دولية

مشروع إيراني لتوسيع مقامات شيعية في سوريا.. مقتل 3 من الحرس الثوري .. وحملة اعتقالات جديدة في الأحواز

عواصم ــ وكالات

أفادت مليشيا الحرس الثوري الإيراني، بمقتل 3 من عناصرها في هجوم عبر الحدود مع باكستان، وذكر الحرس الثوري أن ضابط شرطة قتل في كمين، نصب على موقع حدودي بمدينة ميرجاوة في إقليم سستان وبلوخستان، بينما قتل جنديان عندما انفجرت عبوة ناسفة بدائية في مركبتهما.

وقالت وكالة الأنباء الإيرانية إرنا: إن قوي هاجمت انطلاقا من الأراضي الباكستانية برج مراقبة تابعا لقوات الحرس في منطقة ميرجاوه” الحدودية الواقعة على مسافة 75 كلم جنوب شرق زاهدان، مركز محافظة سيستان بلوشستان.
وفى السياق، شنت قوات الأمن الإيرانية حملة اعتقالات جديدة بإقليم الأحواز الذي تقطنه أغلبية عربية بمحافظة خوزستان جنوب غرب البلاد.. وشملت الاعتقالات عشرات النشطاء العماليين العاملين في قطاع الفولاذ المتذمرين؛ بسبب سوء أوضاعهم المعيشية، إلى جانب مواطنين عرب.

ولفت نشطاء أحوازيون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن تلك الاعتقالات تأتي استمرارا للنهج القمعي من جانب نظام الملالي ضد الأقلية العربية في إيران، على خلفية الاحتجاجات التي اندلعت مؤخرا؛ بسبب التمييز والعنصرية ومحاولة طمس الهوية العربية.

وكشف موقع عمالي، عن اعتقال السلطات الإيرانية نحو 50 ناشطا عماليا في “الشركة الوطنية الإيرانية لصناعة الصلب” بالأحواز، لافتا إلى تهديدها للعمال المحتجين على مدار الأسابيع الأخيرة لتأخر رواتبهم عدة أشهر، بـ “الفصل التعسفي”.

وأشار موقع “اتحاد العمال الحر”، التابع للحركة العمالية في إيران، إلى أن العمال المعتقلين أغلبهم من النشطاء المدافعين عن حقوق العمال المهدرة، في ظل عدم حصولهم على رواتب لعدة أشهر، إلى جانب منع بعضهم مثل كريم سیاحی، وبیمان شجراتی، ورحیم سعیدی، وحامد باصری، من الدخول لمقر عملهم بدعوى تحريض العمال على الإضراب.

وباتت الأجور أزمة للعمال الإيرانيين في السنوات الأخيرة؛ بسبب التدهور الاقتصادي الناتج عن سياسات النظام الإيراني العدائية بالمنطقة، ودعمه المليشيات الطائفية على حساب مصالح المواطنين الإيرانيين، الأمر الذي أدى لاندلاع احتجاجات واسعة في أجزاء مختلفة من البلاد.

وفي السياق نفسه، ذكر كريم الدهيمي الناشط الأحوازي، عبر حسابه الرسمي على موقع فيسبوك تفاصيل حملة الاعتقالات الجديدة، منوها أنها شملت في أغلبها شبابا وصبية دون السن القانونية.

وقال الدهيمي: إن تلك الحملة الأمنية التي شنتها الاستخبارات التابعة لمليشيات الحرس الثوري الإيراني، اعتقلت عدة مواطنين عرب من حى الثورة “كوى علوى”، بمدينة الأحواز .

ونظمت عائلات أكثر من 500 معتقل أحوازي بالاحتجاجات الأخيرة، وقفة احتجاجية أمام مبنى محافظة خوزستان، للتنديد باعتقالهم، مطالبين بمعرفة مصائر أبنائهم وإطلاق سراحهم.

وذكرت منظمة “حقوق الانسان الأحوازية” في بيان لها عبر حساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، أن تلك العائلات أصدرت بيانا مشتركا طالبوا فيه بإطلاق سراح كافة أبنائهم المعتقلين، لافتين أنهم شاركوا في مسيرات سلمية وقانونية للتنديد بالممارسات العنصرية ضد الأحوازيين.

وأشار البيان إلى أن تلك الاعتقالات جرت بشكل عشوائي من الشوارع، ومقار العمال، والمنازل، دون سند قانوني في الوقت الذي تتجاهل السلطات الإيرانية مطالبهم بالكشف عن أماكن احتجاز أبنائهم.

وأعربت المنظمة في بيانها عن قلقها البالغ تجاه أوضاع المعتقلين الأحوازيين، بسبب انتهاج الأجهزة الأمنية الإيرانية سياسة تعذيب المعتقلين بعنف ووحشية لانتزاع اعترافات قسرية منهم، مطالبة في الوقت نفسه إلى التوقف عن قمع الاحتجاجات والكشف عن مصير المعتقلين، والإفراج عنهم فورا، وفق تعبيرها.

بدوره، دعا ما يعرف بـ “المركز الثقافي الأحوازي في بروكسل”، الأحوازيين والجاليات العربية وغير العربية، إلى الخروج في تظاهرات ضد نظام الملالي بالعاصمة البلجيكية، الجمعة ، لإحياء ذكرى الاحتلال الإيراني لإقليم الأحواز، بحسب نشطاء أحوازيون.

ومن المقرر أن تنطلق تلك المسيرات ظهرا من ساحة “بلين روبيرت” لتجوب الشوارع، وتنتهي بوقفة أخرى في ساحة “بلين جان”، أمام مقر الاتحاد الأوروبي، حيث يحيى الأحوازيون كل عام، الذكرى السنوية لاحتلال الأحواز، بالخروج في مظاهرات بعدد من العواصم الأوروبية.

واندلعت احتجاجات عارمة داخل إقليم الأحواز في نهاية مارس الماضي، اعتراضا على محتوى برنامج تلفزيوني إيراني، وصفوه بـ “المهين”، وعرض البرنامج خريطة لتقسيمة العرقيات داخل إيران تتجاهل العنصر العربي، أحد فسيفساء التركيبة السكانية، في حين وضعت بدلا منه عرقية اللور المهاجرة إلى الإقليم، وتم تعريف كل الأقاليم القومية الأخرى بأزيائها المحلية.

واتسعت رقعة تلك الاحتجاجات التي استمرت أكثر من 10 أيام على التوالى ضد كافة السياسات التمييزية للنظام الإيراني، ومشاريع التغيير الديموغرافي والسكاني للمنطقة لصالح المهاجرين وتهميش العرب.

إلى ذلك ، تعتزم طهران وتحت إشراف قيادي في فيلق القدس، توسعة المقامات الشيعية في سوريا والعراق، هذا ما أعلنه رئيس لجنة إعمار العتبات المقدسة في إيران، حسن بلارك، موضحاً أنه سيتم تأمين كافة المواد لها من إيران.

ونقلت وكالة “فارس” عن بلارك، قوله: إنه تم إعداد مشروع لتوسيع مجمع مراقد جنوب العاصمة السورية دمشق ،. وسيشمل المشروع تشييد مبنى لضيافة الزوار
ولعل اللافت في الأمر، أن لجنة “إعمار العتبات” الإيرانية التي يرأسها حسن بلارك، وهو قيادي في فيلق القدس ، تنشط في سوريا والعراق بقوة من خلال صرف مبالغ هائلة ببناء فنادق ومراكز تجارية وتأسيس هيئات دينية وتوظيف رجال دين تابعين لها.

وتحاول إيران التسلل والتلاعب والتحكم بالرأي العام الشيعي في بعض المناطق من خلال إدارة المقامات الشيعية والتحكم بالمناسبات الدينية، التي تصل ذروتها خلال شهري محرم وصفر، حيث يتوافد ملايين الشيعة من كل أنحاء العالم؛ لإحياء الطقوس الدينية وزيارة المقامات وقبور الأئمة في النجف و كربلاء وبغداد وسامراء وإلى المقامات الشيعية في دمشق أيضا.

ومن خلال بعض هذه المناسبات يركز النظام الإيراني على ترويج أيديولوجية “ولاية الفقيه”، ومبدأ “تصدير الثورة” واستراتيجية “قيادة إيران للعالم الشيعي”.

يذكر أن محاولة إيران نشر التشيع في سوريا، ومحاولات تغيير الطابع الديمغرافي لدمشق، تكثفت في الفترة الأخيرة، لاسيما خلال الأزمة السورية.

ومنذ اندلاع الثورة السورية لإسقاط نظام بشار الأسد عام 2011 بدأت مرحلة جديدة من النفوذ الايراني المتمثلة بالتدخل العسكري؛ مما مهد لها التغلغل الثقافي والمذهبي تحت ذريعة “الدفاع عن المقدسات الدينية”، حيث جلبت عشرات الآلاف من عناصر الميليشيات الشيعية مع عوائلهم من العراق وأفغانستان وباكستان ودول أخرى، وعملت على توطينهم في عدة من دمشق، وضواحيها بدل السكان المهجرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *