الأرشيف دوحة السودان

مصطفى سيد أحمد..مطرب الغلابة

حمدي سعيد

عندما تأخذك رجلاك في جولة في أرجاء العاصمة السودانية (الخرطوم) يتسلل إليك صوته العذب ، ينساب في أذنيك مثل نقر الأصابع لما ترتاح للموسيقى، أو كأنه وتر الموانئ لما يصدح لسفينة، فلا تكاد تمر بـ (كشك) أو محل لبيع العصائر أو استديو، وحتى البقالات والمحلات التجارية وحافلات وبصات النقل العام والنقل الخاص إلا وتسمع أغانيه تعبق في صدى المكان ويأتيك صوته عبر الأثير محملاً بدرر الكلام ليعطر ربوع الأمكنة ويزرع في الإنسان السوداني مفاهيم وقيم التسامح والحب والايثار والتضحية والبذل والعطاء ومكارم الأخلاق، ليسهم بها في تكوين الشخصية السودانية ويرتقي بها إلى مصاف الاحاسيس والمشاعر.
مصطفى سيد أحمد المقبول، مغني ومل حن سوداني من منطقة ود سلفاب ولاية الجزيرة أول ظهور لافت له كان عبر (مهرجان الثقافة)، مهنته الأساسية التعليم، فقد عمل بالتدريس بالمدارس الثانوية لفترة طويلة من حياته، عرف عنه لونية خاصة من الكلمات المعبرة ومساسه المباشر لقضايا البسطاء والمحرومين، في غالب لحني مميز يجمع بين الأغنية الشبابية والوقار ، لذا كان مفضلاً من قبل النخبة والمثقفين وشباب الجامعات، وبسطاء الناس، عانى من الفشل الكلوي مدة طويلة منذ كان عمره 15 عاماً أجرى خلالها عملية زراعة كلى بروسيا أواخر الثمانينات وتعرض لانتكاسة عام 1993 بالقاهرة وانتقل للعلاج بالدوحة حيث ظل هناك حتى وفاته 1996م ، وكان استقبال جثمانه في مطار الخرطوم حدثاً مؤثراً، فقد ضج الناس بالبكاء في ساحات المطار والشوارع.
من أشهر أغانيه المسافة، الممشى العريض، حاجة فيك، مع الطيور ، الحزن النبيل وغيرها ومن أشهر الشعراء الذين تعامل معهم: محمد الحسن حسن سالم (حميد)، أزهري محمد علي، عبدالقادر الكتيابي ، محمد طه القدال، عاطف خيري وغيرهم الكثير..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *