دولية

كتالونيا على صفيح ساخن .. والمئات يتظاهرون ضد الانفصال

عواصم ــ أ. ف. ب

ما زالت ردود الأفعال الدولية الرافضة لإعلان إقليم كتالونيا من جانب واحد، الانفصال عن إسبانيا تتوالى وفي الوقت نفسه، اتخذت الحكومة المركزية الإسبانية عدة إجراءات فور إعلان الانفصال، بينها حل حكومة وبرلمان كتالونيا، والدعوة لإجراء انتخابات مبكرة، واستبعاد كبار المسؤولين في الإدارة الداخلية الإقليمية لكتالونيا.

وعلى مستوى الاتحاد الأوروبي، أعلن رئيس البرلمان الأوروبي، أنطونيو تاجاني، في بيان، أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي (28 دولة) لن تعترف باستقلال كتالونيا.‎ فيما قال رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، في تصريحات للصحفيين، إنه “من المهم لأوروبا أن تتفادى المزيد من التصدعات داخل التكتل الأوروبي”.

وأضاف أن “الاتحاد الأوروبي يرغب في تفادي الانقسامات، لأن لديه ما يكفي من الانقسامات والتصدعات ولا يحتاج إلى المزيد”.كما أعرب رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، عن رفضه لإعلان الانفصال، قائلا إن ذلك الإعلان لن يغير شيئا بالنسبة للاتحاد الأوروبي، وإن الاتحاد سيتعامل فقط مع الحكومة المركزية الإسبانية.

وقال توسك في حسابه عبر “تويتر”: “بالنسبة للاتحاد الأوروبي، لم يتغير شيء، ما تزال إسبانيا الجهة الوحيدة التي نتحاور معها”.

و قال الأمين العام للمجلس الأوروبي، ثوربيورن ياغلاند، إن “إعلان برلمان إقليم كتالونيا الانفصال عن إسبانيا يحمل معنى معارضة النظام الدستوري”.

بالإضافة للموقف الرسمي للاتحاد الأوروبي، أعربت دولا أوروبية كبرى عن رفضها للانفصال.

ففي روما، قال وزير الخارجية والتعاون الدولي، أنجيلينو ألفانو، في بيان، إن “إيطاليا لا تعترف ولن تعترف بالإعلان الانفرادي للاستقلال الذي أعلنه البرلمان الإقليمي في كتالونيا”.

وفي برلين، أعلن المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن زايبرت، في تغريدة بحسابه عبر “تويتر”، عدم اعتراف بلاده بانفصال الإقليم، قائلا: “الحكومة الاتحادية الألمانية لا تعترف بإعلان الاستقلال هذا.. سيادة ووحدة أراضي إسبانيا لا يمكن انتهاكها”.

وفي باريس، أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، دعمه “الكامل” للحكومة الإسبانية.

وقال ماكرون للصحفيين: “قلت دائما إن لدينا طرف واحد يمكننا التحاور معه في إسبانيا، إنه رئيس الوزراء (ماريانو) راخوي”.

وأضاف: “هناك سيادة للقانون وقواعد دستورية في إسباينا.. يرغب ماريانو راخوي في احترام تلك القواعد وأنا أبدي دعمي الكامل له”.

وفي لندن، قالت رئاسة الوزراء البريطانية، في بيان، أمس، إن “المملكة المتحدة (التي تمضي في طريقها نحو الخروج من الاتحاد الأوروبي) لا تعترف بإعلان استقلال برلمان إدارة إقليم كتالونيا من جانب واحد”.‎

من جهتها، قالت الولايات المتحدة، إنها تدعم وحدة إسبانيا، مؤكدة أن إقليم كتالونيا جزء منها.

وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية “هيذر نويرت”، في بيان، إلى أن بلادها “تدعم التدابير الدستورية التي اتخذتها الحكومة الإسبانية لضمان إسبانيا قوية وموحدة”.‎

وفي كندا، أعلن رئيس الوزراء، جاستين ترودو، إن “كندا تعترف فقط بإسبانيا الموحدة.. نفهم أن ثمة مناقشات داخلية تجري الآن ونحن نرغب أن تتم تلك المناقشات وفقا لسيادة القانون والدستور الإسباني”.

فيما ينظم الكتالونيون المؤيدون للبقاء في إسبانيا، مظاهرات ضد الانفصال في شوارع برشلونة، فيما يظهر مدى الانقسام الذي ضرب الإقليم.

وأرفقت حركة “المجتمع المدني الكاتالوني” التي تنظم التظاهرة دعوتها بشعارين هما “تعايش” و”حس سليم”، لجمع الكتالونيين في مواجهة ما يسميه معارضو الانفصال “هروب إلى الأمام” و”عدم تعقل”.

وكان منظمو التظاهرة قد نجحوا في حشد مئات الآلاف من الأشخاص في 8 أكتوبر ، للاعتراض على الانفصال في تظاهرة كان أبرز شعار رددته “كتالونيا هي نحن جميعا!”.

وفي دليل على الانقسام العميق الذي تشهده المنطقة، تأتي التظاهرة غداة تجمع لعشرات الآلاف من الكتالونيين، مساء الجمعة الماضي، للاحتفال بولادة “الجمهورية” في الحي القديم ببرشلونة.

كما تأتي بينما تسعى مدريد الى فرض وصايتها على الإقليم، بعد تفعيل المادة 155 من الدستور التي تتيح وضع كتالونيا تحت وصاية مدريد ولم يسبق أن استخدمت، بعد ساعات من إعلان برلمان كتالونيا تأييد قرار الانفصال.

وأصبح الإقليم تحت الإدارة المباشرة لنائبة رئيس الحكومة سورايا ساينز دو سانتاماريا. كما اتخذت السلطة المركزية الإسبانية قرارين بإقالة قائد الشرطة الكتالونية جوزيب لويس ترابيرو وتعيين نائبه مكانه.

ودعا رئيس الحكومة الإسبانية المحافظ ماريانو راخوي إلى انتخابات في كتالونيا في 21 ديسمبر ، موضحاً أنها وسيلة لإخراج إسبانيا من أسوأ أزمة سياسية تشهدها منذ العودة إلى الديمقراطية في 1977.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *