الرياضة

في كأس العالم 1978 بالأرجنتين.. راقصو التانغو يتوجون بلقبهم الأول على حساب الطواحين الهولندية

إعداد- محمود العوضي

نواصل أعزاءنا ، تقديم حلقاتنا الأرشيفية عن سلسلة ذكريات نهائيات كأس العالم عبر تاريخها الطويل ونسخها الـ 21.

النسخة الحادية عشرة من كأس العالم لكرة القدم، أقيمت بالأرجنتين عام 1978، في الفترة ما بين 1 حتى 25 يونيو.

كأس العالم 1978

ما قبل البطولة

بعد ما يوازي النصف قرن على خوضهم النهائي الأول في تاريخ كأس العالم، استطاعت الأرجنتين أخيرًا الحصول على شرف استضافة البطولة، بعد أن كانوا على وشك استضافتها في عام 1970، قبل أن تذهب للمكسيك، التي كانت قد شيدت منشآت، وملاعب رياضية متطورة، بعد استضافتهم لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية عام 1968.

أول رعاية

كأس العالم 1978 شهدت أول رعاية للبطولة من قِبَل شركة كوكا كولا، إلا أن قرار استضافة الأرجنتين للبطولة بشكل عام تسبب في توجيه الكثير من الانتقادات للاتحاد الدولي لكرة القدم؛ بسبب الانقلاب العسكري الذي شهدته بلاد التانجو في عام 1976.

 

و بينما اتفق طرفا النزاع في الأرجنتين – المجلس العسكري القمعي اليميني، و المجموعات اليسارية على إجراء هدنة لأجل كرة القدم، إلا أن البطولة لم تشهد ذلك التنافس الكبير؛

بسبب الأخطاء المهنية،وضعف التحكيم، ووجود شكوك ببعض الرشاوي، ولكن صخب الجماهير العاشقة في الأرجنتين أعطى للبطولة طعمًا خاصًا.

تلك الدورة شهدت مفاجأة كبرى بغياب أسطورة كرة القدم الهولندية يوهان كرويف عن منتخب بلاده، بعد قيادته للطواحين إلى النهائي في بطولة عام 1974 في ألمانيا،

على عكس ما قيل بأن وحشية المجلس العسكري القمعي كانت السبب في ذلك، كشف كرويف عن تلقيه تهديدات من مجهول بالاختطاف.

كما شهدت تلك الدورة مشاركة المنتخبين التونسي، والإيراني لأول مرة في كأس العالم.

المنتخب الإنجليزي فشل في الوصول إلى كأس العالم للمرة الثانية على التوالي، بعد إقصائه من التصفيات على يد المنتخب الإيطالي،

كذلك الأبطال السابقون لبطولة الأمم الأوروبية: يوجوسلافيا، تشيكوسلوفاكيا، والاتحاد السوفييتي. في المُقابل، عادت منتخبات فرنسا، وإسبانيا، والمجر إلى كأس العالم بعد عام 1966.

فاز منتخب البلد المضيف، الأرجنتين باللقب الأول في تاريخه،

ذلك بعد الفوز على منتخب هولندا في المباراة النهائية بنتيجة 3-1 ، بعد أن امتدت المباراة لوقت إضافي، لتصبح الأرجنتين خامس دولة تفوز بكأس العالم على أراضيها، بعد الأوراغواي، وإيطاليا، وإنجلترا، وألمانيا الغربية، كما حصل منتخب البرازيل على المركز الثالث، والميدالية البرونزية.

لُعبت هذه البطولة بكرة قدمتها شركة “أديداس” الألمانية تدعى “تانغو”،

وكانت أبرز مفاجآت البطولة هي فشل منتخب الأورغواي في التأهل لها، وتعثره في تصفيات قارة أمريكا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم.

بطاقة التعريف بكأس العالم 1978

الدولة المضيفة: الأرجنتين

وقت إقامة البطولة: من 1 حتى25 من شهر يونيو

عدد الدول المشاركة في البطولة: 16 دولة من 5 قارات مختلفة

عدد الملاعب: 6 في 5 مدن مختلفة

ترتيب الدول الفائزة: البطل (الأرجنتين)، الوصيف (هولندا)، المركز الثالث (البرازيل)، المركز الرابع (إيطاليا).

إحصاءات البطولة

عدد المباريات: 38

عدد الحضور: 1.546.151 (بمعدل 40,688 للمباراة)

هداف البطولة: ماريو كيمبيس (الأرجنتين) – 6 أهداف

 

تميمة البطولة

سميت التميمة الرسمية لكأس العالم 1978 بإسم “غاوتشيتو”، وهي عباراة عن فتى يرتدي قميص منتخب الأرجنتين، وقبعة تشبه قبعات الكاوبوي، مكتوب عليها ” الأرجنتين 78″ ووشاح أصفر.

ملخص البطولة

الدور الأول

في المجموعة الأولى، تصدر منتخب إيطاليا، وتأهل رفقة وصيفه عن المجموعة منتخب الأرجنتين للدور الثاني، بينما ودعت كل من فرنسا والمجر البطولة مبكراً، المجموعة الثانية تصدرتها بولندا، وتلاها منتخب ألمانيا الغربية،

بينما ودعت تونس والمكسيك البطولة، المجموعة الثالثة شهدت مرور النمسا والبرازيل للدور الثاني

خروج إسبانيا والسويد من الدور الأول، بينما شهدت المجموعة الرابعة، تصدر منتخب بيرو ليتأهل للدور الثاني، رفقة وصيفه هولندا، وودعت أسكتلندا وإيران البطولة مبكراً.

الدور الثاني

مباراة تحديد المركز الثالث والرابع

فاز منتخب البرازيل بالميدالية البرونزية كصاحب للمركز الثالث، بعد أن فاز على منتخب إيطاليا بنتيجة 2-1، أحرز أهداف منتخب البرازيل نيلينهو في الدقيقة 64 وديرسيو في الدقيقة 71،

بينما أحرز كاوسيو الهدف الوحيد للأزوري في الدقيقة 38.

أبطال و أوغاد

ماريو كيمبيس، أو الماتادور كما يحلو للأرجنتينيين تسميته، كان هداف و نجم البطولة بلا منازع. مهاجم فالنسيا كان اللاعب المحترف الوحيد خارج الأرجنتين في تشكيل مينوتِّي الذي قال عنه “إنه قوي، يمتلك المهارة، يصنع المساحات و يسدد ببراعة. إنه اللاعب القادر على صنع الفارق.”

كيمبيس استطاع أن ينسي الأرجنتينيين استبعاد مينوتِّي للنجم الأرجنتيني الواعد حينها دييجو أرماندو مارادونا من البطولة، فقد أثمرت شراكته مع ليوبولدي لوكي قوة هجومية ضاربة كانت سلاح مينوتِّي، و من خلفهما تواجد خط وسط مثل بقيادة خورخي بوروتشاجا، بيرتوني و أوسفالدو أرديلس.

رود كرول مدافع المنتخب الهولندي كان أداؤه مذهلًا طوال البطولة، و قد ترك بصمته بقوة على منتخب بلاده بعد غياب القائد و القلب النابض يوهان كرويف.

أيضًا، يُعتبر نجم المنتخب البيروفي تيوفيلو كوبياس أحد النجوم البارزين في تلك البطولة،

حيث استطاع وحده تقريبًا تدمير المنتخب الاسكتلندي بعدما صنع هدف التعادل قبل أن يُسجل هدفين في أقل من سبع دقائق فقط ب، و تحديدًا في الدقيقتين 70 و 76.

أما من المخيبين، فكان أولهم الجناح الأيسر البارع ويلي جونستون الذي فشل في اختبار منشطات بين مباراتي المنتخب الاسكتلندي ضد بيرو و إيران، و قد عاد إلى بلاده بخيبة كبيرة و مُنع من لعب كرة القدم مع منتخب بلاده لمدة عام.

رجل بريطاني آخر كان مخيبًا في هذه الدورة، و هو الحكم الويلزي كلايف توماس. ففي نهاية مباراة المنتخب البرازيلي ضد نظيره السويدي و التي كانت نتيجتها التعادل بهدف لمثله،

نفَّذ صانع ألعاب البرازيل زيكو ببراعة ركلة حرة شقت طريقها نحو شباك الحارس روني هيلستروم، إلا أن توماس فاجأ الجميع بإطلاق صافرة النهاية بينما كانت الكرة في الهواء قبل دخولها للمرمى، رافضًا احتساب الهدف مؤكدًا أن القانون هو القانون.

مباريات للذكرى

مباراة هولندا الأخيرة في دور المجموعات ضد اسكتلندا، و التي كانت بمثابة المباراة الفاصلة التي احتاج فيها المنتخب الاسكتلندي الفوز بفارق ثلاثة أهداف بينما كان الفوز، التعادل أو هزيمة بفارق لا يزيد عن الهدفين تكفي المنتخب الهولندي،

و ذلك من منطلق احتلال المنتخب الاسكتلندي للمركز الثالث برصيد نقطة واحدة من مباراتين سجل خلالهما هدفين و استقبلت شباكه أربعة أهداف، فيما كان الهولنديين في المركز الثاني برصيد ثلاث نقاط من مباراتين سجل فيهما ثلاثة أهداف دون أن يستقبل أي أهداف.

الطواحين صدموا الاسكتلنديين بالهدف الأول في المباراة عبر ركلة جزاء سجلها أسطورة أندرلخت رينسينبرينك في الدقيقة 34، مما عنى أن المنتخب البريطاني سيحتاج إلى أربعة أهداف للترشح إلى الدور الثاني.

بالفعل، جاء رد كيني دالجليش أسطورة الكرة الاسكتلندية و المهاجم التاريخي لليفربول بعد عشر دقائق، قبل أن يُعدل أرشي جيميل النجم السابق لنوتنجهام فوريست في الدقيقة الأولى من الشوط الثاني عبر ركلة جزاء.

بدا حلم الاسكتلنديين يقترب بتسجيلهم الهدف الثالث و تبقي هدف واحد فقط على إتمام مهمتهم، و ذلك عبر جيميل مجددًا في الدقيقة 68 بعدما تلقى الكرة أمام منطقة جزاء الهولنديين ليمر من ثلاثة من مدافعي المنافس و يضع الكرة ببراعة في مرمى يان يونجبلويد. لكن،

لم تمضٍ إلا ثلاث دقائق حتى دمر جوني ريب أحلام منافسيه و أطلق عليهم رصاصة الرحمة بتسجيل الهدف الثاني للمنتخب الهولندي عبر قذيفة مدوية من مسافة 25 مترًا، لتنتهي المباراة بفوز المنتخب الاسكتلندي بنتيجة 3-2 لكن أيضًا بتأهل المنتخب الهولندي إلى الدور الثاني.

أيضًا، و في مباراة تحصيل الحاصل في الجولة الثالثة للمجموعة الأولى ضمن الدور الأول بين المنتخبين الفرنسي و المجري على ملعب خوسيه ماريات مينيلُّا بمدينة مار دل بلاتا،

طلب الاتحاد الدولي لكرة القدم من المنتخب المجري تغيير ملابسهم المعتادة ذات اللون العنابي لأنه، و بجوار التشابه مع القمصان الزرقاء للفرنسيين،

لم يكن من الممكن للمشاهدين التفرقة بين لاعبي كلا الفريقين عبر شاشات التلفاز التي كانت تبث الصورة باللونين الأبيض و الأسود فقط في ذلك الحين.

المنتخب المجري ارتدى قمصانًا و سراويل بيضاء، بينما ارتدى منتخب الديوك لباس أتلتيكو كيمبيرلي – فريق بمدينة مار دل بلاتا – المخطط عموديًا باللونين الأخضر و الأبيض. تلك المباراة انتهت بفوز المنتخب الفرنسي في مباراة اضطروا لارتداء لباس أخضر لأول و آخر مرة بنتيجة 3-1.

الهدافون

ماريو كيمبيس (الأرجنتين) – ستة أهداف

تيوفيلو كوبياس (بيرو) – خمسة أهداف

روب رينسينبرينك (هولندا) – خمسة أهداف

ليوبولدو لوكي (الأرجنتين) – أربعة أهداف

هانز كرانكل (النمسا) – أربعة أهداف

الجوائز الفردية

الحذاء الذهبي (هداف البطولة) ماريو كيمبيس – الأرجنتين

أفضل لاعب شاب (أنتونيو كابيريني) – إيطاليا

جائزة اللعب النظيف (الأرجنتين)

الكرة الذهبية (أفضل لاعب بالبطولة) ماريو كيمبيس – الأرجنتين

الترتيب النهائي

الأرجنتين – هولندا – البرازيل – إيطاليا – بولندا – ألمانيا الغربية – النمسا – بيرو – تونس – إسبانيا – أسكتلندا – فرنسا – السويد – إيران – المجر – المكسيك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *