دولية

لوصفه خامنئي بالفرعون.. اعتقال نجل المرجع الشيرازي .. والملالي ينهبون 250 مليار دولار

طهران ــ وكالات

اعلنت وسائل اعلام ايرانية ناطقة بالفارسية أن السلطات اعتقلت امس “الثلاثاء” حسين شيرازي، ابن صادق الشيرازي، المرجع الشيعي الشهير في قم، وذلك بسبب محاضرة وصف فيها المرشد الأعلى للنظام الإيراني علي خامنئي، بـ ” الفرعون “.

وقال موقع “ميكروفون نيوز” الذي نشر صورة عن مذكرة اعتقال الشيرازي أن المدعي العام للمحكمة الخاصة برجال الدين في قم، أصدر حكماً باستدعاء هذا المرجع بعد نقد صريح لممارسات النظام الإيراني ومبدأ ولاية الفقيه وقامت السلطات باعتقاله

ووفقا لمقطع منشور على موقع يوتيوب عن جزء من محاضرة لحسين الشيرازي، قبل بضعة أسابيع، يظهر فيه وهو يصف حكم الولي الفقيه بأنه ما يعادل حكم فرعون شارحا استبداد نظام الملالي وأساليبهم القمعية ضد المعارضين والمنتقدين والمختلفين معها بالرأي.

وأكدت مواقع مقربة من الشيرازي أن استخبارات الحرس الثوري الإيراني هي من تقف وراء استدعاء حسين الشيرازي وآخرين من أفراد عائلته خلال الأعوام الماضية، مع تعرضهم المستمر للإهانة والتهديد.

يذكر أن مرجعية الأسرة الشيرازية يرفضون ولاية الفقيه وحكم المرشد الإيراني علي خامنئي، لكنهم يطرحون أفكارا متطرفة تغذي الطائفية في المنطقة ولا يختلفون بشيء عن خطاب النظام الإيراني من حيث المبادئ الفكرية.

واتسع نفوذ أسرة الشيرازي بعد الثورة الإيرانية عام 1979 حيث دعم المرجع محمد الشيرازي الخميني واحتلت “منظمة العمل” الشيرازية التي قادها محمد تقي المدرسي شوارع طهران ونصبوا المشانق لمعارضي الثورة ومن ثم تمددوا بالأجهزة الأمنية الإيرانية كونهم في الغالب من أبناء وأقارب وأتباع المراجع ومن يسمون رجال الدين الإيرانيين الذين ولدوا بكربلاء والنجف في العراق ويحملون الجنسيات الإيرانية.

بعد ذلك نشطت الحركة في المجال الاقتصادي ودخلت بازار طهران وقامت بجمع ملايين الدولارات من أنصارها وتابعيها ومقلدي الشيرازي في إيران وانتشرت عدد الحسينيات التي يملكونها في قم وأصفهان.

بعد ذلك دبت الخلافات بينهم وبين النظام الإيراني وبدأ الحرس الثوري يحد من تنامي الشيرازيين بعد ما أيد محمد الشيرازي فكرة مجلس شورى الفقهاء بدل ولاية الفقيه المطلقة بعد وفاة الخميني وهو علي غرار الكثير من المراجع يرفض ولاية المرشد الحالي علي خامنئي.

وعمل الشيرازيون على توسيع نفوذ المشروع الإيراني في المنطقة العربية من خلال اختراق المجتمعات الشيعية في المنطقة وإنشاء منظمات سياسية مذهبية وميليشيات في كل من من لبنان وسوريا والعراق واليمن تحت غطاء العمل الديني وتوسيع الحسينيات، حيث استقطبوا الكثير من المناصرين.

ويهاجم الشيرازيون كل من يدعو إلى التقارب مع السنة ويستقطبون الاصوات الشيعية المتطرفة ولهم ماكينة إعلامية ضخمة تحتل حيزا كبيرا في الإعلام الشيعي الحماسي ولهم أنشط الفضائيات في إيران والاكثر انتشاراً في العالم الشيعي.

وبدأ التيار الشيرازي أخيرا بصراعات إعلامية مباشرة مع مليشيا حزب الله وإيران منذ أربعة سنوات، الأمر الذي يعده أنصار ولاية الفقيه خيانة للتشيع الذي تقوده إيران بالمنطقة.

وفى السياق كشفت تقارير غربية أن ثروات مسؤولي نظام الملالي من عائلة علي خامنئي، وصادق لاريجاني، وهاشمي رفسنجاني، إلى جانب قادة الأجهزة الأمنية تزيد على 250 مليار دولار، وهو ما دعا المرشح الرئاسي الإيراني السابق أحمد توكلي إلى توجيه صرخة عبر وسائل الإعلام، مفادها أن الفساد المالي بات السبب المباشر الذي ينذر بانهيار إيران.

ويستدل رئيس وحدة الدراسات الإيرانية بمركز “أمية” للبحوث والدراسات الإستراتيجية الدكتور نبيل العتوم، بما سبق في معرض برهنته على أن العملة الإيرانية “التومان” مقبلة على انهيار وشيك، موضحا أن التومان الإيراني بلغ مستويات متدنية بعد أن فقد أكثر من 30% من قيمته خلال السنوات السبع الأخيرة، إذ يجري صرفه في شارع فردوسي بـ4850 توماناً مقابل الدولار الأمريكي، فيما تشير المعطيات إلى أنه يتجه نحو مزيد من التدهور، وقد نرى الدولار الأمريكي عند مستوى 5000 إلى 5500 تومان خلال فترة قصيرة من الآن.

ويخلص العتوم إلى أن إيثار نظام الملال للصمت، وترك التومان تحت رحمة المضاربات، يُشكل بكل تأكيد كارثة اقتصادية واجتماعية وبشرية، وقد يُهدد ذلك أسس النظام ويعيد اندلاع الاحتجاجات ، ويزيد من حجم هذا إذا ما افترضنا عدم التصعيد في البيئة الصراعية بين إيران والإدارة الأمريكية، ما سيؤدي إلى مزيد من انهيار التومان.

وأفاد بأنه لا توجد أي بيانات اقتصادية إيجابية يمكن أن تدفع للاعتقاد بأن التومان سيتعافى، أو يخرج من عنق الزجاجة، أو أن الأزمة السياسية الداخلية والخارجية التي تشهدها إيران ستنتهي أو حتى تتقلص؛ فحكومة روحاني في حالة إرباك غير مسبوقة، في ظل تقلص وشح احتياطي النقد الأجنبي لدى المركزي الإيراني، الذي يضخ أموال الشعب الإيراني الصعبة في طاحونة الأزمات التي أكلت الأخضر واليابس؛ مؤكدا أن كل المؤشرات الاقتصادية تشي بأن إيران مقبلة على أزمة اقتصادية غير مسبوقة؛ لاسيما في الوقت الذي تتبخر فيه العملة الصعبة من خزائن البنك المركزي، ويسيطر فيه الحرس الثوري على إيرادات العملة الأجنبية من خلال أذرعه الاقتصادية التي تدير أكبر عمليات غسيل أموال في العالم.

وأكد العتوم أنَّ إيران التي كانت تشكل أكبر اقتصاديات المنطقة زمن الشاه، باتت تعاني في ظل حُكم الملالي أزمة في توافر السلع التموينية الأساسية، وانعدام أبسط الخدمات، وانهيار اجتماعي شامل بعد أن أصبح أكثر من 35 مليون إيراني تحت خط الفقر، إلى جانب أكثر من 12 مليونا يعانون من فقر غذائي رهيب، وانهيار مستمر في العُملة، وارتفاع متواصل في نسب البطالة والفقر وأعداد العاطلين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *