متابعات

مجمع الملك فهد أحد المعالم المشرقة لخدمة المسلمين .. أكبر مطبعة في العالم لطباعة المصحف

مركز المعلومات – عبد الله صقر

مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة هو أكبر مطبعة في العالم لطباعة المصحف. وهو أحد المعالم المشرقة التي تقدمها المملكة العربية السعودية لخدمة الإسلام والمسلمين في مختلف أرجاء العالم. وقد وضع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وضع حجر الأساس للمجمع عام 1403 هـ وافتتحه عام 1405 هـ.

يصل متوسط الطاقة الإنتاجية للمجمع حالياً إلى حوالي (13) مليون نسخة من مختلف الإصدارات سنويا. ووصلت الكميات التي أنتجها المجمع منذ افتتاحه عام 1405هـ إلى (312.000.000) مليون نسخة تقريباً موزعة بين مصاحف كاملة وأجزاء وترجمات وتسجيلات ومصنفات علمية تتعلق بعلوم القرآن الكريم.

بدأ المجمع توزيع إصداراته من المصاحف، والتسجيلات، والأجزاء، وربع يس، والعشر الأخير، والترجمات، والكتب منذ عام 1405هـ، ويتم ذلك على المسلمين داخل المملكة وخارجها في مختلف أرجاء العالم، وزادت الكميات الموزعة حتى 14/8/1438هـ على (299) مليون نسخة.

ويجري المجمع دراسات وأبحاثا مستمرة لخدمة الكتاب والسنة ويضم أحدث ما وصلت إليه تقنيات الطباعة في العالم.

ويراعي المجمع في اختيار إصداراته المطبوعة أو المرتلة، وإنتاجها، وتوزيعها المواءمة بين حاجات المسلمين إليها، والاستفادة القصوى من الإمكانات الكبيرة التي أمر بتوفيرها للمجمع خادم الحرمين الشريفين، فالمجمع يضم تجهيزات حديثة، وإمكانات متقدمة في مجال الإعداد للطباعة، والطباعة ذاتها، والتجليد، والمراقبات المختلفة.

إنشاء المجمع وافتتاحه
أمام ازدياد حاجة العالم الإسلامي إلى المصحف الشريف، وترجمة معانيه إلى مختلف اللغات التي يتحدث بها المسلمون، والعناية بمختلف علومه، وكذلك خدمة السنة والسيرة النبوية المطهرة.

واضطلاعاً من المملكة بدورها الرائد في خدمة الإسلام والمسلمين، واستشعاراً من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله بأهمية خدمة القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة من خلال جهاز متخصص ومتفرغ لذلك العمل الجليل، وَضع حجر الأساس لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة في السادس عشر من المحرم سنة 1403 هـ( 1982م ).وافتتحه -رحمه الله- في السادس من صفــر سنــة 1405هـ ( 1984م ).

ويُعَدُّ إنشاء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة من أجلّ صور العناية بالقرآن الكريم حفظاً، وطباعةً، وتوزيعاً على المسلمين في مختلف أرجاء المعمورة، وينظر المسلمون إلى المجمع على أنه من أبرز الصور المشرقة والمشرّفة، الدّالة على تمسك المملكة العربية السعودية بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم اعتقاداً ومنهاجاً، وقولاً، وتطبيقاً.

لقد وفّق الله المملكة العربية السعودية لإقامة هذا المشروع الإسلامي الضخم الذي يحظى بدعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ، فقد اعتنى المجمع بطباعة المصحف الشريف، وتوزيعه بمختلف الإصدارات والروايات، على المسلمين في شتى أرجاء المعمورة، وبترجمة معاني القرآن الكريم إلى كثير من اللغات العالمية، وبالعناية بالدراسات والبحوث القرآنية الجادَّة, وتحقيق تراث علوم القرآن الكريم، والنهوض بفهرستها، وتيسير الإفادة منها.

تقدر مساحة المجمع بمئتين وخمسين ألف متر مربع، ويُعَدّ المجمع وحـدة عمرانية متكاملة في مرافقها إذ يضم مسجداً، ومبـانيَ للإدارة، والصيانـة، والمطبعة، والمستودعات، والنقل، والتسويق، والسكن، والترفيه، والمستوصف، والمكتبة، والمطاعم وغيرها.

وهذا الأمر ليس مستغرباً من المملكة العربية السعودية التي قامت بإعلاء كلمة التوحيد، ورفعت رايته عاليةً، وعُرفت بنبل مقاصدها، وعلو همتها، وسمو أهدافها، وحرصها على كل ما من شأنه خدمة الإسلام والمسلمين، وذلك منذ عهد مؤسسها المغفور له الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله.

* أهم أهداف المجمع
1- طباعة المصحف الشريف بالروايات المشهورة في العالم الإسلامي.

2- تسجيل تلاوة القرآن الكريم بالروايات المشهورة في العالم الإسلامي.

3- ترجمة معاني القرآن الكريم وتفسيره.

4- العناية بعلوم القرآن الكريم.

5- العناية بالسنة والسيرة النبوية .

6- العناية بالبحوث والدراسات الإسلامية .

7- الوفاء باحتياجات المسلمين في داخل المملكة وخارجها من إصدارات المجمع المختلفة .

8- نشر إصدارات المجمع على الشبكات العالمية.

وفيما يلي أهم سياسات المجمع لتحقيق أهدافه:
1- استمرار إنتاج إصدارات المجمع المطبوعة، والمرتلة بمختلف الروايات المشهورة وبأعلى مستويات الدقة، مع ما يتطلبه ذلك من إعداد، ومراجعة علمية.

2- مواصلة نشاط المجمع في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى مختلف اللغات.

3- الاستمرار في توزيع إصدارات المجمع على المسلمين في مختلف أنحاء العالم.

4- تقديم هدية خادم الحرمين الشريفين السنوية لحجاج بيت الله الحرام.

5- خدمة القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة من خلال إصدارات المجمع.

6- مواصلة إجراء الدراسات المتعلقة بأهداف المجمع.

7- نشر إصدارات المجمع، وجهوده المختلفة على شبكة الإنترنت.

8- نشر إصدارات المجمع, وجهوده المختلفة رقمياً وحاسوبياً على منصات التشغيل المختلفة.

9- تطوير أعمال المجمع بما يتناسب مع مناشطه المتعددة ، من خلال مراكز ، ولجان، وإدارات المجمع المختلفة .

10- إتاحة الفرصة للمسلمين لزيارة المجمع,والاطلاع على إمكاناته الضخمة.

11- تنظيم الندوات العلمية ذات العلاقة بأهداف المجمع.

12- تدريب الموظفين داخل المجمع ، وخارجه ، وتنظيم دورات تجويدية لحفظة كتاب الله الكريم.

13- ومن الجوانب التنظيمية:
• إعداد وتحديث شروط ومواصفات تفصيلية للمجمع تشمل كافة النواحي الإداريـة والفنية (الوظائف، الشروط العامة والخاصة، الإنتاج، المراقبة، التدريب، التشغيل، الصيانة، الحراسة، والنظافة) .
• تحقيق تطبيق الحكومة الإلكترونية في أعمال المجمع.

• تحديث الأنظمة واللوائح وفق متطلبات ومستجدات العمل.

• تحديث أجهزة المجمع.

• تعميم تطبيقات الحاسب الآلي على جميع أعمال المجمع.

تتولى وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الإشراف على المجمع، ومعالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ هو المشرف العام على المجمع، ورئيس هيئته العليا. ويتابع تنفيذ سياسات المجمع وتحقيق أهدافه أمانة عامة ينهض بمسؤوليتها، سعادة الأستاذ الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي، الأمين العام للمجمع.

*الهيئة العليا للمجمع
تختص الهيئة العليا للمجمع برسم الخطط والأهداف العامة للمجمع وسياسات تطبيقها، والإشراف على تنفيذها، ودراسة ما يوجه معالي الوزير بعرضه من موضوعات، كما تختص بإقرار اللوائح والأنظمة التي يحتاج إليها المجمع، واتخاذ ماتراه محققاً للمصلحة العامة في الحالات المستجدَّة من الأمور التي لم يَرِدْ ذكرها في اختصاصات الأجهزة المختلفة، والاطلاع على التقرير السنوي للمجمع والتوجيه في الأمور التي يتضمنها.

*المجلس العلمي للمجمع
يرأسه الأمين العام للمجمع، وتتضح مهامه واختصاصاته في رسم خطة عمله وفقاً لأهداف المجمع، واقتراح ما يؤدي إلى تطوير الأعمال العلمية فيه، ودراسة القضايا والبحوث ذات الصبغة العلمية والتي تتعلق بعلوم القرآن الكريم وترجمات معانيه والعلوم الإسلامية، ودراسة ما يكلف به من بحوث ودراسات من قبل معالي الوزير المشرف العام على المجمع، ودراسة التقارير المعدة من قبل اللجان والجهات العلمية في المجمع، وإبداء الرأي فيها.

 

اللجنة العلمية لمراجعة مصحف المدينة النبوية
تُعنى بمراجعة المصاحف حال خط خطاط المجمع لها, وخلال الضبط وبعده, على أُمّات كتب القراءات، والرسم، والضبط، والفواصل، والوقف، والابتداء، والتفسير. وتظل المراجعة مستمرة من قبل اللجنة العلمية في جميع مراحل الإعداد والتحضير حتى تأذن اللجنة بالبدء بطباعة المصحف، كما تبدي رأيها في المصاحف المخطوطة، والمطبوعة التي ترسل إلى المجمع من الجهات الرسمية.

* مراحل المراجعة
تمر مراجعة مصحف المدينة النبوية بالمراحل التالية:

المرحلة الأولى:
مراجعة ما كتبه الخطاط قبل الضبط، فيقسم القدر المكتوب على أعضاء اللجنة العلمية لمراجعة المصحف للتحقق من سلامة النص القرآني، والتأكد من موافقة الكتابة للرسم العثماني، وتسجيل ملاحظاتهم ثم تسلم لرئيس اللجنة، وبعد مناقشتها تحال إلى الخطاط لتصويبها.

المرحلة الثانية:
مراجعة الصفحات القرآنية بعد ضبطها كلمةً كلمةً؛ للتحقق من ضبط النص القرآني، والتأكد من تسلسل أرقام الآيات.

المرحلة الثالثة:
هي مرحلة التهجي، وتكون المراجعة فيها ثنائية، فيعطى كل اثنين صفحات معينة فيقرآنها بقراءة التهجي كلمةً كلمةً، وحرفاً حرفاً، وحركة حركة فيأخذ أحدهما المصحف والآخر أصل المخطوطة.

المرحلة الرابعة:
هي مراجعة ما صوّره قسم المونتاج من الأصل بعد قراءة التهجي. وإذا لم تظهر أي ملاحظة بعد هذه المراحل تفيد اللجنة بأن المصحف المراجع أعد إعداداً كاملاً للطبع، ثم تراجع اللجنة المصحف بعد طبعه وقبل توزيعه.

وتتلخص الضوابط التي تسير عليها اللجنة في مراجعتها للمصحف الشريف فيما يلي:

1- اشتراط الاجماع – في كل خطوة – .

2- التمسك بالحجة إن ظهرت وإسقاط ما عداها.

3- اتباع قواعد الرسم العثماني.

4- تجريد المصحف مما عدا القرآن الكريم، أما أسماء السور ورموز الوقوف، والنقط والشكل فقد دعت الحاجة إلى إثباتها.

*إدارة الشؤون العلمية
تُعَدُّ هذه الإدارة من أهم إدارات المجمع، ويتبعها مركز الدراسات القرآنية، ومركز الترجمات. كما يتبع الإدارة مكتبة متخصصة بالقرآن الكريم وعلومه، ويتم تزويدها بالمطبوعات المستجدة. وقد تفضّل معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، المشرف العام على المجمع معالي الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ بإهداء المكتبة طائفة من المطبوعات النادرة من خلال مكتبات كاملة قديمة.

وتحفل المكتبة بقسم غني بترجمات معاني القرآن الكريم إلى كثير من اللغات العالمية، وفيها كذلك صور من مصاحف نادرة وموسوعات عالمية، كما زُوِّدت المكتبة بمكتبة إلكترونية تضم أحدث الموسوعات والمراجع الأصيلة.

* مركز البحوث
أهداف المركز:
1- مراجعة الإصدارات القرآنية المتنوعة من وسائل النشر الإلكتروني.

2- إصدار شهادات المصادقة الرَّقْمية والتوثيق لنصوص القرآن الكريم وتلاواته بالروايات المتواترة في الوسائط الإلكترونية.

3- العمل على توفير البدائل الرَّقْمية المناسبة لوسائل تبادل النُّسَخ الرَّقْمية من القرآن الكريم وعلومه المتنوعة.

4- الإسهام في إثراء المعارف المعلوماتية الخاصة بخدمة القرآن الكريم وعلومه.

5- المشاركة في وضع معايير موحَّدة للتعامل مع النص القرآني ومصطلحاته، وكتب علوم القرآن الكريم، وتفسيره، وترجمات معانيه.

6- التواصل مع الاستشاريين، وأصحاب الخبرات الفردية، والجهات ذات العلاقة.

ويمكن تبويب ترجمات معاني القرآن الكريم الصادرة عن المجمع إلى مختلف اللغات وفقاً لما يلي:
37لغة آسيوية و 18 لغة إفريقية و16 لغة أوروبية
أما عدد إصدارات الترجمات فتزيد على (70) إصداراً، والعمل جارٍ لإنجاز ترجمات أخرى.

وتمتاز هذه الترجمات بكونها مستندة إلى مذهب السلف الصالح، ومراجعة من قبل الناطقين بلغاتها ممن لهم معرفة باللغة العربية والعلوم الشرعية. وقد أفردت ترجمة معاني جزء عم مع سورة الفاتحة من بعض الترجمات. وجميع الترجمات يصحبها النص القرآني، غير أن بعضها له طبعة أخرى مجردة من النص القرآني لتوزيعها على غير المسلمين.

وعند إعداد خطة الإنتاج، تأخذ الأمانة العامة في تقديرها تنفيذ الأوامر السامية، والكميات الموجودة في المستودعات، وحجم الطلبات التي ترد للمجمع من مختلف الجهات في الداخل والخارج، وتنويع الإصدارات مع المحافظة على دقة طباعتها وسلامتها.

ويخطو المجمع خطوات واسعة نحو تطبيق الحكومة الإلكترونية في أعماله، من خلال بناء عدد من الأنظمة الإدارية والمالية المترابطة مع بعضها مما يساعد على متابعة الأعمال ويسهل الاطلاع على الكميات المطبوعة من المصاحف والترجمات وغيرها واستخراج الاحصائات والتقارير اللازمة.

*هدية خادم الحرمين
إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين بتقديم نسخة من إصدارات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينـة المنورة لضيوف الرحمن من حجاج بيت الله الحرام، يواصل المجمع سنوياً توزيع هدية خادم الحرمين الشريفين على كل حاج عند مغادرته منافذ المملكة، ويقدم حوالي 1,800,000نسخة من إنتاجه لهم سنوياً، وزاد عدد النسخ الموزعة على التقنيات في خدمة القرآن الكريم.

يولي المجمع عناية كبيرة بالتقنيات والبرامج الحاسوبية التي يمكن تسخيرها لخدمة القرآن الكريم وعلومه
ويبلغ عدد زوار المجمع سنوياً حوالي أربعمئة ألف زائر من مختلف بلدان العالم جاؤوا ليشاهدوا هذا الصرح الإسلامي الشامخ الذي يعدّ من الأعمال الجليلة التي قامت بها المملكة العربية السعودية خدمة للإسلام والمسلمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *