دولية

لخلاف حول الكعكة ..صحف إيرانية الأسد (ناكر للجميل) .. مستشار خامنئي يبرر أطماع بلاده

طهران ــ وكالات

لم يستطع نظام الملالي التقاط أنفاسه بعد انتفاضة لم يمض عليها 4 اسابيع، ردد المحتجون فيها شعارات “اتركوا سوريا واهتموا بنا” و”لا لغزة، لا للبنان، نعم لإيران”، لتنتقد صحيفة إيرانية مؤيدة لحكومة الرئيس حسن روحاني في مقالين لها، بشار الأسد الذي حظي بدعم طهران السخي وتمويل إرهاب الرجل ضد شعبه، ووصفته بـ”ناكر الجميل” وتهجمت بشدة على حركة حماس، ونعتتها بالخائنة وغير الموثوقة التي عادت إلى إيران مطأطئة الرأس .

غير ان مستشار مرشد إيران خامنئي، علي ولايتي، سار على غير طريق الصحفية ما يؤكد عمق الخلاف بين روحاني، والمرشد، وتمادى الرجل فى شرعنة اطماع بلاده التوسعية فى المنطقة باستخدام مليشيات طائفية فى سوريا والعراق واليمن، ليقول أن بلاده باتت تطلق مسمى “غرب آسيا” على منطقة الشرق الأوسط، مدعيا أنه لا توجد دولة في المنطقة قادرة على حفظ استقرارها إلا إيران.

وتذرع ولايتي في نشر المليشيات الموالية لإيران في عدد من الدول العربية بـ” حساسية الأوضاع في غرب آسيا”، قائلا إن ما وصفها بـ”قواتنا الاستشارية” في العراق وسوريا هي “للدفاع عن وحدة الإسلام”.

وتمادى بإطلاق اسم جديد على منطقة الشرق الأوسط، وهو “غرب آسيا”، معتبرا أن قيام إيران بهذا الأمر هو نوع من “مقارعة الاستعمار”.

فيما كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” أسماء 3 كيانات اقتصادية إيرانية عملاقة تدر دخلا بعشرات المليارات من الدولارات، يسيطر عليها المرشد الأعلى علي خامنئي، ويستخدم إيرادها لخدمة توجهاته السياسية في المنطقة.

وأشارت الصحيفة إلى “هيئة تنفيذ أوامر الإمام” أو اختصارا “ستاد”، ومؤسسة “المستضعفين”، ومؤسسة “أستان قدس رضوي”، وهي هيئات لها أسهم في كل القطاعات الإيرانية تقريبا، تزيد قيمتها على 200 مليار دولار.

ودعت الصحيفة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى إعادة فرض عقوبات على هذه الجهات، بعد أن رفع سلفه باراك أوباما الكثير منها بموجب الاتفاق الذي أبرمته الولايات المتحدة، و5 دول أخرى مع إيران عام 2015، لكبح برنامجها النووي المثير للجدل والقلق.

وقالت إن فرض عقوبات جديدة على هذه المؤسسات من شأنه عزل إمبراطورية خامنئي وتجميد أنشطته، ويعد دعما للشعب الإيراني الذي انتفض قبل أسابيع ضد النظام الحاكم، لكنه قوبل بالقمع من قبل سلطات الأمن.

واعتمدت الهيئات الثلاث في جمع جزء كبير من أصولها، على المصادرة الممنهجة للأصول والعقارات في أعقاب ثورة 1979 التي أطاحت حكم الشاه، وجميع تعاملاتها المادية معفاة من الضرائب وغير خاضعة للجهات الرقابية.

وتقول “وول ستريت جورنال”، إن الهيئات تستخدم علاقاتها القوية مع الجهات الحكومية في إيران للفوز بصفقات كبيرة وترسية عقود الأعمال عليها.

وكشف تحقيق لـ”رويترز” عام 2013، أن قيمة الحسابات السرية والأصول التابعة لمؤسسة “ستاد” تصل إلى 95 مليار دولار، وتمتلك المؤسسة التي أنشئت عام 1989 العشرات من الشركات العاملة في مجالات مختلفة، مما يجعل من الصعب حصر أنشطتها.

أما مؤسسة “المستضعفين”، فقد أسسها المرشد السابق روح الله الخميني في أعقاب الثورة، لمصادرة ثروات أسرة الشاه، وتتحكم الآن في مئات الشركات.
وقبل أشهر قليلة، نشرت المؤسسة بيانا ماليا سنويا قال إن قيمة أصولها تبلغ نحو 16 مليار دولار، لكن يعتقد على نطاق واسع أن الرقم الحقيقي أكبر من ذلك بكثير.

والمؤسسة الثالثة هي “أستان قدس رضوي” وذراعها الاقتصادية “مؤسسة رضوي الاقتصادية”، وتتحكم بشكل تام في اقتصاد 3 محافظات إيرانية جنوبية، وتمتلك شركات في قطاع الطاقة والزراعة والصناعة.

كما تمتلك المؤسسة نصف أراضي مدينة مشهد تقريبا، وأصولا عقارية قيمتها حوالي 20 مليار دولار حسب تقديرات إيرانية.

وفي عام 2013، فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية بحق “ستاد” و37 كيانا تابعا لها، وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن هدف الهيئة “إدارة استثمارات ضخمة مدخلاتها غير مثبتة، متوارية عن أعين الإيرانيين والأنظمة العالمية”.

وفي يوليو 2015، تمتعت هذه الكيانات بميزة رفع العقوبات بعد الاتفاق النووي، ووقعت مئات العقود الاستثمارية بعشرات المليارات من الدولارات مع دول عدة، وكانت أغلب هذه العقود لمصلحة الحكومة الإيرانية.

وشملت العقود مجالات الإنشاءات والطاقة وصناعة الأدوية، مع شركات إسبانية وألمانية ودنماركية وكورية وصينية وغيرها.

وكانت صحيفة “قانون” الإيرانية نشرت خلال أسبوعين مقالين، أظهرت من خلالهما ما يدور في الأوساط السياسية الإيرانية القريبة من الرئيس روحاني بشأن الوضع في كل من سوريا وفلسطين.

وأشارت الصحيفة إلى دعم طهران لبشار الأسد، وشككت الصحيفة في أن تتمكن إيران من حصاد ما زرعته في سوريا بالقول “يبدو أنه على الرغم من كافة الجهود، ليس من المقرر أن تحظى الدولة الداعمة للأسد على حصتها من سوق الشام”.

ويستخدم تعبير “بازار شام” أي “سوق الشام” في اللغة الفارسية للإطلاق على الأسواق المزدحمة، فتحاول الصحيفة باستخدام هذا التعبير أن تشبه تزاحم الدول في المنافسة على أرض سوريا بـ”سوق الشام” الذي تضيع فيه المصلحة الإيرانية.

وكان موقع تابناك القريب من الجنرال محسن رضائي، سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران، نشر هو الآخر مقالا تحت عنوان “الروس یلتفون على إيران بشكل سيئ”، وكان هذا منذ فترة ثم حذفه بعد ذلك. وهذا المقال الأخير كان ينتقد السياسات الإيرانية في سوريا، حيث أوضح أن “الروس قطعوا يد إيران، من الاستفادة من كعكة سوريا، مضيفا “وفقا للتوافقات بين حكومتي روسيا وسوريا تم إبعاد الشركات الإيرانية إلى حد ما من عملية إعادة بناء سوريا والاستثمار فيها. فإذا أرادت إيران أن يكون لها دور في إعادة الإعمار عليها أن تتفاوض مع الروس، وهذا ليس تكهنا صحافيا بل يعتبر أمرا مطروحا على طاولة الحكومة ويثير قلقها بشدة”.

وفي ختام مقالها بخصوص سوريا والذي يلامس شعار المحتجين الإيرانيين “اتركوا سوريا واهتموا بنا”، أشارت الصحيفة إلى قتلى إيران وميليشياتها من الأفغان للدفاع عن نظام الأسد، مشددة على “عدم السماح للأسد أو أي طرف آخر أن يحاول إبعاد إيران من سوريا

وكانت طهران جلبت آلاف المقاتلين من أفغانستان وباكستان والعراق ولبنان، ونظمتهم في ميليشيات دربتها وسلحتها للحيلولة دون انتصار الثورة السورية ضد بشار الأسد. ودعمت النظام السوري بمليارات الدولارات، ويرى الكثير من الإيرانيين أنه أولى بهذه الأموال، خاصة أن 30 مليون إيراني حسب مصادر رسمية إيرانية يعيشون تحت خط الفقر.

وكانت حركة حماس ومعها “الجهاد الإسلامي” في غزة حظيت بدعم طهران المادي، إلا أن صحيفة “قانون” تهجمت بشكل لاذع على الحركة في مقال تحت عنوان “حماس مطأطئة الرأس وخالية الوفاض”، ونعتتها بالخيانة والانتهازية والازدواجية، واتهمتها بالعمل ضد المصالح الإيرانية، إلا أنها رأت في محاولة حماس الأخيرة نوعا من التودد لطهران بعد أن تركها الجميع، والتي عبرت عنه بالعبارة التالية “.

وكان المتحدث باسم الحركة قد دعا طهران لتقديم مزيد من العون لحماس، رغم حساسية الموقف والحاجة إلى الوحدة الفلسطينية أمام الانتهاكات الإسرائيلية إلا أن حركة حماس تصر على زيادة الانقسام بالاستقواء بإيران على حساب القضية الفلسطنية

وأشارت الصحيفة إلى رسالة بعث بها رئيس المكتب السياسي لحماس لخامنئي ليعبر عن “ندمه” على مواقفه السابقة كما جاء في المقال.

وبعد أن أشارت إلى تفاصيل تلك الرسالة، كتبت تقول “من جرب المجرب حلت به الندامة”، معتبرة حركة حماس عبارة عن “أداة مستعملة فقدت كفاءتها
ويتهم معارضو النظام الإيراني طهران بتبذير أموال الشعب على “الجهاد الإسلامي” وحركة “حماس” في غزة و”حزب الله” في لبنان، ومليشيا الحوثي فى اليمن وهذا انعكس في شعارات المتظاهرين في احتجاجات 2009 وفي الاحتجاجات الأخيرة من خلال هتاف “لا لغزة، لا للبنان، روحي فداك إيران”.

هذا وواصلت الصحيفة توجيه النقد اللاذع لحركة حماس واتهمتها بـ”حب المال” و”الهرولة وراءه”.

وفى السياق تسارع هبوط الريال الإيراني مقابل الدولار الأمريكي اليومين الماضية، ما يضع نظام الملالي في مأزق السقوط، وسط تعدد الازمات الاقتصادية
وقال متعاملون إن الريال هبط إلى نحو 46500 مقابل الدولار في السوق الحرة من نحو 45750 و37700

ويؤدي الضعف الكبير للعملة الإيرانية إلى زيادة السخط برفع التضخم، وتآكل دخول الإيرانيين العاديين.

ومنذ العام الماضي، يعمد المركزي الإيراني إلى خفض تدريجي لقيمة الريال للتعويض عن التضخم المرتفع في إيران

وأبرزت تقلبات الريال في الأسابيع القليلة الماضية المهمة الصعبة التي تواجه البنك المركزي في إدارة سوق النقد.

وتقول رويترز: “العملة الإيرانية ضعفت أيضا بسبب الاحتجاجات الشعبية والقلق من أن الروابط الاقتصادية مع الدول الأجنبية قد يلحق بها المزيد من الضرر إذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق بشأن برنامج إيران النووي”.

وأوقف المصرف المركزي الإيراني إصدار التراخيص والتصاريح للبنوك الخاصة الجديدة أو المقرضين التجاريين، بعد أزمة الائتمان التي شهدت انهيار القطاع المالي الموازي؛ ما أدى إلى تجميد مدخرات الآلاف من المودعين.

وفي تقرير نشرته وكالة “بلومبرج” الأمريكية، قالت إن العديد من البنوك التجارية الإيرانية، وما يسمى بمؤسسات أو صناديق الائتمان -التي حظيت أسعار فائدتها المرتفعة بشعبية واسعة على مدى السنوات الـ15 الماضية- انهارت أو تلقت عمليات إنقاذ حكومية في العام الماضي

بدوره دعا وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور بن محمد قرقاش النظام الإيراني إلى التركيز على مصالح شعبه بدلا من دعم المليشيات في المنطقة.
جاء ذلك خلال كلمة له، في ندوة بعنوان “تحقيق التوازن في الشرق الأوسط” بملتقى دافوس الاقتصادي العالمي، بمشاركة وزير الخارجية عادل الجبير.

وقال قرقاش إن “على إيران التركيز على مصالح شعبها بدلا من دعم المليشيات”، داعيا إياها إلى أن “تفهم أن إثارة القلاقل في الخارج أصبحت تنتقل لها في الداخل”.

وأضاف وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنه “كما ربحنا الحرب ضد الإرهاب؛ فعلينا أن نربحها أيضا ضد التشدد”.

وأوضح أن مواجهة التشدد تعد أولوية المرحلة، مشيرا إلى أن استطلاع الشباب العربي في 2017 حدد قضيتين رئيسيتين هما البطالة والتطرف.

فيما أعلن مركز الإمارات للسياسات، عن تنظيم ندوة نقاشية، السبت المقبل، لتسليط الضوء على طبيعة الأزمات المزمنة والاضطرابات المركبة التي يعيشها النظام الإيراني.

الندوة التي ستنعقد تحت عنوان “إيران المأزومة.. الأسباب والسياقات والمآلات”، سيشارك فيها باحثون إيرانيون.

وقالت الدكتورة ابتسام الكتبي رئيسة مركز الإمارات للسياسات إن الندوة التي ستقام في مقر المركز بأبوظبي، تأتي في أعقاب الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها إيران في الآونة الأخيرة، والتي أكدت حالة الاضطراب البنيوية وعدم الاستقرار هناك.

ولفتت الكتبي إلى أن الاحتجاجات الأخيرة كشفت عن رفض المجتمع الإيراني لسياسات نظام الملالي التي أدت لإفقار الشعب وتبديد ثرواته في التدخلات الخارجية.

وأضافت أن الحلقة النقاشية تسعى لتسليط الضوء على طبيعة الأزمات المزمنة والاضطرابات المركبة التي يعيشها النظام الإيرانية.

كما ستعمل على استكشاف القوى المتصارعة والمصالح المتضاربة والرؤى المتناقضة في سياقات النظام، إلى جانب تحليل أسباب اضطرابات إيران الأخيرة واستشراف مآلاتها الاستراتيجية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *