الأرشيف المرأة

لمدة 3 ساعات يومياً .. دراسة: التلفزيون يطور القدرات الدراسية للأطفال

كتبت – أبرهيم عبد اللاه ..

أصبح التلفزيون في وقتنا الحاضر من أكبر وسائل الاتصال بأفراد المجتمع؛ وذلك لسهولة وصوله إلى كل فرد وهو جالس في بيته، لذا فقد أثر تأثيراً كبيراً على جوانب متعددة من حياتنا وخاصة الأطفال، وعن جوانب تأثيره عليهم انقسم العلماء والمربون إلى فريقين:
فريق اعتبره سلبياً ومضراً بالطفل، بما يسببه له من إرهاق نفسي وعصبي، وتأثير كبير على الحاسة البصرية، وبالتالي تأثيره على مستوى الطفل الدراسي العام؛ لانشغاله بمشاهدته وتتبع برامجه، لذا فإنهم راحوا يحذرون بشدة من العادات غير الجيدة والقيم والمفاهيم القلقة التي تعرض له على شاشته، حيث إنه يستوعبها ويتقبلها بسرعة مما قد يساهم في تربيته تربية غير طبيعية لا يريدها المجتمع, أما الفريق الثاني فقد كان أكثر تفاهماً وتفاؤلاً، حيث نبه إلى الفائدة الكبرى والمجالات الواسعة التي يقدمها التلفزيون للطفل في مختلف المجالات، وخاصة المجالات التربوية والتعليمية, وقد كشفت دراسة بريطانية جديدة أن السماح للأطفال بمشاهدة التلفزيون بضع ساعات يومياً، يمكن أن يطور قدراتهم الدراسية, فقد وجد باحثون بجامعة \"لندن\" أن الأطفال الذين يشاهدون التلفزيون لمدة ثلاث ساعات أو أكثر يومياً، تفوقوا على أقرانهم الذين يجلسون أمام التلفزيون أقل من ساعة يومياً، وهو ما يتعارض مع الاعتقاد السائد بأن التلفزيون يضعف القدرات العقلية للأطفال.
كما وجدت الدراسة أيضاً أن القواعد التي يفرضها الآباء على أبنائهم على أمل تعزيز قدراتهم الدراسية مثل الإصرار على تنظيم مواعيد الوجبات أو النوم، لا يحدث سوى فارق صغير نسبياً, وقال القائمون على الدراسة: إن الجميع يقلل من فوائد القيمة التعليمية لمشاهدة الأطفال للتلفزيون, موضحين أنه بإمكان التلفزيون أن يجعل بعض الأطفال منفتحين على مفردات لغوية أوسع نطاقاً عن التي يتلقونها داخل المنزل.
ويرى الخبراء التربويون الذي ينظرون نظرة إيجابية تجاه تأثير التلفزيون على الطفل, أن للتلفزيون تأثيراً كبيراً على عقلية الطفل، ويتجلى ذلك في أن الأطفال الذين يشاهدون التلفزيون أكثر طموحاً وتطلعاً من غيرهم الذين لم يشاهدوه، ولقد تبين لكثير من المؤسسات التربوية في الدول المتقدمة أن الأطفال بدءوا يتقدمون كثيراً في دروسهم؛ وذلك لأن هؤلاء كانوا من المهتمين بالتلفزيون، وبما يقدم لهم فيه من برامج تعليمية وثقافية، فمن السهولة بمكان أن ينمي هذا الجهاز نشاطات الطفل المختلفة، ويخفف فيهم صفة العدوان والأذية إن وجدت، وذلك من خلال طرحه للمفاهيم الإنسانية ودعوته إلى التعاون والتكاتف، ولا ننسى أن التأثير هذا يختلف من حيث أثره بالنسبة للأطفال؛ لاختلاف مستوياتهم وإدراكهم وطبيعتهم الاجتماعية والتكوينية.
من ناحية أخرى قد تجعل المشاهدة الكثيرة الطفل مقبلاً على نوع معين من البرامج، وبالتالي تتأثر حياته بذلك النوع، كأن يكون معجباً بالبرامج الفكاهية مثلاً, فإنه يحاول أن يكون فكاهياً في حياته الخاصة أيضاً، ولكن من جهة أخرى فإن الإكثار من المشاهدة قد يجعل من حياة الطفل متماسكة أكثر؛ لأنه لا مجال لديه لقضاء وقته في التسكع ومصاحبة الآخرين، وربما في المشاجرة واللعب غير الجيد معهم، ومع أهمية هذا الرأي فإن هناك كثيراً ممن قال بأن كثرة المشاهدة تؤدي إلى حجز الطفل من الاحتكاك بمجتمعه، وبالتالي فإنها تؤدي إلى جهله كثيراً بالعادات الاجتماعية والقيم المتعارف عليها، وبالتالي ينشأ نشأة ناقصة في كثير من النواحي, وبين هذا وذاك يتوقف دور الأم العصرية في تنظيم حياة طفلها وعلاقته بالتلفزيون؛ لأنها بذلك ستساهم في تعميق حياته وتوسيع نظرته الجيدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *