إعداد: عبدالعزيز عركوك
في هذه الصفحة، التي اخترنا لها عنوان ” محاكمة ” … نحاكم فيها إدارات بعض أندية دوري جميل، والدرجة الأولى، والبرامج الرياضية؛ لنبين للقارئ العزيز ما لهذه الإدارات، والبرامج ، وماعليها. قضاتنا مجموعة من الخبراء، والمختصين، يمتلك كل منهم تاريخًا كبيرًا، يجعله قاضيًا في مجاله . يقدمون تحليلًا، وتقييمًا شاملًا لعمل كل إدارة، وبرنامج ؛ سواء بالسلب، أو الإيجاب، بشفافية مطلقة.
اليوم … تحاكم” البلاد” إدارة الليث، التي عانت في الموسم الماضي من العديد من المشاكل الإدارية، والقانونية؛ مما أثر على الفريق في الجانب الفني؛ حيث حقق المركز السادس في دوري جميل، وخرج من كأس ولي العهد، في الدور ربع النهائي، وفي كأس خادم الحرمين الشريفين من دور الـ32 أمام نادي وج؛ كما تعرض النادي لمشاكل مالية، وديون، وتوتر العلاقة مع أكثر من لاعب.
(الجانب الإداري)
أكد الناقد الدكتور مدني رحيمي، أن إدارة نادي الشباب برئاسة عبدالله القريني، لم توفق، أو تنجح في الموسم الماضي بقيادة النادي بشكل عام، والفريق الأول لكرة القدم على وجه الخصوص، بعد خروجه المبكر من جميع البطولات، وعدم المنافسة عليها؛ حتى مراحلها الأخيرة، ومن أبرز الأسباب التي ساهمت في ذلك الإخفاق: عدم توفير المداخيل، والمال لقيادة النادي؛ ما أسفر عن تأخر الرواتب،
والمستحقات، وتضجر بعض اللاعبين من ذلك، وعدم تمكن الإدارة من التعاقد مع لاعبين مميزين؛ حسب رغبات الجهاز الفني محليًا، وأجنبيًا، بالإضافة للتعرض لعقوبات انضباطية بالمنع من التسجيل؛ بسبب كثرة الديون، والمشاكل، ونقص الدعم المالي للنادي، بعد ابتعاد أعضاء الشرف عن الدعم بالشكل المميز، والذي شاهدناه في السنوات الماضية، وأيضا من أكبر المشكلات التي واجهت الإدارة الشبابية في العام الماضي- والتي فشلت في احتوائها- التفريط بالحارس الأساسي محمد العويس، وكذلك الحارس وليد عبدالله، رغم حاجة النادي للثنائي؛ حيث شاهدنا بيانات إدارة الشباب المتواصلة، التي تحتج على طريقة انتقال العويس للأهلي. في المقابل لم تستطع هي المحافظة على لاعبي الفريق المؤثرين؛ ما جعلها تعض أصابع الندم، في بداية الفترة الإعدادية للموسم القادم، فاضطرت للتعاقد مع حارس أجنبي لقيادة الفريق في المنافسات القادمة، فلو تمكنت من المحافظة على الثنائي العويس، ووليد لكان من الأفضل الاستفادة من الأجنبي السادس في أحد المراكز الأخرى، التي يحتاج إليها الفريق .
(الجانب الفني)
أشاد المدرب الوطني خليل المصري بالعمل الذي قدمه المدرب الوطني سامي الجابر في الموسم الماضي، مع الفريق الأول لكرة القدم بنادي الشباب، مبينًا أنه عمل وفق الإمكانات المتوفرة له، وتعامل بذكاء مع اللاعبين في طريقة تجهيزهم؛ فنيًا ونفسيًا، واستطاع في الجولات الأولى من تقديم مستويات مميزة، ونتائج إيجابية بعد تغلبه في مواجهتي الذهاب على الأهلي، والاتحاد، ولكن مع مرور الوقت تأثر الفريق بكثرة المشاكل الإدارية والمالية، والعقوبات الانضباطية، بالمنع من التسجيل والتي أثرت كثيرا في النتائج، وجعلت الفريق يغادر بطولات النفس القصير، من أندية يقل مستواها الفني عن الشباب؛ حيث شاهدنا الفريق في فترة من الفترات يلعب بلاعب أجنبي واحد؛ بسبب المشاكل المالية، بالإضافة لرفض بعض اللاعبين الالتزام بمواعيد التدريبات، ومنهم من غادر إلى بلده احتجاجا على عدم التزام الإدارة بمواعيد الجدولة لاستلام مستحقاتهم، كما تأثر الفريق فنيًا بعد تفريط الإدارة بالثنائي محمد العويس، ووليد عبدالله. الأمر الذي جعل المدرب في مأزق، وأجبره على الاستعانة بالحارس الثالث، والذي تسبب في خسارته فريقه في العديد من المباريات، وولجت مرماه أهداف بدائية؛ لضعف مستواه الفني، وربما يكون ذلك لعدم حصوله على الفترة الكافية للمشاركة، وقلة الخبرة التي يمتلكها، والتي كلفت النادي الكثير.
(الجانب الإعلامي)
أما الإعلامي عدنان جستنية، فيرى أن الدور الإعلامي في نادي الشباب ضعيف جدًا، وغير مؤثر على الجانب الفني، والنفسي، وأضاف: إن الإدارة الشبابية في الموسم الماضي، تركت الاهتمام بالجوانب الإدارية، والفنية، والقانونية للفريق، وتفرغت للدخول بشكل قوي في الجانب الإعلامي؛ من خلال إصدار البيانات ضد اتحاد كرة القدم، والنادي الأهلي، على خلفية انتقال الحارس محمد العويس، على الرغم من تفريطها في اللاعب، وعدم التجديد معه منذ وقت مبكر، أو حتى عرضه على قائمة الانتقال، قبل دخوله الفترة الحرة؛ ليتم الاستفادة منه ماليًا، وأشار جستنية إلى أن استعانة الإدارة الشبابية بالقانوني ماجد قاروب، يعتبر خطأً فادحًا، وكبيرًا. الأمر الذي جعلها تخرج إلى الإعلام بشكل مكثف؛ من خلال البيانات المتنوعة، مؤكدًّا أن قاروب سيقود الإدارة الشبابية للهاوية؛ كما فعل مع الاتحاد سابقًا.
(الجانب القانوني)
أوضح المستشار القانوني الدكتور عمر الخولي، أن الإدارة الشبابية في الموسم الماضي، لم توفق قانونيًا؛ بسبب تعرض النادي للعديد من العقوبات، ومنها: تلقيه خطابًا من الفيفا، يتضمن عقوبة على النادي، تقضي بمنعه من تسجيل اللاعبين الجدد في الفترة الشتوية الماضية، على خلفية قضية المدافع الأردني طارق خطاب، الذي يطالب فيها الشباب بمبلغ ٧٥٠ ألف ريال، بعد احترافه في نادي الشباب موسم ٢٠١٥م، ورغم ضعف المبلغ، لم يستطع توفيره، كما أن الإدارة عانت ماليًا في الفترة السابقة، ولم تلتزم بدفع الرواتب للاعبين، ومقدمات العقود؛ حيث كان هناك متأخرات كلفت النادي الكثير، وأيضا لم تنجح الإدارة في المحافظة على حارسها الدولي محمد العويس، بعد دخولها في تصادم مع الإدارة الأهلاوية، وفي نهاية الأمر لم تكسب القضية، التي انتهت بتوقيع اللاعب للنادي الأهلي؛ لذا يجب على إدارة نادي الشباب التركيز بشكل أكبر في الجانب القانوني في الموسم القادم، والاستعانة بمستشارين واختصاصيين، لعدم تكرار الأخطاء التي حدثت، وتفادي وقوعها مجددًا في المستقبل.