دولية

من الدوحة إلى اسطنبول .. تقاطعات سياسية واقتصادية من منافذ الكذب والتسطيح

كتب – ناصر الشهري

لأن المال الحرام يطيح برؤوس غارقة في وحل المؤامرات وسط منعطفات تاريخية من تجربة الأمم مع المارقين على اخلاقيات كانت وماتزال في أتون حروب الضغائن والفتن لتكون اليوم إضافة في مشهد الإرهاب وصناعة التسطيح الذي يتم الاعداد له بإعلام خارج حدود احتمال العقل ومنطق الضمير.

هكذا تظهر هذه الممارسات في ممارسات اعلام التأجير المنتهي بالتمليك لسلطات مزيفة لا تملك أكثر من هذا النوع من تطويع الاحداث لأهداف رخيصة في محاولة للإساءة للغير وتصفية حسابات تدفع من خلال عملائها أكبر النفقات.

هكذا يرتكز الإعلام القطري الذي يستقي كل مناهجه من شبكة امدادات الدعم التي تضخها انابيب خزائن صناعة قرار الفتنة في دهاليز سياسة الحمدين ليكون الشعب القطري خارج انعكاسات الدخل إلاَّ من انبعاثات البخار وتلوث البيئة القطرية!!

ولأن ثوابت أيام محدودة في قضية مواطن سعودي اختفى في تركيا كانت وماتزال كارثة لكشف حقائق النظام القطري وحجم كراهيته للمملكة وذلك حين كان جاهزاً بعدده وعدته منذ الدقيقة الأولى لإعلان اختفاء المواطن جمال خاشقجي بعد خروجه من قنصلية المملكة في إسطنبول.

لتبدأ ثلاث صحف تركية بتنفيذ بنود العقد مع قطر. إضافة إلى ما تتلقى تلك الصحف من نصوص لمواد مصنوعة من قناة الجزيرة التي وجدت ان فرصتها في الحدث يمكن ان تعيد لها مشاهدين كانت قد فقدتهم امام حجم سوق الكذب من ناحية. ومن الناحية الثانية قدرة قناة العربية على كشف فضائح الأولى.
إضافة إلى الضعف المهني الذي تمارسه عقول تجاوزتها المرحلة منذ ان كانت تمارس التضليل في الزمن العقيم اعلامياً من خلال البث المخصص للإساءة للعرب في هيئة الإذاعة البريطانية وهي نفس المجموعة في رموزها الأكثر التي باعت الضمير ونقلت المنهج في نسخة تتواكب مع توجهات قيادة انقلابية معروفة في الدوحة.

صحيفة صباح التركية. وصحيفة بني شفق وشبكة T R T وهي مملوكة لأحد أذرعة الإخوان وهو تركي الجنسية ومقرب من حزب العدالة والتنمية. حيث كانت قطر قد وقعت مع المؤسسة التركية المستثمرة في الشبكة المذكورة التي يقودها عضو العدالة والتنمية والمقرب من أردوغان عقد شراكة شارك في مفاوضاتها والتوقيع عليها عبدالرحمن بن حمد آل ثاني الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام.

وذلك ضمن منظومة الصحف التركية المشار إليها حيث بلغ عدد الاتفاقيات 15 اتفاقية كانت متعددة الأغراض والأهداف في مجالات متعددة وذلك في 25 جمادى الآخرة من العام الماضي. ومن خلال حادث اختفاء خاشقجي برزت القناة المذكورة والصحف الثلاث في مشهد استعداد مبكر لصناعة ملابسات كاذبة وزائفة للحدث لتصبح منفذة لاتفاقية حقيرة. لقواعد المهنة.

وفي الوقت الذي كشفت الحقائق من قبل خبراء امريكيين وغربيين أكذوبة الساعة المزعومة في نقل داخلي. وهو ما نفته شركة ابل المصنعة للساعات المشار إليها وهي ساعات مخصصة للأطفال.

ودحرت الشركة ما اشارت إليه قناة الجزيرة ومنظومتها التركية المنفذة للاتفاق حول خاصية البصمة ومسافة التوصيل.

على أن الجانب الآخر من الصور التي نقلتها صحيفة الصباح احدى هذه المجموعة الأجيرة لمصادر الكذب في الدوحة وقد فضحت نفسها حين أشارت إلى الصور التي كانت قد قالت إنها من كاميرات السفارة. ليعود الأمن التركي في الإشارة إلى أن الكاميرات الخاصة بالصور المشار إليها هي تابعة للسلطات التركية مزروعة في الشارع المجاور للسفارة.

وهو ما يعني حقيقة ما أشار إليه مختصون في المخابرات الامريكية أثناء حديث لـ C N N نشرت “البلاد” مقتطفات منه أمس والذي أكد من خلاله خبير المخابرات الامريكية في الشرق الأوسط باير روبرت بانه يمكن للسلطات التركية مسح مقطع الخروج والإبقاء على الجزء الخاص بتسجيل الدخول.

هذا وامام كل هذه المفارقات في سباق الإعلام القطري مع منظومته التركية. كان الارتباك يسيطر على ضخ مساحات من الكذب. في أساليب وصياغات غبية كشفت الكثير من تقاطعات المصالح ما بين عناصر قطرية وتركية في رسم خارطة مسار الأزمة بالمواصفات التي اعدوها مسبقاً بالتنسيق مع الخطيبة المفترضة السيدة خديجة التي سارع ترامب لدعوتها إلى البيت الأبيض. وهذه دعوة غريبة يلفها الغموض. وذلك في الوقت الذي مازال التحقيق في بدايته. وتعد خديجة جزءاً منه.

فهل كان ذلك لصياغة رواية جديدة من خلالها لمصلحة محاولة الابتزاز.. هكذا يشك الكثير من المراقبين في الدعوة هذا بالإضافة إلى افراج انقرة عن القس الأمريكي اندرو برانسون الذي كان محتجزاً في تركيا.

واستقبال ترامب له في البيت الأبيض.. على ان مراقبين في نيويورك يرون ان حرارة الازمة التي شابت العلاقات التركية الامريكية قد بدأت في التراجع مع موسم شتاء الأفراج عن اندرو واختفاء خاشقجي. وانعكاس المال القطري على معالجته قد تأتي وقد لا تأتي في سعر صرف الليرة التركية.
وامام عالم مضطرب في محوره الاقتصادي ونظراً للقوة الاقتصادية لأكبر دولة نفطية بدأت تتفوق في مواجهة كل التحديات يحاول البعض استغلال منابر الكلام والعزف الفاضح على وتر الاقتصاديات ومؤثراتها.

وهنا لابد ان تتوقف أوهام أولئك الحالمين. في اتون التوظيف الحاقد بالتدخلات والكذب لان السعودية هي الأكبر تأثيراً في عالم اليوم. وهي القادرة على الوصول إلى حقائق اختفاء مواطنها وحفظ سيادتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *