دولية

مع اقتراب حسم مصير الاتفاق النووي.. مقتل خبراء إيرانيين في سوريا .. وطهران تلعب بورقة الـ(عسكرة)

عواصم ــ وكالات

أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 14 شخصا على الأقل، بينهم خبراء إيرانيون في قصف مجهول المصدر، استهدف مطار التيفور العسكري التابع للنظام السوري في محافظة حمص في وسط البلاد فجر أمس “الإثنين” .
وقال مدير المرصد السوري، رامي عبدالرحمن لوكالة الأنباء الفرنسية: إن “روسيا وإيران وحزب الله لهم وجود في المطار” الذي يقع بين مدينتي حمص وتدمر.

وأوضح عبدالرحمن: “قتل 14 مقاتلاً على الأقل بعد الضربة على مطار التيفور، ضمنهم قوات إيرانية”
ولا تزال الجهة التي استهدفت القاعدة العسكرية المعروفة باسم التياس ايضاً، مجهولة، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.

ونفت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، اي صلة تتعلق بشن قواتها ضربات في سوريا، وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية: “في الوقت الحالي، لا تنفذ وزارة الدفاع ضربات جوية في سوريا”.
وفي الأسابيع الأخيرة، هددت الولايات المتحدة وفرنسا بشن ضربات على سوريا في حال وقوع أي هجوم كيماوي، وهو ما تعتبره باريس “خطاً أحمر”.

واتهمت منظمة الخوذ البيضاء، الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة، وجيش الإسلام و”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” قوات النظام بشن هجوم بـ”الغازات السامة”، السبت الماضي على دوما، ما أوقع عشرات الضحايا.

وأثارت التقارير حول هذا الهجوم المفترض بـ”الغازات السامة” تنديداً دولياً ودفعت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى توعد دمشق وحلفائها بـ”دفع ثمن باهظ”.
وكانت إسرائيل شنت في الأشهر الماضية عدداً من الغارات على قواعد للنظام السوري وحلفائه في سوريا.
لكن الجيش الإسرائيلي، قال ردا على سؤال لوكالة الأنباء الفرنسية: إنه “يرفض الإدلاء بأي تعليق” على الغارة على مطار التيفور.

وفي مسعى لتهيئة الأجواء السياسية في طعهران قبل نفاد مهلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للبت في مصير الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع الدول الست الكبرى قبل 3 أعوام تشهر إيران ورقة “عسكرة الحكومة”.
وتتنامى الدعوات في أروقة الحكم في طهران لتنصيب حكومة عسكرية برئاسة أحد جنرلات ميلشيات الحرس الثوري، بعد أسبوع من دعوة حسين الله كرم، وهو قائد ميلشيات عسكرية متشددة مقربة من البسيج “التعبئة العامة”، تدعى “حزب الله” والذي طالب بالإطاحة بالرئيس حسن روحاني، وتعيين عسكري لقيادة البلاد، محذرا من انهيار إيران حال عدم اتخاذ مثل هذا القرار قبل إعلان ترامب موقفه النهائي من الانتفاق النووي.

ومن المقرر أن يعلن ترامب موقفه بعد نحو 3 أسابيع، وسط توقعات بانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، لاسيما وأن الإدارة الأمريكية الحالية سبق وأن تعهدت في مارس من العام الماضي، بإبداء “صرامة كبيرة” بشأن القيود المفروضة على أنشطة إيران النووية وبرنامجها لتطوير الصواريخ الباليستية.

وطرح اسم الإرهابي قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري كبديل للرئيس “الإصلاحي” روحاني. وقال كرم – بحسب موقع خبر أونلاين الإيراني: إن سليماني هو الشخص المرشح لتولي المنصب.
وبالنظر لهيمنة الحرس الثوري عمليا على ملفات السياسة الخارجية والاقتصاد في إيران، يبدو التلويح بعسكرة الدولة “تحصيل حاصل” بحسب طيف واسع من المراقبين.

لكن الدعوة لعسكرة الرئاسة، رافقها هجوم على أسلوب إدارة روحاني، وسط تركيز على ضرورة طرح عسكريين لتولي المنصب، ومن بين الأسماء المقترحة إلى جانب سليماني، محسن رضائي القائد السابق للحرس الثوري، ومحمد باقر قاليباق أحد قادة القوة الجوية التابعة للميلشيا ذاتها سابقا.

وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة “شرق” الإيرانية، المقربة من معسكر الإصلاحيين في عنوان لافت على صفحتها الرئيسية، إلى أن “الرئيس الإيراني القادم عسكري”، منوهة في الوقت نفسه إلى الدعوات التي تطلقها شخصيات إيرانية من داخل معسكر الأصوليين، حول اختيار قيادة عسكرية لحكم البلاد، معتبرة أن “التحولات الإقليمية” هي المحرك الفاعل وراء تلك الدعوات التي باتت تتخوف بصدد مصير إيران مستقبلا.

ومع بروز تغييرات جذرية طرأت على الإدارة الأمريكية مؤخرا، لتسجيل دخول شخصيات مناوئة لسياسات إيران التوسعية، أصبح هناك قلق متصاعد داخل نظام الملالي.
واشتملت تلك التغييرات على اثنين من المناصب فائقة الحساسية في إدارة الرئيس الأمريكي، حيث تولى مايك بومبيو مهام وزارة الخارجية خلفا لريكس تيلرسون، فيما تقلد جون بولتون منصب مستشار للأمن القومي، وكلاهما من المناوئين لسياسات إيران التوسعية.

عسكرة الحكومة مقترح طرحه أيضا هوشنج أمير أحمدي، رئيس المجلس الإيراني الأمريكي، أحد أبرز “لوبي” تابع للنظام الإيراني في الولايات المتحدة، حيث دعا إلى تشكيل “حكومة عسكرية” تحت إدارة الحرس الثوري، لمواجهة ما وصفها بـ”التهديدات المحدقة”.

ووفق أحمدي، فإن تنصيب جون بولتون مستشارا ومديرا لمجلس الأمن القومي الأمريكي، يرفع احتمال توجيه ضربة عسكرية لإيران، معربا عن قلقه من انسحاب واشنطن المحتمل من الاتفاق النووي، وإنهاء نفوذ بلاده، عبر مليشيات الحرس الثوري، في عدد من دول المنطقة.

وفى السياق، كشفت الاستخبارات الأوكرانية عن ترحيل إيرانيين اثنين، سبق اعتقالهما في يناير الماضي، بسبب تورطهما في انتهاك العقوبات الدولية المفروضة على طهران.
وأفادت بأن الإيرانيين اعتقلا بعد محاولتهما تهريب قطع من صاروخ “خا- 31” إلى إيران، على الرغم من قرارات الأمم المتحدة بحظر بيع وتصدير الأسلحة إلى النظام الإيراني.

وكشف موقع “راديو فردا” المعارض تفاصيل تلك الواقعة، نقلا عن صحيفة “ديلي بيست” الأمريكية، مشيرا إلى أن عملاء سريين تابعين لجهاز الأمن الأوكراني “أس بي يو” أوقفا الإيرانيين اللذين دخلا إلى أوكرانيا تحت غطاء دبلوماسي، ولدى تفتشيهما عثر بحوزتهما على قطع من صاروخ “خا- 31” المضاد للسفن، كانا يعتزمان تهريبها إلى طهران.

وأضاف: إن كييف فضلت ترحيلهما بهدوء خارج البلاد؛ تجنبا لأزمة دبلوماسية مع إيران.
وسرب فاسيل هرتساك مدير الاستخبارات الأوكرانية، تفاصيل تلك الواقعة إلى مسؤولين أمنيين أمريكيين خلال زيارته إلى واشنطن مؤخرا، بحسب الصحيفة، مؤكدا تعمدهما تهريب هذه القطع المرتبطة بالصواريخ إلى طهران.
وأشار إلى أن أحدهما يدعى “عبدي بيان”، وهو على صلة مقربة بالنظام الإيراني.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن هذه ليست المحاولة الأولى من جانب إيران للحصول على أسلحة حديثة من أوكرانيا، حيث فضحت دراسة أجراها مكتب المدعي العام الأوكراني في العام 2005، تهريب عسكريين إيرانيين عدة صواريخ سرا من طراز كروز “خا- 55” إلى طهران عام 2001، لافتة إلى أن بعض المسؤولين الأمريكيين يعتقدون بضلوع مسؤولين رفيعي المستوى بحكومة ليونيو كوتشما رئيس وزراء أوكرانيا الأسبق “1994/2005” في تلك الصفقة.
وفي سياق متصل، أشار موقع آمد نيوز المعارض، إلى أن الشخصين الإيرانيين هما في الأصل عنصران ضمن وحدة الصواريخ التابعة لمليشيا الحرس الثوري.

ولفت الموقع في تقرير له، إلى أنهما اعتزما السفر إلى أوكرانيا بعدما خططا لنقل قطع من تلك الصواريخ بشكل سري، إلى إيران، قبل أن تفشل الاستخبارات الأوكرانية مخططهما وتعتقلهما، أوائل العام الجاري.

وأكد التقرير، بحسب مصادر خاصة لم يسمّها، أن عبدي بيان، يعد أحد العناصر الناشطة في وحدة الصواريخ التابعة للحرس الثوري، وشارك سابقا في عمليات نقل مكونات صواريخ مختلفة إلى طهران.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *