محليات

مجلة ” Nature Ecology ” العالمية: كشف الأحفورة البشرية في تيماء وجد أصداء واسعة في المراكز البحثة العالمية

أبرزت مجلة ” Nature Ecology & Evolution’s ” ، العالمية المتخصصة في الأبحاث والدراسات الإنسانية اليوم اكتشاف أول أحفورة بشرية في الجزيرة العربية بالقرب من مدينة تيماء السعودية، يقدر عمرها بأكثر من 85،000 عام.

الذي سبق أن أعلن عنه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في محاضرته التي ألقاها في الأكاديمية الفرنسية للنقوش والآداب بباريس في يونيو 2016م .

ونوهت المجلة بأهمية هذه الأحفورة التي تم اكتشافها في موقع الوسطى 1 المجاور لموقع كثيب الغضاة الواقع في نفود تيماء بمنطقة تبوك.

ضمن نتائج أعمال البعثة السعودية الألمانية لمشروع الجزيرة العربية الخضراء في موسم عام 2014م وعثر فيه على فقرة من الاصبع الوسطى للإنسان قدر عمرها بأكثر من 85،000 عام.

وتضمن تقرير المجلة معلومات مفصلة عن أعمال مشروع الجزيرة العربية الخضراء وهو برنامج مشترك يركز على دراسة البيئات القديمة في الجزيرة العربية تنفذه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وهيئة المساحة الجيولوجية وكلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود ومعهد ماكس بلانك في ألمانيا، بالإضافة إلى عدد من الجامعات الدولية والمراكز العالمية المتخصصة بالآثار .

وأوضح التقرير أن الفريق قام بحفر ثمانة مربعات عثر فيها على أحافير وأدوات أثرية ورفات فقاريات وأدوات حجرية إلى جانب أحفورة الأصبع البشري.

كما تم العثور على 380 أداة حجرية تظهر بوضوح تقنيات صناعة أدوات العصر الحجري القديم الأوسط أغلبها من الشرت والكوارتزيت ، وتشبه هذه الأدوات ما عثر عليه بشرق وشمال شرق أفريقيا .

وأكدت المجلة أن أحفورة الوسطى 1 وهي سلامى متوسطة للعظمة الوسطى من الأصبع الوسطى ليد إنسان تعد من أقدم أحافير الإنسان خارج أفريقيا وبلاد الشام.

وتؤكد وجود الإنسان في الجزيرة العربية ضمن مواقع الهجرات البشرية منذ العصور الحجرية القديمة التي لم تقتصر على غابات بلاد الشام المطيرة فحسب وإنما امتدت إلى عمق الجزيرة العربية حيث الأمطار الموسمية والمراعي والبحيرات والأنهار .

وقالت المجلة : إن هذا الكشف وجد أصداء واسعة في المراكز البحثة العالمية، لافتة النظر إلى أهمية الكشف الذي يظهر أمراً بالغ الأهمية.

وهو اتساع انتشار الإنسان خارج أفريقيا ووصوله إلى شبه الجزيرة العربية قبل أكثر من 85 ألف عام من خلال تاريخ أقدم أحفورة بشرية من موقع الوسطى .

وذكر تقرير المجلة أن المعلومات المتاحة قبل هذا الاكتشاف كانت تفترض بأن انتشار الإنسان خارج أفريقيا كان في مناطق محددة في مرحلة مبكرة من 90 – 130 ألف سنة واقتصر على مناطق في شرق البحر الأبيض المتوسط وفي بلاد الشام، ومرحلة لاحقة من 50 – 60 ألف سنة في بعض الأجزاء من أوراسيا وأستراليا.

وتضمن تقرير المجلة معلومات تفصيلية لنتائج أعمال الفريق الذي تمكن من استخراج 860 أحفورة من موقع الوسطى للعديد من الحيوانات من أبرزها فرس النهر والجاموس العملاق وظبي الماء مما يدل على ارتباطها الوثيق بحيوانات أفريقيا.

حيث تَبين أن عمر مينا ناب فرس النهر83،000 سنة وجذره 65،000 سنة، وترسبت جميع هذه الأحافير في حدود 92،200 سنة.

مشيرة الى أن هذه الأحفورة خضعت لعدد من الدراسات التحليلية المركزة في مختبرات متخصصة خارج المملكة للتعرف على خصائصها ومقارنتها بما عثر عليه في مواقع أخرى خارج الجزيرة العربية .

وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني قد أعلن في المحاضرة التي ألقاها في الأكاديمية الفرنسية للنقوش والآداب بباريس في يونيو 2016م عن آخر الاكتشافات الحديثة والمهمة في المملكة.

والمتمثلة في الكشف عن عظمة بشرية وجدت في البحيرة الجافة بمحافظة تيماء وتعد أقدم عظام بشرية وجدت في الجزيرة العربية.

منوهاً سموه إلى أن المكتشفات الحديثة أثبتت وجود بحيرات وأنهار قديمة كانت السمة العامة للجزيرة العربية.

وهو ما يثبت بالدليل العلمي نبوءة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قبل خمسة عشر قرنا حيث قال صلى الله عليه وسلم: “لن تقوم الساعة حتى تعود الجزيرة العربية مروجاً وأنهاراً” وهي دلالة قطعية على أنها كانت كذلك من قبل وذلك ما نؤمن به بدون شك ولا ريب.

ولكن الآن نحن أمام دلالات علمية على كون الجزيرة العربية كانت مغطاة بالمروج و الأنهار تتقاطع على أرضها.

مبينا سموه أن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أطلقت مشروع (الجزيرة العربية الخضراء) في عام 2012م بالتعاون مع جامعة أوكسفورد.

كمبادرة لدراسة العلاقة بين التغييرات المناخية التي تعرضت لها شبه الجزيرة العربية على مر العصور وبين بداية الاستيطان البشري فيها وهجرة البشر إليها عبر قارات العالم القديم حتى الآن.

كاشفا العثور في الأطراف الغربية من صحراء النفود على أحفورة “ناب الفيل” ضمن مجموعة كبيرة من الأحافير لحيوانات عديدة شملت الغزلان بما فيها المها العربي والأبقار والجواميس البرية والخيل.

والذئاب وأفراس النهر والنمور والطيور والفيلة، والموقع يمثل بحيرة قديمة تشير الدلائل الأثرية والجيولوجية فيها إلى أن عمرها يزيد على خمسمائة ألف سنة مضت.

في حين أرَّخت الأحافير التي وجدت بحوالي 335 ألف سنة قبل الوقت الحاضر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *