الأرشيف البوح

قصة .. البرص.. اللعين

[ALIGN=LEFT][COLOR=blue]علي محمد الحسون[/COLOR][/ALIGN]

•• توقف أمام المرآة لاحظ ان خلفه شيئاً يتحرك تخيل انه «البورص» تشوك كل جسمه انه يشعر بان كل مسامه قد تشوكت، راح يراقبه في حركته البطيئة التفت الى الخلف كأنه يريد الانقضاض عليه. كور في يده قطعة قماش غمسها في كوب الماء الذي كان امامه على «الكمودينو» قذف به عليه بكل حرد سقط «البورص» على الارض بلا حراك أخذ نفساً عميقاً كأنه حقق انتصاراً غالياً.
لا يعرف لماذا تذكره الآن لابد ان هناك تشابها بينه وبين هذا اللعين «البورص» انه ذو حركة زئبقية مثله، حاول ان يصرف المقارنة بينهما لكن «المقارنة» ثابتة.لا ينسى عندما لقيه ذات يوم واخذه في الاحضان طالبا منه مد المساعدة له، قبل ذلك بطيبة نفس، لكنه احس بخذلانه له في اليوم التالي عندما اكتشف خداعه له. بلع ريقه بصعوبة. انه ذات «البرص» في مراوغته.
•••
صوت «الشلة» المتشابك يأتيه من البعيد مختلطاً بصوت «المذيع» الذي يتلو أخباراً لا جديد فيها هكذا بدا له الامر.. كان صامتاً طوال الوقت يتابع ما يجري امامه دون تعقيب منه لكن صمته كان ضاجاً في داخله كان يشاهده في ملامح البعض، قطع عليه الصوت الذهبي الرخيم بعد ان حرك احدهم مؤشر – القناة – انتزعه الصوت الحالم من صمته ومن متابعة ذلك «البرص» الذي يراه في مخيلته.
كل دا كان ليه لما شفت عنيه
وانشغلت عليه كل دا كان ليه
تعالت اصوات «الشلة» اكثر انزوى في ركن الغرفة راح يتابع الصوت بصعوبة. ولكن في لذة تكشفها ملامحه السعيدة.
•••
فجأة قرر الانسحاب، كان صوت مذياع السيارة يهمس في خفوت شد انتباهه ذات الصوت كأنه يلاحقه.
كل دا كان ليه.؟
رد في داخله نعم كل دا كان ليه؟
ياه .. كم هو الانسان عجيب هذه كلمة تغير مساره ضحك في كمه وهو يتذكر ذلك القول الشهير الذي يقول الانسان مسكين كلمة توديه وكلمة تجيبه.
كان الهواء البارد في هذه الليلة الشاتية يشعره بكثير من الارتياح لقد تخلصنا من «عفن» الرطوبة. هكذا راح يردد أرخى زجاج السيارة لدخول مزيد من الهواء البارد الى رئتيه.
•••
عند مدخل البيت رآه يتحرك على الجدار.. ياه انه هو ذلك اللعين لازال يذكره به.. بصق على الارض قرفا منهما. وهو يدخل المفتاح في مزلاج الباب لم يلتفت اليه. تركه يتلوى على الجدار هكذا قرر في نفسه يكفيه انه اصبح «برصاً» تافهاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *