دولية

لليوم الخامس.. مظاهرات وإدانات عبر العالم.. العرب يطالبون ترامب بإلغاء قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل

عواصم ــ وكالات

طالب مجلس جامعة الدول العربية واشنطن بإلغاء قرارها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مشيرا أنه يدرس عدة خطوات بينها إقامة قمة عربية بالأردن.

جاء ذلك في البيان الختامي الذي أصدره المجلس في ختام اجتماعه الطاريء على مستوى وزراء الخارجية.

‏وقرر المجلس إبقاء اجتماعاته في حالة انعقاد والعودة للاجتماع في موعد أقصاه شهر من الآن لتقييم الوضع والتوافق على خطوات مستقبلية في ضوء المستجدات بما في ذلك عقد قمة استثنائية عربية في الأردن بصفتها رئيسا للدورة الحالية للقمة العربية

وأكد البيان الختامي على “مطالبة الولايات المتحدة بالغاء” قرارها الصادر الأربعاء الماضي على لسان الرئيس، دونالد ترامب، بشأن القدس، ووصفته بأنه “باطل وخرق خطير للقانون الدولي وللقرارات الأممية وأنه لا أثر قانوني لهذه”.

واعتبر أن القرار الأمريكي “يقوض جهود تحقيق السلام، ويعمق التوتر، ويفجر الغضب، ويهدد بدفع المنطقة إلى هاوية العنف والفوضى، وإراقة الدماء وعدم الاستقرار”.

وأضاف أن “هذا التحول في سياسية الولايات المتحدة تجاه القدس هو تطور خطير وضعت به واشنطن نفسها في موقع الانحياز للاحتلال وخرق القوانين وعزلت نفسها كراع ووسيط في عملية السلام”.

وأكد المجلس “التمسك بقرارات مجلس الأمن التي تؤكد أن جميع الإجراءات والقرارات الأحادية التي تستهدف تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم فيها أو فرض واقع جديد عليها لاغية وباطلة لن توجد حقا ولن تنشأ التزاما”.

وشدد على أن “القدس الشرقية هى عاصمة الدولة الفلسطينية التي لن يتحقق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة إلا بقيامها حرة مستقلة ذات سيادة على خطوط الرابع من يونيو 1967”.

وحذر المجلس من أن “العبث بالقدس ومحاولات تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم فيها”.

وأوضح أن “استمرار الاحتلال الإسرائيلى للأراضي الفلسطينية وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة وخصوصا حقه في تقرير مصيره وفي الدولة وفي العودة والحرية هو تهديد للأمن والسلم في المنطقة والعالم”.

ودعا المجلس جميع الدول “الاعتراف بالدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.

المجلس دعا كذلك إلى “العمل على استصدار قرار من مجلس الأمن يؤكد أن قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يتناقض مع قرارات الشرعية الدولية وأنه لا أثرا قانونيا لهذا القرار”.

وكلف المجلس “لجنة مبادرة السلام العربية بتشكيل لجنة من أعضائها للعمل مع المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية على الحد من التبعات السياسية لقرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ومواجهة أثاره ، وتبيان خطورته”.

وتضم لجنة “مبادرة السلام العربية”، كلا من: الأردن (رئيسا) وعضوية السعودية ومصر والبحرين وتونس والجزائر والسودان والعراق وفلسطين وقطر ولبنان المغرب واليمن، إلى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.

وتشكلت لجنة مبادرة السلام العربية بقرار من القمة العربية الأخيرة في البحر الميت بالأردن التي عقدت في 29 مارس الماضي.

وطالب المجلس بـ”العمل مع المجتمع الدولي على إطلاق جهد فاعل ومنهجي للضغط على إسرائيل للالتزام بقرارت الشرعية الدولية ووقف الاستيطان وتفريغ القدس من سكانها العرب وعلى حل الصراع على أساس حل الدولتين”.

وكلف مجلس الجامعة العربية “الأمانة العامة للجامعة إدارة إطلاق حملة إعلامية دولية تشرح خطورة القرار الأمريكي وتعري الممارسات الإسرائيلية في القدس”.
تواصل المظاهرات :
فيما واصلت دول ومنظمات وشخصيات حول العالم، امس “الاحد” لليوم الخامس على التوالي، رفض وإدانة قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، محذرين من تداعياته السلبية على عملية السلام والمنطقة بشكل عام.

وأفاد نادي الأسير الفلسطيني امس الأحد، أن الجيش الإسرائيلي اعتقل قرابة 150 فلسطينيا في الضفة الغربية (بما فيها القدس)، منذ إعلان الرّئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها.

وقال نادي الأسير، في بيان صحفي، إن أعلى نسبة اعتقالات كانت في مدينة القدس، حيث تم اعتقال (40) فلسطينيا، بينهم أربع سيدات، أُفرج عنهن لاحقاً.

وأوضح البيان أن الجيش الإسرائيلي اعتقل في محافظة الخليل جنوبي الضفة الغربية 30 فلسطينيا بينهم سيدة مصابة.
ولفت إلى أن باقي المعتقلين موزعين على باقي محافظات الضفة الغربية.

تداعيات :
يبدو أن زيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس للمنطقة في ديسمبر الجاري قد حكم عليها بالفشل قبل أن تبدأ، بعد أن أعلن مسؤولون وقيادات دينية بارزة رفضهم مقابلته بسبب قرار دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

ورفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) لقاء كان من المفترض أن يجمعه مع نائب الرئيس الأمريكي بنس خلال زيارة يقوم بها في المنطقة هي الأولى منذ الخطوة الأمريكية غير المسبوقة.

وقال مستشار الرئيس الفلسطيني مجدي الخالدي، في تصريحات صحفية “لن يكون هناك اجتماع مع نائب الرئيس الأمريكي في فلسطين”، مؤكدا أن سبب الرفض هو قرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وحذر البيت الأبيض من قرار الرئيس الفلسطيني أبومازن عدم مقابلة بنس، معتبرا أن هذه الخطوة قد تأتي بنتائج “معاكسة”، إلا أن الرئيس أبومازن أصر على موقفه.

ولوح أبومازن وقيادات فلسطينية بوضع حد للدور الأمريكي كوسيط في مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ بدء أولى الخطوات في مدريد عام 1991.

وكان شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين الإمام أحمد الطيب قد أعلن رفضه هو الآخر طلب بنس مقابلته عند زيارته إلى مصر، احتجاجا على القرار، ليعلن بعدها بابا الأقباط في مصر تواضروس الثاني أنه لن يلتقي بنس في القاهرة، احتجاجا على القرار أيضا.

وبرفض الرئيس الفلسطيني أبومازن وشيخ الأزهر وبابا الأقباط استقبال نائب الرئيس الأمريكي يكون برنامج الزيارة قد تم إلغاء معظمه تقريبا، وستقتصر جولته على لقاء محدود مع بعض المسؤولين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *