الأرشيف رحلة الأيام

(كاريزما) الدكتور غازي في خاطري

كتب: شاكر عبدالعزيز
استطيع القول ان المرحوم الدكتور غازي القصيبي كان يتمتع بـ”كاريزما” طاغية تثير الانتباه لكل من يعرفه او يلتقي به بقامته الطويلة وعيونه البراقة وضحكته المكتومة وهو مثير للاحترام قابلته شخصياً حوالى سبع مرات وفي كل مرة كنت ازداد اعجاباً بالوزير والشاعر والانسان غازي القصيبي الذي درس القانون في جامعة القاهرة عام 1961م وحصل على الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا عام 1964م والدكتوراه في القانون الدولي من جامعة لندن عام 1970م وهو الاستاذ المشارك في جامعة الملك سعود وعميد للكلية ومدير المؤسسة العامة للسكة الحديد 1393هـ وهو بعد ذلك وزيرا للصناعة والكهرباء ثم وزيرا للصحة وسفيراً للمملكة في مملكة البحرين في 1404هـ وسفيراً في المملكة المتحدة عام 1412هـ، ثم وزيرا للمياه والكهرباء 1434هـ ثم وزيراً للعمل 1425هـ حياة حافلة بالعطاء في خدمة دينه وبلاده ومليكه وهو مع كل ذلك شاعر رقيق كتب يقول خلال مرضه الاخير.. قصيدة تضرع فيها الى الله وطلب المغفرة منه يقول فيها:
أغالب الليل الحزين الطويل
أغالب الداء المقيم الوبيل
أغالب الآلام مهما طغت
بحسبي الله ونعم الوكيل
فحسبي الله قبيل الشروق
وحسبي الله بُعيد الأصيل
وحسبي الله إذا رضنّي
بصدره المشؤوم همي الثقيل
وحسبي الله إذا أسبلت
دموعها عين الفقير العليل
يا رب أنت المرتجي سيدي
أنر لخطوتي سواء السبيل
قضيت عمري تائهاً ، ها أنا
أعود إذ لم يبق إلا القليل
الله يدري أنني مؤمن
في عمق قلبي رهبة للجليل
مهما طغى القبح يظل الهدى
كالطود يختال بوجه جميل
أنا الشريد اليوم يا سيدي
فأغفر أيا رب لعبد ذليل
ذرفت أمس دمعتي توبة
ولم تزل على خدودي تسيل
يا ليتني ما زلت طفلاً وفي
عيني ما زال جمال النخيل
أرتل القرآن يا ليتني
ما زلت طفلاً .. في الإهاب النحيل
على جبين الحب في مخدعي
يؤزني في الليل صوت الخليل
هديل بنتي مثل نور الضحى
أسمع فيها هدهدات العويل
تقول يا بابا تريث فلا
أقول إلا سامحيني .. هديل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *