ملامح صبح

قال إن ( ملامح صبح) أعادت شتات الشعراء بعد تباعدهم.. منيف الحربي: تجربتي الشعرية والرياضية تجران بعضهما نحو الغياب!

جدة- هليل المزيني

تميز بالموضوعية في طرحه ولم يحدو به ميوله الرياضي الى التطاول على الآخرين والتقليل من شأن اي منهم فى الوقت الذي طغت فيه على إعلامنا الرياضي مقولة ( أغلبوهم بالصوت قبل ان يغلبوكم بالحجة).
إنه الشاعر والكاتب والناقد والمحلل المعروف منيف الحربي الذي يجمع بين تجربتين شعرية ورياضية تعتبر كل منهما إضافة له ولتاريخه الحافل بالتميز والجمال اللامحدود.
ورغبة في إكتشاف بعض عوالمه وإهتماماته،كنت قد أستضفته في ( ملامح صبح ) وإليكم حواري معه..
– نبارك لك حصولك على الماجستير فى الاعلام بامتياز من جامعة الملك سعود مع مرتبة الشرف الاولى يا ابوراكان ولأنك عرفت من خلال الصحافة الشعبية شاعرا وكاتبا وصحفيا،ما الذي جعلك تهجرها وتتجه للمجال الرياضي وماذا بقي من ميولك واهتماماتك الشعرية؟.
**الله يبارك فيك يا ابو احمد ، الواقع ان الشهادة اذا لم يكن لدى الشخص مايسندها من السلوك والعمل فأنها لاتعني شيء .. وخاصة في المجال الاعلامي الذي يعتبر موهبة اولا ، ولأني اهوى العمل الصحفي فقد سعيت لتعزيز هذه الهواية بمؤهل علمي من جامعة لها مكانتها .. وادعو الله ان تكون الشهادة لي لا علي .
اما بالنسبة للصحافة الرياضية وصحافة الادب الشعبي فقد بدأت أولا في الرياضة بجريدة المدينة وبدعم من استاذي صالح العمودي ، وكانت لي صفحات اسبوعية في صحيفة الملاعب التي تصدرها المدينة وتعتبر وقتها ابرز الصحف الرياضية المتخصصة ، استمريت في الملاعب ثلاث سنوات ثم بعدها خضت تجربة في صحافة الشعر عبر مجلة بروز وذلك لمدة ثمانية أشهر ، عدت بعدها للرياضة بإلحاح وتشجيع من استاذي القدير عادل عصام الدين الذي دعمني كثيرا .. ومع عودتي للصحافة الرياضية كنت انشر احيانا بعض الموضوعات الشعرية والنصوص عند الصديق عبدالله الفارسي عبر صفحات ملحق تضاريس شعبية الذي كان بمثابة ملتقى ادبي لأبرز الشعراء والكتاب .
لذا فأنا لم اهجر الشعر للرياضة كما في سؤالك يا ابو احمد ، انما تداخلت التجربتان ، واكسبتاني صداقات في الشعر والرياضة اعتبرها كنز لا يقدر بثمن .
لاحقا وصلت لقناعة أن هذا التداخل يشتت رأي القاريء ويجعل صورة الكاتب امامه غير محددة المعالم فتوقفت عن نشر كل ما يتماس مع الشعر ، إلا في حالات نادرة ، لكني بقيت اكتب لنفسي وإن لم تكن الكتابة تمتلك روح الوصول وافتقدت اوكسجين المتلقي .
– كيف كانت الصحافة الشعبية عند التحاقك بها مقارنة بها اليوم وماهي ملاحظاتك عليها ؟..
** كانت صحافة الشعر في عز توهجها كما وكيفا ..سواء في الصحف اليومية أو المجلات المتخصصة .
لكنها الآن تراجعت كثيرا وهذا شيء طبيعي ، حاليا الصحافة كلها كمفهوم ووجود تمر بفترة صعبة ، لكن قيمة لا تتغير مهما تغيرت القوالب التي يقدم من خلالها .
لذلك احيي الصامدين مثلك يا ابو احمد ممن ظلوا رافعين راية التحدي مؤمنين بروح الشعر وذائقة جماهيره.
– ما اهم ماقدمته من خلال الصحافة الشعبية من أطروحات مختلفة إبان تواجدك من خلالها ؟..
