الدنيا أغيار!!
•• راحا يتناجيان .. في هدوء وهما يجلسان امام بعضهما البعض .. في ذلك المقهى المطل على البحر وامواجه لها صداها في آذانهما وهما يراقبان ما يجري امامهما من صور كانت في يوم من الايام أمراً لا يمكن حدوثه فقال احدهما هل تتخيل قبل سنوات ان يتحول مجتمعنا الى هذه الحال من التغير.
قال له أبداً .. لا يمكن ذلك لكن هذه هي الدنيا – أغيار – واليك بعض هذه الصور التي كانت وتغيرت.
•• كثيرون من كبار السن او حتى متوسطيه لازالوا يذكرون ذلك الفعل الذي يجري في احد الميادين بعد ان “يؤتى” بتلك الآلة ومعها – اسطواناتها – وتشعل النار فيها بعد ان يتلو جرمها .. كان ذلك في زمن مضى حيث يقوم الناس لكي يستمعوا اليها بحشوها – بالمنشفة – لكي يكتم صوت – ما تعارف عليه – بالشنطة -.
اعود بالذاكرة الى تلك الايام .. واتخيل ما كان يجري مقارنة بهذه الايام .. ان الايام – أغيار – ولا شيء يبقى على حاله.
ومضى قائلا :
•• في بداية دخول كرة القدم الى حياتنا كان من المنكر ان ينزع اللاعب ثوبه من على جسمه .. ثم بدأ في تشميره وكانت تلك بداية جريئة ممن فعلها أما اللعب – بالشورت – فكانت عملية شاقية وقاسية على المجتمع الذي لم يتقبلها الا بشق الانفس.
انظر الآن الى الملاعب ونقول الدنيا – أغيار -.
•• كانت المرأة حتى قبل خمسين عاماً لا يمكن ان يأتي عليها اذان المغرب وهي خارج منزلها فالسوق لا تذهب اليه الا في “الضحى” وتكون امرأة كبيرة في السن .. اما التي لم تتزوج فهذه بنت بيت لا يمكن خروجها منه.
انظر الآن الى هذه الاسواق طوال اليوم مليئة بالنساء من كل الاعمار اما اذا ذهبت الى المقاهي على البحر فحدث ولا حرج.
ونقول الدنيا – أغيار –
•• لا يمكن ان تذهب امرأة الى أي مكان الا في صحبة رجل أمين عليها .. انظر الآن هذه طائراتنا تنقلها من مدينة الى اخرى بل من بلد الى بلد آلاف الكيلو مترات دون خشية او رعب انها الدنيا – أغيار –
•• من العيب جداً ان تستضيف احداً في “مطعم” لابد ان يكون مكان الضيافة في بيتك ولا يمكن ان تقدم له طعاما وعليه – دجاج – لابد من ذلك الخروف .. انظر الآن ممكن ان يأتيك الضيف وتصحبه الى احد المطاعم دون ارتباك منك او استهجان منه لك .. الم نقل الدنيا – أغيار –
•• في ذلك الزمان لا يمكن ان يدخن الابن امام صديق والده ناهيك عن والده او أخيه الكبير . أنظر الآن عندما يطلب الأب من ابنه ان “يولع” له شيشة الجراك او ان تمسك البنت .. الصغيرة السن – بلي – شيشة المعسل أمام والدها وهما يجلسان على مركاز أحد المنتزهات على البحر الم نقل – الدنيا أغيار –
قال له خلاص .. لقد أفسدت علينا – جلستنا هذه بهذا التغيير الذي دخل حياتنا ولا نعرف الى أي مدى سوف يصل بنا او نصل نحن به وقاما تاركين مكانهما الاثير عندهما.