دولية

محور الشر يتمدد .. وقلق دولي من ديكتاتورية طهران

باريس ــ وكالات

حذرت صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية، من أن “إيران تسعي لتوسيع نفوذها في منطقة الشرق الأوسط باستخدام المليشيات الطائفية التي تقاتل في سوريا والعراق واليمن”. وأشارت الصحيفة إلى أن الهدف الأول لطهران إعادة تأسيس إمبراطورية فارسية مترامية الأطراف، ولن يتم ذلك إلا بتفكيك القوى السنية وتقسيمها دون قيادة، وكانت بداية تلك الخطة بما تسمى (أحداث الربيع العربي)، كما أن المجتمعات السنية تم تهميشها بشكل كبير في العراق وسوريا.

وأضافت الصحيفة أن “إيران مددت ممرا برياً من طهران إلى بيروت، عبر بغداد ودمشق، وفي لبنان زرعت مليشيات حزب الله، التي أصبحت سيد اللعبة السياسية فيما بعد”. وتحت عنوان: “كيف امتد النفوذ الإيراني في المشرق الاوسط.. سوريا ولبنان والعراق”، أشارت الصحيفة إلى أن “النفوذ الإيراني امتد في منطقة المشرق العربي بعد تحرير مدينة البوكمال السورية، التي تمتد على طول نهر الفرات على الحدود العراقية بريف دير الزور، آخر معقل لتنظيم داعش الإرهابي في سوريا، من قبل التحالف الدولي.

وأضافت الصحيفة “فيما تواجه السعودية العدو الإيراني في عدة مسارح لصد سياسة السيطرة على منطقة الشرق الأوسط التي تنتهجها طهران في العراق وسوريا ولبنان واليمن ، لذا وصف ولي العهد الامير محمد بن سلمان مرشد إيران بـ”هتلر الجديد”، لما تفعله إيران بإثارة القلاقل والاضطرابات في المنطقة”.

وفي الحرب الأهلية العراقية التي دارت ما بين 2006 و2007 أشارت الصحيفة إلى أن إيران هي من فجرتها، عبر الموالين لها في بغداد، بإشعال الفتنة الطائفية.

في هذه الحروب استغلت إيران ضعف هذه الدول، مقدمة نفسها كنموذج أكثر فاعلية، وبفضل مليشياتها المسلحة سيطرت على هذه البلدان.

وفي لبنان، استغلت طهران الغزو الإسرائيلي عام 1982، وأسست مليشيات مسلحة (حزب الله)، كما استغلت وجود تنظيم داعش في العراق، وأسست مليشيات طائفية (قوات الحشد الشعبي 2014) وعددهم قرابة 100 ألف عراقي موالين لإيران، مقسمه إلى 3 مجموعات رئيسية (منظمة بدر، حزب الله – عصائب الحق)، ولهم علاقة مباشرة مع قوات القدس، الجناح العسكري لإيران خارج حدودها ويقودها قاسم سليماني، ولها علاقة مباشرة مع مرشد إيران آية الله العظمى علي خامنئي.

ونوهت الصحيفة إلى أنه “لا أحد يمكن أن يجادل في اتساع التدخل الإيراني في البحرين واليمن بدعم الانقلابيين، بالاستراتيجية نفسها التي اتبعتها مع حزب الله، موضحة أنه “في الوقت نفسه لا أحد ينكر أن القصف الباليستي للحوثيين المصوب تجاه الرياض بتمويل إيراني”.

ونقلت الصحيفة عن مصدر أممي قوله “إن النفوذ الإيراني امتد إلى تونس”.

وفي تقرير آخر أشارت الصحيفة إلى أن إيران شنت هجوما إلكترونيا على لبنان، واخترقت البريد الإلكترونى لعدد من المسؤولين المدنيين والعسكريين في البلاد.

ونقلت الصحيفة عن مسئول في جهاز مخابرات، لم تسمه، قوله إن “قراصنة إلكترونيين مدعومين من إيران شنوا هجوما على خوادم الإنترنت في مكاتب مسؤولين لبنانيين؛ منهم الرئيس اللبناني ميشال عون، ورئيس الوزراء سعد الحريري، فضلاً عن وزير العدل ووزير الخارجية ومسؤولين عسكريين ومصارف لبنانية”، مضيفاً أنه “في الواقع يخوض القراصنة الإيرانيون العملية “أويلريج” منذ 6 أشهر، عبر قرصنة خوادم لبنانية”.

وأضافت الصحيفة أن “إيران تسعى من خلال التدخل الإلكتروني إلى التأثير في الانتخابات التشريعية المرتقبة في لبنان، العام المقبل، لا سيما في ظل الأزمة اللبنانية التي فجرها الحريري بشأن تدخل إيران في شؤون بلاده عقب تقديم استقالته.

ولاحظت المخابرات الغربية أن القرصنة لا تعود لأفراد يعملون بشكل معزول ويمضون الوقت فقط بمحاولات الاختراق، لكن يتعلق الأمر بهجمات منسقة على مستوى استراتيجي.

فيما تحتضن العاصمة الفرنسية، مؤتمرا حول قلق المجتمع الدولي عامة وفرنسا خاصة تجاه السياسات الديكتاتورية الحاكمة في إيران، وذلك في الدائرة الخامسة بباريس.

وسيتم تنظيم هذا المؤتمر بناء على مبادرة من لجنة دعم حقوق الإنسان في إيران (CSDHI) ، وذلك للوقوف على الكثير من الحقائق والأرقام الكاشفة لحالة حقوق الإنسان في إيران والتي يصفها المجتمع الدولي بالخطيرة.

وستتطرق محاور المؤتمر إلى وجهات النظر المختلفة التي تدين برنامج الصواريخ البالستية للنظام الإيراني، وتتحفظ كثيرا أمام تداخلاته في المنطقة، لا سيما في لبنان وسوريا واليمن. وجميعها ملفات مثيرة لقلق المجتمع الدولي لما تحمله من تداعيات جعلت من ضرورة تحجيم الطموح الإيراني في مقدمة أولويات البلدان الأوروبية

من جهة أخرى، يناقش المؤتمر ملف حقوق الإنسان في إيران على اعتبارها الدولة صاحبة الرقم القياسي العالمي لحالات انتهاكات حقوق الإنسان، وهو ما دفع الامم المتحدة إلى توجيه الإدانة في تقريرها الأخير، مشير إلى حالات قمع الناشطين من جهة، وإلى أوضاع أسر الضحايا الباحثين عن الحقيقة حول المذابح التي دامت في الماضي في سجون النظام من جهة أخرى.

هذا وسيشارك عدد من كبار الشخصيات في هذا المؤتمر، في مقدمتهم وزير الخارجية السابق برنار كوشنر، ووزيرة الدولة السابقة للشؤون الخارجية وحقوق الإنسان راما ياد، ورئيس وزراء الجزائر السابق سيد أحمد غزالي، والناشطة المعروفة إنجريد بيتانكورت، إلى جانب مجموعة من الناشطين في مجال حقوق الإنسان في المنطقة خاصة من سوريا ولبنان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *