)

شاكر عبدالعزيز

آخر محطة وقف عليها قطار الصحافة المقروءة هي وجود .. “المتحدث الرسمي” للوزارات والاجهزة الحكومية وكافة القطاعات الرسمية التي تعمل في الدولة ظهر اسم “المتحدث الرسمي” وتم تعيين واحد او اكثر في كل ادارة حكومية ليصبح رسمياً .. ينوب عن هذه الوزارة في اعطاء التصريحات الصحفية لمندوبي الصحف ووكلاء الانباء والصحافة الالكترونية (حول وزارته) ولكن للاسف الشديد ان الكثير من الاخوة الزملاء الذين يعملون (متحدثاً رسمياً) تسلموا هذه المهمة وهم بعيدين كل البعد عن العمل الصحفي.
والحقيقة ان بعض الاجهزة الحكومية والادارات استغلت فرصة وجود بعض الصحفيين الذين يعملون لديها صباحاً ويعملون في بعض الصحف المحلية في المساء كغير متفرغين وهؤلاء المتحدثون الرسميون هم الاقرب للعمل الصحفي ومرئياته وتتراخم لهم صداقات وزمالات مع باقي الاخوة الصحفيين في الصحف ويساعدونهم في الحصول على الاخبار المتعلقة باداراتهم بكل سهولة ويسر ، ولكن في المقابل نجد ان هناك (متحدثين رسميين) ليس لديهم وجود في الواقع الفعلي .. حيث تجد جوالاتهم مقلقة بصفة دائمة واذا حدث لديهم حدث يستحق النشر (فالجوال مغلق دائماً) لانه يحتاج الى مشورة ممن يرأسه في العمل لكي يدلي بالتصريح او ان التصريح الذي يحتاج الى رد عاجل يصدر عن المتحدث الرسمي بعد يوم او يومين بعد ان تكون اجهزة التواصل الاجتماعي قد نشرت الخبر على اوسع نطاق.
وتصبح مهمة امتحدث الرسمي الاولى والاخيرة هي تبرير الخطأ او الاهمال الذي حدث في ادارته وتقديم الاعزار لحالات الاهمال وليس موضوع (سقوط المبتعث السعودي وابنه) في احدى بالوعات جدة عنا ببعيد.
** مطلوب اعطاء دورات مكثفة للمتحدث الرسمي حتى يكون يقظاً باستمرار وكيف يجيب عن اسئلة الصحفيين المستمرة مطلوب الا يقفل جواله بعد الساعة الثالثة عصراً لان الصحف تعمل صباحا ومساءاً وحتى ساعة متأخرة من الليل مطلوب تان يقدم الحقيقة كاملة لمندوب الصحيفة حتى يمكن للجريدة ان تنشر الحقيقة التي ينتظرها القراء وليس تبريرا عن “الخطأ”.
واستطيع القول ان ذلك تحقق فعلا في عدد من اجهزة الامن العام والجوازات والمرور حيث يكون المتحدث الرسمي ذو الرتبة العسكرية قادرا على التحدث وبيان ما حدث للصحفيين الذين يتابعون الحدث ودعوني اذكر هنا واحداً من اشهر المتحدثين الرسميين الامنيين وهو العميد عبدالحميد فراش .. الذي عرفته منذ كان ملازما اول.
وتدرجنا معه سنة بعد اخرى الى ان وصل الى رتبة العميد قبل ان يتقاعد هذا الرجل واقولها شهادة حق دون اي مجاملة وقد ترك منصبه الرسمي الآن كان نموذجاً مشرفاً لرجل الامن العام الخلوق والذكي وكيف يتعامل مع كل الصحفيين وانا واحد منهم كان يقدم خدماته عن جهاز الامن العام بحيث ينفرد كل واحد منا بخبر مهم او “ما نشيت” دون غيره من الزملاء الابتسامة لا تفارق وجهه احيانا التعامل مع جهاز الامن العام بسبب هذا العميد الخلوق عبدالحميد فراش وصحيح اذا كنت تريد النجاح ضع الرجل المناسب في المكان المناسب والله من وراء القصد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *