الأرشيف مقالات الزملاء

متى نرى النقل العام في جدة؟

شاكر عبدالعزيز

جدة هذه المدينة الجميلة على ساحل البحر الاحمر ينقصها مشروع عاجل “للنقل العام” يليق بهذه المدينة .. قبل اربعين عاما بالتمام والكمال كانت مدينة جدة مدينة صغيرة – غير مترامية الاطراف – وكان يحدها طريق المدينة الصاعد والنازل وطريق مكة المكرمة القديم – وكانت تجوب في جدة في هذه الاوقات “التاكسي الاصفر” ويركبه الصفوة والناس المتعجلون اتوا ضيوف المملكة من الحجاج والزوار والمعتمرين وهو بالاتفاق (بين الراكب والسائق) وكانت اجرته (معقولة) يساعده في هذه الاوقات (الوانيت) ابو ريال للشباب والاخوة الوافدين من البلدان العربية الذين قدموا للعمل في هذه المدينة الجميلة – وللحاجات – وهم بعض السيدات من كبار السن من بقايا الحجاج الذين يعيشون في جدة ينتقلون عبر هذا الوانيت بريال واحد الاجرة في المشوار وهذا الوانيت به مقاعد خشبية لجلوس الركاب عليها وبعض هذه الوانيتات لها غطاء من القماش السميك ليقي الجالسين فيها من الشمس الحارقة واشهد انني كنت واحدا من ركاب هذه الوانيتات الشهيرة في رحلة البحث عن الاخبار والتحقيقات والمتابعاتالصحفية للصحيفة التي احبها – البلاد -.
وتطور الحال وجاءت الحافلات الكوستر وهي عبارة عن حافلات حديدية اغلبها مصنع في جدة فيما عدا الموتور وكلها حديد × حديد وهي تمشي كأنها دبابة وتطلق اصوات عالية واصحابها من الشباب السعودي او من سائقي الحافلات السعوديين وهدفهم الاساس الراكب تابو “ريالين” مهما كانت الظروف عليه ان يقتص هذا الراكب وهو من اجل هذا يزيد سرعته او ينحرف عليك بقوة وياويل السائق الذي لا يفسح الطريق امام قائد هذه الحافلة فانه قد يعرض نفسه للهلاك لان الحافلة كما قلنا من قبل حديد × حديد وبالتالي لا تأبه بأي صدمات هامشية بل الصدمة تكون في الغالب على الجانب الآخر.
وهؤلاء اصحاب الحافلات قد (وقفهم مرور جدة في السابق) فرفعوا الامر الى ولاة الامر فأمروا باعادتهم مرة اخرى الى العمل في شوارع واحياء وميادين جدة.
بعد ذلك دخل النقل العام في الحلبة وجاء اسطول النقل الجماعي بسياراته الحمراء الكبيرة الحافلات ذات 52 راكب وتنزل الى حلبة السباق اليومي في جدة فحقق فشلا ذريعاً لعدة اسباب ان الحافلات الكبيرة كانت تضيق بها الشوارع .. وان الدور الواحد لهذه الحافلة كانت تستغرق اكثر من ساعة فتركهتا الناس ولجأوا الى الحافلات الصغيرة لانها “اسرع”.
واذا كانت شركة النقل الحماعي قد حققت نجاحاً ملحوظاً في التنقل بين المدن جدة – مكة المكرمة – وجدة – المدينة المنورة وجدة – الرياض وغيرها الا انها لم تحقق هذا النجاح ( في النقل داخل المدن) لان الحافلات الكبيرة (غير مجدية).
والآن ما المطلوب لمدينة جميلة مثل جدة مطلوب مشروع كبير للنقل الحماعي او النقل العام يراعي الشوارع والطرق والتقاطعات في مدينة جدة ويستخدم حافلات صغيرة مكيفة تستطيع ان تكمل الدورة في اقل وقت ممكن والا تزيد اجرة المشوار الواحد فيه عنم (ثلاث ريالات) للحافلات المكيفة وريالين (للحافلات غير المكيفة) ان تكون هناك مواقف ثابتة لركوب المواطنين ونزولهم ويمكن استخدام حافلات خاصة للنساء في احياء الجامعة وبعض المواقع التي تعمل فيها النساء لان الحافلات الصغيرة لا تتحمل عبء تخصيص مقاعد خاصة للسيدات ، ثم ان هذا المجال يجب ان تدخل فيه عشر شركات متخصصة في النقل حتى تتنافس في تقديم الخدمة الافضل للموظفين وطلاب الجامعة وطلاب الثانوي ثم لطالبات الجامعة والممرضات في المستشفيات موضوع “النقل الجماعي” او النقل العام اصبح ضرورة ملحة وعاجلة وهو موجود في معظم المدن العالمية وجدة تستحق ذلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *