محليات

مستهلكون يطالبون بعقوبات رادعة لمحلات العسل المغشوش

جدة- حماد العبدلي

العسل من الثروات الطبيعية الغنية التي تنتج في بعض مناطق المملكة، على امتداد سلسلة جبال السروات بشكل خاص، ويقدر إنتاجه بآلاف الأطنان سنوياً.. ويتفاوت سعره في السوق حسب نوعه وجودته وله الكثير من الأنواع التي تختلف في مزاياها من أهمها: عسل الشوكةوالسدر والمجرة والسمر.

ويرتفع سعر العسل في المواسم خصوصاً في فصل الصيف وتحديداً الأنواع الجيدة والتي تستخدم غالباً في العلاج وللمناسبات الهامة فيما يتراوح سعر الكيلوجرام من عسل السدر والمجرة إلى ما بين 300 – 350 ريالاً.

وأغرت أسعار العسل المرتفعة العديد من باعة العسل إلى الغش في البيع مستغلين عدم معرفة المستهلكين لنوعية العسل وجودته، وسعره الحقيقي. ورغم ما تبذله الجهات ذات العلاقة لمراقبة بيع العسل في الأسواق والمتنزهات إلا أنها لا تزال جهوداً غير متكاملة في ظل تفشي أساليب الغش والخداع من بعض ضعاف النفوس من باعة العسل ومربي النحل المنتجين الذين لا هدف لهم إلا تحقيق الأرباح بأية طريقة كانت..

ويطالب المستهلكون بالتدخل السريع من الجهات الرقابية وتفعيل أدوارها الرقابية جيداَ لضبط بيع العسل وتربيته الصحيحة وإجراء التحاليل المخبرية اللازمة من خلال المختبرات المتخصصة، وتنظيم طرق البيع وتخصيص مواقع محددة لها، ووضع آلية محددة لعقوبات رادعة للمتلاعبين، وانه يجب ألا يغفل دور المستهلك في التحقق من النوعية الجيدة للعسل من خلال تحليله في مختبرات متخصصة ومن ثم التقدم بشكواه للجهات المعنية لكشف الباعة الغشاشين للحد من هذه الظاهرة الخطيرة.

بداية قال البائع محمد احمد:” خبرتي في بيع العسل تجاوزت 10سنوات .. وهي تجارة جيدة ومرغوبة وعليها اقبال كبير من الزبائن خصوصا طالبي العسل الأصلي غير المغشوش .. وبائعو العسل يستوردونه من عدة بلدان .. مثل باكستان واليمن وغيرهما , وبكميات كبيرة , وهنا توجد محلات كثيرة خاصة في البلد وسمعنا ان هناك مزارع ضخمة في باكستان.. وأكثر الزبائن يبحثون عن العسل للعلاج ومن أنواعه : عسل السدر والسمر أو الشوكة والطلح والمراعي والأزهار .. ويوجد في السوق العسل المحلي من الجنوب , من محايل عسير ورجال ألمع وأبها والباحة وكذلك العسل الخارجي يستورد من باكستان واثيوبيا وتركيا وروسيا (وعسلهم لونه أبيض) , ومن مصر هناك (عسل حبة البركة.. ويوجد عسل إماراتي وعسل عماني , وشمع اماراتي.”

أما البائع مهدي عبدالله فقال :” لدي خبرة في البيع لمدة 18سنة .. والمشترون دائما يبحثون عن العسل للأكل والعلاج … علاج الربو والمعدة والأنيميا والفيروس الكبدي وآلام الصدر .. وأكثر زبائننا من متوسطي العمر ومن كبار السن كذلك .. وأيضا من العرسان.”

وقال حمدالثابتي:” أسعار العسل معقولة , وأيضا هناك جودة في بعض الأنواع , وجودة أقل في بعضها الآخر , والذي يشتري العسل باستمرار , لابد له أن يلاحظ الفرق , ومن خلال الخبرة سيعرف من أين يشتري وكيف … ولكن في كل الأحوال يوجد عسل جيد هنا في باب مكة وخصوصا المحلي …: أنا من محبي عسل الطلح وقد وجدته فعلا بسعر مناسب حوالي 100ريال للكيلو جرام الواحد” .

كما ذكر المواطن حمد الثابتي بأنه عندما يريد شراء العسل يتجنب الغش في نوعية المنتج .. مما جعله يرتاب ويعرض عن الشراء وهو يخشى العسل المغشوش وذلك لعلمه بأن أسعار العسل الجيد سعره مرتفع ولا يمكن التلاعب فيها.. وبين الثابتي بأن الشريحة الكبيرة من مستهلكي العسل لا يعرفون النوعية الجيدة من الرديئة وهو يتذكر دوماً ما يتداوله البعض من أن هناك العديد من الباعة يشترون العسل المستورد بأسعار زهيدة، ومن ثم يتم تعبئته في أوعية تقليدية محلية للتضليل، وهم يدعون بأنه من العسل المحلي الجيد ويتم بيعه بأسعار مرتفعة.

وفي أكثر الأحوال فإن البعض من المستهلكين يعمدون في الشراء على الثقة في أشخاص يشترون منهم باستمرار، وذلك لكونهم قد تحققوا من جودة منتجهم من العسل البلدي الممتاز وعدم استعمالهم أساليب الغش في تغذيته.
وقال حسين اليافعي :” العسل هو اهم مصدر في غذاء الإنسان من الناحية الصحية بمختلف أنواعه ومسمياته خاصة عندما يكون من النوع الأصلي وهو مطلوب في حالة البرد القارس.”
وصفات لمعرفة العسل المغشوش:
وعن الفرق بين الأصلي والمغشوش قال خبير في تجارة العسل:”تذوق العسل، فإذا بقيت طعمته أكثر من 3 دقائق ولم تذب فانه غير أصلي، واذا اختفت الطعمة مباشرة فيدل على جودته. ويمكن فحص العسل من خلال وضع ملعقة كبيرة منه في كوب من الماء، وفي حال ذوبانه فهو غير طبيعي، إما إذا كان طبيعياً فيجب أن يبقى متماسكاً ويترسب في قعر الكوب. أو أحضر شمعة وانزع منها الفتيلة ومن ثم اغمس الفتيلة في العسل، حاول اشعال الفتيلة من الجهة التي عليها العسل فاذا اشتعلت يكون طبيعياً، إما إذا قاومت الاشتعال فذلك يعني أن العسل غير طبيعي وأن وجود الماء فيه يمنع الفتيلة من الاشتعال.

أو ضع نقطة عسل على جرح معين، إذا تألمت فانه يدل على اصطناعية العسل، وإذا لم تتأثر فانه طبيعي.
ضع نقطة عسل على ورقة، اذا تكونت حولها بقعة سائلة فانه مغشوش، واذا بقيت في مكانها فانه اصلي أو وجّه ملعقة العسل للأسفل، اذا انزل منها العسل على شكل خيط رفيع متصل فهو أصلي، واذا تقطع فهو اصطناعي ويمكن ضع العسل في الثلاجة، اذا تجمد فهو اصطناعي.

ضع ملعقة من العسل على النار إلى أن تفور، فاذا تغير لون العسل او شممت رائحة حريق فانه مغشوش أو ضع نقطة من صبغة اليود على ملعقة مملوءة بالعسل، فإذا انتشر اللون البنفسجي في كل العسل كان العسل مغشوشا.. أما إذا ثبتت النقطة في موضعها ولم تنتشر في العسل كان طبيعيا أو املأ نصف كوب بالماء وضع فوقه عسلا… فإذا هبط إلى قاع الكوب واستقر فيه ولم يختلط مع الماء كان العسل طبيعيا والعكس في حال غشه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *