ملامح صبح

(ما دريتا )

حنان العوفي

تتردد بين الناس هذه المقولة البائسة : السر إذا خرج عن اثنين انتشر، ليرُدَّ آخرون،إذ لم تستطع أنت كتم سرك فكيف تطالبهم في الحفاظ عليه؟..

هذا الكلام جعل منا أشخاصا ثرثارين نتقن الكلام التافه ، والبحث في الخفايا ، أكاد أجزم أن من أطلق هذه العبارات هم أشخاص عديمو الأمانة تعشق أنفسهم الحديث في حياة الناس ، ولم يجدوا مبررا لأنفسهم فروّجوا هذه الأفكار، إذا نحن انخدعنا بشخص ما ووثقنا فيه وأودعناه سرا وهو ليس أهلا لحفظه ، هذا لا يعني أنها صفة سائدة بين البشر ، فأنا عندما أخبرك بأمر يخصني ولا أريد أحدا غيرك يعرفه تأكد أنني أستطع الحفاظ عليه ،

لكن قد أكون بحاجة لرأي آخر ، أو أريد من يتقاسم معي إحساس الفرح أو الألم ، لأكتشف أني أسأت الاختيار ، إذ ليس من المعقول أن يكون الإنسان كائنا اجتماعيا في طبيعته التكوينية ويعيش حياته لا يثق بأحد، أي نعم أن في حياة كل فرد منا أشياء لا يعرفها بعد الله – عز وجل – سواه لكن ذلك ليس لأنه يخاف أن تنتشر بل لأن الأمر محرج ولا يمكن قوله ويبدو أن هذه العبارات المعلبة التي يتناقلها الناس دون وعي أو تفكير جعلت لدينا صديقة لوكالة “يقولون ” اسمها محطة ” ما دريتا “عموما ما علينا ، يقول الشاعر عبدالمحسن المسعودي:

“أنساك لحظة وأذكرك باقي العام
حتى وأنا ناسي نسيت وذكرتك ”
نعم أعرف أن هذا البيت ليس له شأن بموضوع المقالة ، وليس بالضرورة أن يكون له شأن ، المهم أن يكون نسيانا بلا ذاكرة لمن يفسدون علينا جمال اللحظة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *