جدة

في حضرة ( راجل نكد )

صالح بوقري
يحي با جنيد إنسان موهوب له في كل فن باع .. فهو حاضر بين الصحفيين وكتاب المسلسلات الإذاعية وبارع في الكاريكاتير ومجيد للقصة القصيرة كما انه فنان تشكيلي سرقته الكتابة والصحافة عن الساحة التشكيلية منذ عقود .. تخرج من أكاديمية الفنون الجميلة في فلورنسا بإيطاليا وللأسف لم تحظ به الساحة التشكيلية بعكس الصحافة والأدب والإذاعة.
دعاني منذ ايام الى مرسمه حيث يستعد لمعرضه الشخصي الفني الاول وكان يستعرض معي لوحاته التي سيضمها المعرض القادم في جدة وكان لي شرف مشاركته الرأي في هذه الاعمال الفنية التي تجسد أفكاره وهمومه وخيالاته وإسقاطاته والتي تعكس شخصيته المسكونة بالسريالية احيانا والبساطة احيانا اخرى تجد ذلك في شخوصه وألوانه ومواضيع لوحاته وحتى في عناوين وأسماء أعماله الفنية.
نعرفه كاتبا وإذاعيا وقلما نعرفه فنانا تشكيليا ، حظيت بصداقته ثم بمرافقته في رحلات بقي منها الكثير من الذكريات الجميلة ولاني منحاز بطبيعتي في الفنون للتشكيل فكنت دائما استحثه ان يعتني بالجانب التشكيلي فيه مثل عنايته بالكتابة ولا اخفي أني بذلت في ذلك مجهودا خشيت بعده بان لا أصل معه الى ما أرجوه منه .. ولكنه أدهشني بما شاهدت وراجعت معه من اعمال بلغت أربعين لوحة حملت هوية معرض متكامل العناصر الفنية في الشكل والموضوع طالما انتظرته الساحة التشكيلية ..
في أعمال معرضه الفني المنتظر يطل علينا يحي باجنيد بشخصيته البشوشة التي يلقاك بها حتى ولو عرفته لليوم الاول كما تلمح في اعمال اخرى سخريته من المظاهر والتصنع
كما تقرا بوضوح في لوحاته اهتمامه وتقديره للمرأة فهي مصدر إلهامه وبؤرة إحساسه ونقطة ضعفه كذلك
بعد سياحتي في مرسمه التي تجاوزت الساعة أخذت اتصفح عناوين كتبه التي ازدانت بها مكتبته وكانت عناوين مختارة بعناية جذبني منها بعضا من مؤلفاته التي تجاوزت العشرة في رحلته مع الكلمة الساخرة والساحرة.
وقع اختياري منها على كتاب رشيق بعنوان ( راجل نكد ) كان الغلاف من تصميمه.
كتب في مقدمته القصيرة بخط يده المميز (هذه حكايات للناس عن بعض الناس .. فيها شيء من المرح .. وقليل من المبالغة .. وكثير من الصدق).
فاستأذنه ان يكون عنوان الكتاب عنوانا لمقالي الا انه اعترض مازحا وناولني كتابا اخر من تأليفه ايضا قائلا يا أخي ليش ما تستعمل هذا العنوان ؟
تناولت منه نسخة الكتاب الذي كان عنوانه ( راجل ونص )
اعترف بان لقاء يحيى باجنيد عندي هو دائما عودة الى النفس بعفويتها وتواضعها وبعدها عن الشكليات والمظاهر وقبل ذلك كله حرصه الشديد على مراعاة الآخرين ومحبته لهم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *