متابعات

من الجدل البيزنطي إلى العزم والحزم

سعت المملكة السعودية منذ توحيدها الي استتباب الامن والسلام العالمي ولم الشمل الاسلامي والعربي وتوحيد الجهد ورص الصفوف وانهاء النزاعات بالطرق السلمية والحوار الاخوي البناء ونجحت بفضل من الله في كثير من المواقف عبر تاريخها .
الا انها وبعد ان تزايدت تدخلات قوي الشر واشعلت جملة من الفتن في جسد الامة بايدي محلية خائنة ودعم خارجي بغيض لتنفذ اجندة اجنبية خبيثة تضر بالمجتمعات وتتعارض مع ديننا وعقيدتنا ومبادي الانسانية ومع امن وسلامة الشعوب والاوطان انتقلت من الجدل البيزنطي الي العزم ومن الحلم الذي تحلت به طوال تاريخها الي الحسم ومن المناورات السياسية الي الحزم
.. وبعد نفاذ الصبر وانسداد الافق امام كل الحلول الكفيلة بحفظ الحقوق والتعايش السلمي للجميع في امن وامان اتخذت قرارها المصيري والتاريخي وقد تجلت بين ثناياه خبرة السنين وحكمة الحكماء ورشد الراشدين ونبل الهدف والمقصد .. ففي غضون ايام جعل من الرياض قبلة لصناع القرار في العالمين العربي والاسلامي فوحد الهدف ونقي الرؤي ورتب الاوليات ثم قرر القائد الفذ الهمام سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله تعالي بين غمضة عين وانتباهتها التحرك لانقاذ ما يمكن انقاذه بعزم وحزم فحسم الامور وبعث في الامة الروح والامل وعصف بمخططات الاعداء واعادهم للخلف مئات السنين .. وبث في الامة قاطبة روح العزة والكرامة والقوة وحجز لها مقعدا متقدما علي خارطة القرارات الدولية.
كما يجب ان تكون في وقت كان يعتقد الكثير ان الزمن تعداها ولم تعد مؤثرة ولا تستطيع ان تتوحد في زمن الدجل السياسي .. ما يهمنا اليوم تلك الرسائل البليغة لعاصفة الحزم في المعني والمقصد للعالم اجمع مفادها .. الرياض من الان وصاعدا عاصمة القرار العربي وترتيب الاوراق ووزن الاوتار.
مصالح الامة وسيادتها خط احمر ولن تصبح بعد اليوم في انتظار وترقب لوعود وقرارات دولية لا تساوي ما دفق علي اوراقها من احبار .. لم تعد امة الضاد امة متخاذلة تجيد فقط التعايش مع الرفاهية ولكنها تجنح للسلم ما امكن وان هبت عواصفها فلن تبقي علي الارض ديارا .
لن تمر مخططاتكم ما لم تفلترها الرياض وتبصم عليها بالتشاور مع شركائها المخلصين .. مصالحكم لن تتحقق مهما كان دون مراعاة وتوافق مع مصالح الامة .. اتحدنا وتوافقنا وغلبنا المصالح العامة علي الخاصة وسنقف متحدين في وجه مصالحكم اينما كانت ان لم تحقق مصالح امتنا .. طفلكم المدلل لن تقوم له قائمة بعد اليوم ولن يجرؤ علي التقدم خطوة واحدة للأمام وسيكون بغلة خاسرة بإذن الله.
.. الامة الاسلامية اصبحت بعد عاصفت الحزم كتلة واحدة عصية علي التفتيت حين هزها الحدث ووحدها الهدف .. ابلغ رسالة لما يسمي بالدول الكبري فحواها ان مصالحكم تبدأ من هنا وستنهي هنا .. الرسالة الاهم للامة تقول ان في التشظي والفرقة ضعف وفي التوحد منعة وقوة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *