متابعات

معاهد تعليم اللغات صيفاً .. مضيعة للوقت واستنزاف لجيوب الأسر السعودية

جدة – ليلى باعطية

يسعى الكثير من الطلاب إلى استثمار الإجازة الصيفية في تعلم اللغة الإنجليزية ، لتنمية القدرات والاستعداد لمرحلة البحث عن وظيفة ، كما يحرص كثير من الآباء على دفع آلاف الريالات لمعاهد اللغات لإكساب أبنائهم اللغة ، والمخيب للآمال أن المحصلة سلبية في معظم الحالات التي بحثتها “البلاد”.

يري عدد كبير ممن التحقوا بمعاهد اللغة ؛ أنها مضيعة للوقت والمال، ومنعدمة الفائدة، لعدم محاكاتها لاحتياجات الملتحقين بها ؛ وأن اختبار المستوى “سييء” ويعتمد على “القواعد” فقط، واعترف مدير معهد سابق بأن كثيراً من المعاهد تنتظر موسم الصيف لتستنزف الجيوب وتتفنن بشكل خاص في جذب الطلاب ، بينما على الجانب الآخر نفت مديرة معهد الاتهامات متحدية أن يكمل أحد لديها عاماً كاملاً ولا يستفيد كثيراً!!!

مصروفات بالآلاف .. والمناهج متوفرة بالإنترنت
كانت البداية مع الإدارية “نوف الهندي” 26 سنة، حكت عن تجربتها قائلة : سجلت بإحدى معاهد اللغة الإنجليزية ، فكانت أولى المفاجآت العدد الكبير في “الكلاس” الواحد، إلى جانب شرح المعلمة المختصر والبسيط، وعدم اهتمامها بإيصال المعلومة إلى جانب استنزافنا من ناحية الأسعار.

“عبد الإله باكدم” 17 سنة، طالب قال: التحقت بمعهد لغةٍ شهير في جدة لتعلم الإنجليزية وكانت مدة الدراسة عامٌ كامل، دفعت خلالها قرابة الـ20 ألف ريال، ولم يكن هناك تحسن ملموس، ثم سافرت إلى لندن لأحل مشكلتي فلم يأخذ مني الأمر سوى 3 أشهر، وكانت التكلفة الإجمالية نصف المبلغ وحصيلة لغوية رائعة.

“لولوة الدوسري” 23 سنة، محامية متدربة لم تفيدها الـ8 المستويات التي حصلت عليها ولم يضف لها شيئاً جديداً رغم الآلاف التي دفعتها، وحلمها في تحدث الإنجليزية لم يتحقق، واكتشفت أن مناهجهم تستطيع الحصول عليها من برامج التواصل الاجتماعي.

نتيجة سيئة .. بعد عام
حملت الطالبة الجامعية “أمينة إقبال” 21 سنة آمالا كبيرة عندما سجلتها والدتها هي وأختها في أكثر معاهد اللغة شهرة بمدينة جدة، ودفعت الوالدة أكثر من 45 ألف ريال بغيّة أن تجيد ابنتاها اللغة ليسهل عليهما دراستهما وتصبحان جاهزتان بعد التخرج للحصول على عملٍ جيّد موازيٍ لتخصصاتهما. مرّ عامٌ كامل، حوى 3 دبلومات وكانت النتيجة “فاشلة” كما وصفتها لنا “أمينة” ومخيبةً جداً لآمالهما؛ بعدم قدرتهما على الحوار والتخاطب، ثم أردفت قائلة: بدأت الحيرة وأسئلةٌ عديدة تؤرقني حول سبب هذه النتيجة التي تشابه آلاف المتخرجين من هذه المعاهد، وعن الحل لا تجاوز هذا الأمر.

الحواجز النفسية والثقة.. سبب الفشل
وتضيف إقبال : من خلال بحثي في المواقع الأجنبية اكتشفت أموراً عدة كنت أجهلها وضحت لي مدى سوء هذه المعاهد وانعدام فائدتها لعدم محاكاتها لاحتياجاتنا بدءاً من اختبار المستوى “السيئ” الذي يقيّمونا من خلاله، والذي يعتمد على “القواعد” فقط، دون الالتفات إلى المهارات الـ 4 التي نرغب في إتقانها، ومعلومات كثيرة كانت كفيلة أن تصيبني بصدمة لأعلم أن ما التحقت به لن يفيدني أبداً. كما وجدت أنه بالسعودية تتمركز أغلبية مشاكل الأشخاص في الحواجز النفسية والثقة والخوف من الخطأ والخجل ؛ وهي أشياء لا تعالجها هذه المعاهد. فعكفت 3 أشهر على القراءة والبحث والتعلم، أصبحت بعدها جريئة وذات طلاقة.

في الحوار بدون السفر للخارج، وانتهيت بقناعةٍ راسخة هي أن المعاهد مضيعة للوقت والمال، وليس كل معهد رسومه باهظة تكون الإستفادة من خلاله كبيرة، وتحملت مسؤولية توعية جميع الراغبين بتعلم اللغة الإنجليزية، فكان ذلك نقطة انطلاق مشروعي [amore club] الذي أعلنت إطلاقه من خلال استضافتي في “تيدكس” بالرياض.

مدير معهد سابق يعترف
“وائل إبراهيم” 44 سنة ، مدير تسويق وتطوير، قال: بحسب خبرتي كمدير سابق لعدة معاهد لغة على مدار 13 عاماً، هذه المعاهد عموماً تنتظر موسم الصيف لتستنزف الجيوب وتتفنن بشكل خاص في جذب الطلاب وتلقى هذه العروض القبول التام من الأهل، فيقوموا بتسجيل أبنائهم، ولا يكون الهدف تعلم الأبناء بقدر ما يكون التخلص من الطفل ودفع أسعار مبالغ فيها جداً.

ويضيف إبراهيم أن الكثيرين يصابون بصدمة من عدم إمكانية تعلم اللغة ، فالنتائج معدومة الفائدة، لذلك يرى إبراهيم أنه من الخطأ الزج بمن انتهى للتو من مدرسته أو جامعته في بيئة ظاهرها دراسية، وهي في الحقيقة ليست إلا مكاناً لهدر الوقت والعمل على تجهيل أجيال، والحل الأمثل؛ الالتحاق بالمدارس الإنترناشيونال من المرحلة الابتدائية فخريجوها يتحدثون اللغة بطلاقة، أما مناهج المدارس الحكومية فهي قوية إلا أن طريقة تقديمها وتدريسها وافتقاد الطلاب الرغبة في تعلمها تُفقدها هذه القوة، وتعد الدورات الصيفية في الخارج من الحلول أيضاً، وتكون ذا فعالية عظمى كلما صغُر سن المتعلم.

ومديرة معهد تنكر الاتهامات
بناءً على الشكاوى التي وصلتنا، توجهنا إلى مديرة معهد لتعليم السيدات اللغة بجدة ( كان ضمن المعاهد المشكو منها) ، فقالت أن معهدهم من أعرق معاهد تعليم اللغة في المملكة، ويستوعب جميع المستويات الملتحقة وجميع الفئات العمرية، و لهم طريقتهم الخاصة في التعامل والتعليم وفق استراتيجيات مدروسة، لذلك جميع الملتحقين بالمعهد على درجة كبيرة من الرضا.

وأنكرت مديرة المعهد جميع الشكاوى ، الواردة ضد معهدهم قائلة : أتحدى أن يكمل أحد لدينا عام كامل مع الالتزام بالحضور ولا يصل لمرحلة كبيرة من الاستفادة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *