استجواب الأرشيف

مكتباتنا أيام زمان والآن

•• أذكر كل تلك المكتبات التي كانت تتخذ من – برحة –

باب السلام في المدينة المنورة مكاناً لها، وما كانت تشكله في عقلية الزائرين لها من قوة ارتباط لما تمثله من وفرة علمية تراثية جليلة بما كانت تحتويه من قيمة فكرية.. ويزيد من أهمية تلك المكتبات القائمين عليها، ولما يملكونه من قدرة فائقة حتى أنك ليدخلك – اليقين – بأن الاحد منهم على علم بكل ما تحتويه المكتبة من معارف شتى. فهو يعطيك ملخصاً عن أي كتاب تسأل عنه.. الآن هل يوجد مثل هؤلاء؟.. لقد ذهب الى احدى المكتبات الكبيرة في جدة، والتي أصبحت شاملة من كل شيء فهناك جانب لأجهزة – الكمبيوتر – وبعض الجلديات المكتبية، وغيرها من الوسائل الدراسية.. وهناك جانب آخر للكتب.. وكانت المفاجأة عندما سألت أحد العاملين في قسم الكتب عن كتاب – مشهور – هل يوجد لديكم؟ فقال: “لا أدري” عندها اعتمدت على نفسي، وبالفعل وجدته على يمينه من جملة كتب تراثية عديدة عندها تذكرت ذلك الرجل “الحيوي” الذي كان صاحب المكتبة “السلفية” في باب السلام، واسمه “عبدالمحسن اليماني، هذا الرجل الذي دلني شخصياً على اهمية القراءة عندما راح يسلفني كل أسبوع كتاباً من تلك الكتب القيمة ابتداءً من العقد الفريد ومروراً بالبيبان والتبين.. والحيوان للدميري، وغيرها من الكتب التراثية، بل كان يدس لي بعض كتب نجيب محفوظ واحسان عبدالقدوس ويوسف السباعي وعبدالحليم عبدالله.. عندما كان بيع هذه الكتب يشكل مشكلة عويصة ناهيك عن دواوين نزار قباني.. رحم الله ذلك الشيخ عبدالمحسن اليماني.
إنه الزمن الذي افتقدناه في غمرة هذه الحداثة التي اجتاحتنا في غفلة منا!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *