دولية

من المونديال إلى اليونسكو.. قطر .. وهم المنجزات بسلاح الرشوة

جدة – البلاد

كعادتها في شراء الذمم وابتذال المواقف ، تدخل قطر هذه المرة بكل ما تملك لتلطيخ اليونيسكو بمال الرشوة وشراء الذمم، فقد أثار تصدر المرشح القطري حمد بن عبدالعزيز الكواري، للتصويت بانتخابات مدير جديد لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ، الكثير من الشكوك وعلامات الاستفهام لما للدوحة من تاريخ في الفساد والحصول على ما لا تستحق بالطرق غير المشروعة.

وجاء فوز قطر باستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022 وسط جدل حول شبهات رشوة وفساد، مما أدى إلى فتح مكتب التحقيقات الفيدرالي تحقيقا حول الأمر، وعلى إثره، تعالت المطالبات بسحب استضافة قطر لكأس العالم فهناك بالفعل عدة أمور تستحق التحقيق.. الأمر الأول مرتبط بانتهاكات حقوق الإنسان، حيث احتلت قطر أحد المراتب الخمس على العالم فيما يتعلق بانتشار رق العصر الحديث.

ولن يغيب عن المجتمع الدولي تصرفات قطر التي دعت مؤخرا العديد من أعضاء المجلس التنفيذي لليونسكو في رحلة مدفوعة الأجر إلى الدوحة، وعززت موقف مرشحها بمساعدة جماعات ضغط سياسية مثل “بورتلاند”، و”إي إس إل”، و”نيتورك”.

ويبقى ملف دعم قطر للإرهاب أبرز ما يحول بين قطر وبين مقعد اليونسكو، إذ يظهر التساؤل: كيف لدولة أسهمت ودعمت تدمير أماكن تراثية وقتل مدنيين وأطفال أن تدير منظمة أممية للتربية والعلم والثقافة؟ إلى جانب تقارير إعلامية تشير إلى أن الدوحة تحاول شراء الدعم بين أعضاء اليونسكو.

ففي اليمن، دعمت قطر مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية التي أسفر انقلابها على الشرعية في اليمن إلى مقتل المئات من الأطفال وتشريد آلاف الأسر، كان آخرها مقتل أكثر من 200 طفل دون سن الخامسة عشرة من محافظة حجة وحدها؛ نتيجة الزج بهم في جبهات القتال أثناء معاركها ضد الشرعية اليمنية، خلال العامين الماضيين.

وكشفت إحصاءات سرية عن مصادر مقربة من المليشيا الانقلابية أن هذه الأرقام غير متداولة وسرية للغاية، كما أن المليشيا تحرص دائماً على إخفائها، وأشارت المصادر إلى أن هناك عددا كبيرا من الأطفال ستلازمهم إعاقاتهم مدى الحياة.

واعترف القيادي في مليشيا الحوثي عبدالمجيد الحوثي بضلوع مليشياتهم الانقلابية بجريمة تجنيد أكثر من ألف طفل ضمن ما يسمى الملتقى الإسلامي التابع للمليشيا والممول من إيران.
وعلى الصعيد السوري، لم يكن المال الذي وفرته الدوحة للمليشيات المتحاربة على الأرض السورية، والذي أدى اندماجها إلى خروج تنظيم داعش الإرهابي، إلا وسيلة لتدمير التراث العالمي في تدمر السورية.

ودمر داعش آثارا في تدمر بشرق سوريا والمدرجة على قائمة “اليونسكو” للتراث العالمي للبشرية، بعد أكثر من شهر على استيلائه مجددا عليها.

حيث دمرت، وفق المدير العام للآثار والمتاحف السورية مأمون عبدالكريم، واجهة المسرح الروماني وأعمدة الترابيلون في تدمر الأثرية بريف حمص الشرقي.

كان التنظيم قد استولى المرة الأولى على تدمر في مايو 2015، وارتكب طوال فترة سيطرته عليها أعمالا وحشية.

ويعود تاريخ مدينة تدمر المعروفة بـ”لؤلؤة الصحراء” إلى أكثر من ألفي سنة، وهي مدرجة على قائمة منظمة اليونسكو، وتشتهر تدمر التي تقع في قلب بادية الشام بأعمدتها الرومانية ومعابدها ومدافنها الملكية التي تشهد على عظمة تاريخها.

وأعرب عبدالكريم عن خوفه من المستقبل طالما بقي داعش في المدينة، قائلا: “قلنا منذ اليوم الأول إن هناك سيناريو مرعبا ينتظرنا”، مضيفا: “عشنا الرعب في المرحلة الأولى، ولم أتوقع أن تحتل المدينة مرة ثانية”.

وتبلغ مدة ولاية مدير عام اليونسكو 4 سنوات وتجدد لمرة واحدة. ويفوز بمنصب المدير العام المرشح الذي يحصل على أغلبية مطلقة (30 صوتا) من بين 58 صوتا (عدد الأعضاء) في أي من الجولات الأربع خلال الفترة من 9 إلى 12 أكتوبر وإذا تعذر ذلك، تعقد جولة خامسة وأخيرة دون شرط الأغلبية المطلقة هذه المرة.

وتواجه اليونيسكو أزمة عجز مالي يصل إلى 329 مليون يورو تقريبا، تتعهد قطر بسده وتقديم دعم مالي إضافي، ويرى المنيسي في هذا سببا آخر وأساسيا لتفوق المرشح القطري عن غيره.

وفى السياق قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الاماراتي الدكتور أنور قرقاش ، إن استضافة قطر لنهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 2022، يجب أن يعتمد على رفضها التطرف والإرهاب.

وغر د قرقاش عبر صفحته في موقع «تويتر» قائلاً إن استضافة قطر لكأس العالم 2022 يجب أن تتضمن تخليا عن السياسات التي تدعم التطرف والإرهاب. يجب على الدوحة مراجعة سجلها . وتابع دعم الأشخاص المتطرفين والمنظمات والشخصيات الإرهابية يجب ألا يلطخ استضافة كأس العالم في 2022.. مراجعة سياسة قطر أمر ضروري».

واضاف :من المهم أن تراجع قطر سياستها في دعم التطرف والإرهاب كدولة مضيفة لكأس العالم، إن كانت المراجعة لأجل الجيرة غير مهمة فالالتزام الدولي ضروري.

إذ بات من المستحيل لدولة قطر استضافة كأس العالم 2022 في ظل دعمها المتواصل للمنظمات الإرهابية ورموز التطرف التي يحتضنها تنظيم الحمدين وسياستها المضرة بجيرانها وأشقائها من الدول الخليجية والعربية فضلاً عن فقدانها للثقة الدولية حول أهليتها لاستضافة كأس العالم .

قدمت الكثير من التقارير التي تدين قطر بتنصلها من مسؤوليتها تجاه أرواح 800 ألف إنسان يعملون في مشاريع البنية التحتية والانشائية لاستضافة كأس العالم حيث اشارت تلك التقارير إلى حدوث تجاوزات كارثية تسببت في العديد من الوفيات في تلك المشاريع .

وشددت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أنه يجب على السلطات القطرية فرض قيود مناسبة على العمل في الهواء الطلق لحماية ما يصل إلى 800 ألف من العاملين المغتربين المعرضين للخطر بسبب عملهم في الطقس الحار والرطوبة الشديدة في البلاد.

وقال نيكولاس ماك جيهان الذي أعد التقرير لمنظمة هيومان رايتس ووتش إن “فشل السلطات القطرية في توفير أساليب الحماية الرئيسية من الحرارة وقرارها تجاهل التوصيات بضرورة التحقيق في وفيات العمال ورفضها الإعلان عن بيانات هذه الوفيات يمثل تنصلا عن مسؤوليتها عن قصد”.

ومن شأن كل تلك اللا مبالاة من الحكومة القطرية التي تسببت في كل تلك الكوارث بحق أدنى الحقوق الانسانية التي كفلتها التشريعات الدولية مما قد يفقد الدوحة استضافة مونديال 2022 كما أفاد تقرير سري جديد بأن هناك “خطورة سياسية متزايدة بأن قطر ربما لن تستضيف بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022.”

وقيمت الدراسة، التي أجرتها مؤسسة “كورنرستون غلوبال” للاستشارات الإدارية نشرتها “بي بي سي” ، تأثير الأزمة الدبلوماسية الحالية بين قطر وجيرانها العرب.وحذرت الدراسة شركات الإنشاءات العاملة في برنامج البنية التحتية في قطر والمقدر تكلفته بـ200 مليار دولار بأن هناك “خطورة متزايدة” تحيط بهذا المشروع فيما شكك خبراء إقليميين في إمكانية الدوحة فعلياً من إستضافة كأس العالم ما بعد القادم .

وكشف تقرير جديد حول استعداد استراليا لإستضافة كأس العالم 2022 وسط تساؤلات الاتحادات الكروية في العالم حول إقامة البطولة صيفاً أم شتاءً لتلافي الأجواء الخانقة إضافةً إلى إدانة قطر بعدم توفيرها أدنى ظروف المعيشة الانسانية للالآف من العمال الذين يعملون في مشاريع البنية التحتية و الانشاءات التي أزهقت أرواح العديد منهم في ظل عدم اعتراف الحكومة القطرية و تعنتها حيال تحسين الوضع المعيشي لهم بيد أن استراليا تحضر نفسها لتولى مهمة استضافة المونديال .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *