جدة ــ وكالات
تعاني قطر حاليا من أزمة سيولة خانقة بفعل تبعات المقاطعة العربية بخلاف ارتفاع النفقات الجارية، نتيجة تحضيرات كأس العالم 2022، ما دفعها لتكثيف لجوءها إلى أدوات الدين المختلفة، آخرها، قبل أيام بإعلانها بيع صكوك وسندات حكومية بقيمة إجمالية 7.85 مليار ريال (2.15 مليار دولار).
وبالرجوع لبيانات أدوات الدين الصادرة عن مصرف قطر المركزي، بلغ إجمالي قيمة الصكوك مستحقة السداد على الدوحة، نحو 42 مليار ريال (11.5 مليار دولار).
ويستحق أجل سداد أولى الصكوك في 10 من الشهر الجاري، بقيمة 500 مليون ريال (137 مليون دولار)، وأخرى بقيمة 200 مليون ريال (54.7 مليون دولار) في نوفمبر، و500 مليون ريال واجبة السداد في ديسمبر 2018.
وفي 2019، يستحق على حكومة قطر تسديد صكوك بقيمة 6.4 مليار ريال (1.753 مليار دولار أمريكي)، بحسب أرقام مصرف قطر المركزي.
وفي عام كأس العالم (2022)، يستحق على الدوحة صكوك، بقيمة إجمالي تبلغ 2.350 مليار ريال (644 مليون دولار أمريكي).
فيما كشفت تصريحات، أدلى بها مدير وكالة الأنباء القطرية، عن عزم الدوحة استجداء حليفتها طهران لإنقاذها من أزمات ملف تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم، المزمع إقامتها على أراضي الإمارة الرعاية للإرهاب، ويأتي ذلك في الوقت الذي تواصل قطر عداءها لدول الجوار منذ قطع العلاقات معها في يونيو عام 2017 لتورطها بدعم الإرهاب.
ونقلت وكالة أنباء “شفقنا” الإيرانية شبه الرسمية، عن “يوسف المالكي”، مدير الوكالة الإخبارية القطرية الرسمية، قوله إن بلاده تحتاج جديا إلى دعم طهران في ملف المونديال، مطالبا وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية بمساعدة الدوحة خلال تلك البطولة والترويج لها إقليميا، وفق قوله.
واعترف “المالكي” ضمن تصريحات له على هامش حضوره اجتماعا بمنظمة وكالات أنباء آسيا والمحيط الهادي في طهران إن قطر تحتاج إلى ما وصفه بـ”دعم إيراني” من أجل تنظيم كأس العالم عام 2022، معتبرا في الوقت نفسه أن وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا” وغيرها من وسائل الإعلام التابعة للنظام الإيراني يمكن أن تساهم في تنظيم البطولة على نحو أفضل، وفق تعبيره.
وتبدو تلك التصريحات بمثابة إشارة قطرية لقبول دور إيراني في ملف بطولة كأس العالم، خاصة وأن هناك حالة قلق داخليا من صعوبة توفير الغرف الفندقية الكافية المناسبة للبطولة، حيث تعرضت الدوحة إلى أزمات اقتصادية، في أعقاب قرار دول الرباعي العربي قطع العلاقات معها قبل عام لتعنتها في تغيير نهجها العدائي بالمنطقة، ودعم تنظيمات إرهابية والتقارب مع النظام الإيراني.
وتواصل قطر توطيد علاقتها مع إيران على كافة المستويات، رغم أزمتها الممتدة مع دول الرباعي العربي الداعية لمكافحة الإرهاب منذ يونيو 2017، التي تهدف من خلالها الدول الأربع إلى كبح جماح سياسات الدوحة العدائية بالمنطقة، وقطع يدها عن دعم وتمويل تنظيمات إرهابية.
وعلى صعيد متصل، ذكرت مجلة “فوربس” الأمريكية في تقرير لها، الشهر الماضي، أن النظام الإيراني يسعى للخروج من مأزق العقوبات الأمريكية باستغلال الأزمة في قطر.
وبحسب المجلة الأمريكية يبحث النظام الإيراني عن أفضل استغلال لعجز قطر عن الوفاء بالتزاماتها بشأن منشآت مونديال 2022، لا سيما بعد أن عرض الرئيس الإيراني حسن روحاني على أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، في اتصال هاتفي بينهما مؤخرا، فكرة الاستعانة بشركات إيرانية في تجهيزات كأس العالم.
وقال روحاني لتميم إن “الشركات الإيرانية مستعدة تماما لتصدير خدماتها التقنية والهندسية إلى قطر، خاصة لتنفيذ المشروعات المتعلقة بكأس العالم”.
وإذا وافقت الدوحة على هذا العرض، وهو أمر غير مستبعد، فإنها ستثير جدلا واسعا نظرا للدور المهيمن الذي تلعبه مليشيا الحرس الثوري الإيراني في قطاع الإنشاءات، ما قد يعرضها لعقوبات أمريكية.