** كانت فترة قصيرة ، وفي مجلة شهرية ، عملت آخر شهرين فيها سكرتيرا للتحرير ، لكن اتذكر صفحة شهرية كانت عبارة عن لقاءات منوعة تمزج الجد بالهزيل اسميتها “بطن الشاعر” .. ولا أنسى اجابات الاديب الراحل سليمان الفليح رحمة الله عليه .
– ماهو مصير تجربتك الشعرية بعد تعدد اهتماماتك ولماذا لم تعمد الى توثيقها وحفظها من الضياع ؟..
** اذا صح ان اطلق عليها تجربة فهي تجربة بسيطة ..كان لدي طموح في السابق ان اوثقها على الاقل في ديوان مطبوع لكن الحسابات تغيرت كثيرا ، فالفضاء يتسع والوقت يضيق .
-بروزك كناقد ومحلل رياضي أدى الى طمس تجربتك الشعرية ماعدا للمقربين منك، الايمكن التوفيق بين التجربتين من ناحية الحضور بحيث لاتخسر اي من متابعيك ف المجالين ؟..
** الواقع اني اجاهد في الوقت الحالي لمقاومة الغياب حتى عن المجال الرياضي ، فأنا منقطع عن الكتابة في الرياضة تماما منذ عام بحكم الانشغال بالدراسة ، وكذلك اعتذرت لكثير من الزملاء عن الحضور في البرامج الاذاعية والتلفزيونية ..
الآن وقد انتهيت من الركض المتواصل بين العمل والجامعة اجد نفسي بحاجة للراحة ، وليس هناك ما يغري بالحضور فالوسط الاعلامي الرياضي اصبح مزعج جدا كما تعرف .. وشخصيا تضاءلت رغبتي في الكتابة الرياضية .. ولم تعد كالسابق .. بالتالي التجربتان الشعريتان والرياضية تجران بعضهما نحو الغياب .
– كمتابع ومهتم كيف ترى القنوات الفضائية المهتمة بالشعر وماهي رؤيتك للارتقاء بمستواها لتكون رافدا مهما للشعر والشعراء؟..
** الحقيقة يا ابو احمد اني ما عمري تابعت ولا قناة من قنوات الشعر ..
والسنتين اللي راحو ما كنت اشوف التلفزيون إلا نادرا .
– وسائل التواصل الإجتماعي ف الاعلام الجديد كثفت من تواصل الشعراء مع متابعيهم، كيف تراها وماهي ملاحظاتك عليها ومامدى أهميتها والجدوى منها ؟..
** وسائل التواصل احدثت ثورة على كافة المستويات الاعلامية والاجتماعية ، وهي مهمة وفاعلة سواء للاشخاص العاديين او البارزين في أي مجال ، خاصة مجال الادب والنشر .. لكنها تحتاج لذكاء ووعي في التعامل معها وتوظيفها ، فهي قد تكون أفضل صديق يقدمك للآخرين ، وقد تكون أسوأ عدو يسيء لك.
– انقراض المجلات والمنتديات الشعبية وبقاء صفحات الشعر في الصحف الورقية وعدم تأثرها بالإعلام الجديد الى ماذا تعزوه وماهي ملاحظاتك عليها ؟..
– لا زالت الصحافة المطبوعة لها حضورها ، وقيمتها ، ومزاياها من ناحية اخلاقيات العمل والمصداقية ، وهي تأثرت بالاعلام الجديد لكنها تحاول استيعاب المتغيرات والتلاؤم معها .. وصفحات الشعر جزء من العمل الصحفي المطبوع لذلك استمرت من هذا المنظور .. وهي قادرة على التكيف والبقاء .. خاصة مع وجود نخبة من المحررين الشعراء اصحاب التجربة الاعلامية والذين جمعوا بين خبرة الصحف الورقية ومواكبة عصر الانترنت ووسائل التواصل.
– هل هناك ماتود إضافته في نهاية هذا اللقاء ؟..
** اشكرك يا ابو احمد على تشريفي بهذا اللقاء ، اشكر الزملاء في الجريدة ، ولايغوتني أن أحيي جهودك المميزة في “ملامح صبح” التي استطاعت بصدق أن تكون ملتقى جميل أعاد شتات الشعراء الذين فرقتهم (وسائل التباعد) متمنيا لك المزيد من النجاحات .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *