استجواب الأرشيف

في بحور الوجد .. تساقط التين من أغصانه

عندما كانت لحظة الانعتاق تضع بصماتها على أسوار الشجن لتنطلق في بحور الوجد كنت ابحث عن شاطئ اقذف عليه بكل عتبي عندما رحت اداعب أمواج البحر واهدهد على رماله صوت الآه النابت في داخلي عندما اتاني الصدى من البعيد وهو يحمل انات الشكوى وكان السؤال يقول:
* حوريتك الصاعدة من بحر التمني أي سمات الجمال تحملها؟ أي ألوان الهوى تدفئها؟
– عندما تكون امواج البحر تعيش سكونا لا اعتياديا تمارس الاسماك عشق بعضها وينمو في داخلها تمرد للطفو لتلتقي مع طيور النورس ليقيموا افراح العشق لتخرج حوريتي في كوكبة من الخلان .. فحوريتي هي ذلك الطائر الذي اضعه في كفي اطبق عليه براحتي .. امسح على ظهره.. اصنع من جدائل الليل سبائك وله اشنق بها كل الاعناق المتطاولة حدا، لنسكن اهداب العين ونضع عند مفترق كل طريق شيئاً من بقايانا لنعلم الآخرين كيف يكون دفء الهوى وكيف يكون عشق العيون صمتاً واخذت انظر من ندف (السؤالات) وهي تتساقط امامي كنت اطوح بكل الاجابات بعيدا وتوقفت امام سؤال نبت من رحم الشوق يقول:
* متى تشعر بان الليل سكين يقطع جزءا من قمرك؟
بحثت عن الجواب فيما حولي رحت اتصيد بقايا ثواني الوجد لعلي أجد الاجابة .. نظرت طويلا على وجه قمري فوجدته والليل رفيق درب في الانطلاق والليل يجد سماره تحت شلاله الذهب يرددون:
“يا قمرنا يا مليح”
وفي لحظة يتحولان الى سكين تبقر بطون من لا يجيدون لغة الغرام مرة أخرى ارخى الصمت رداءه اخذت (الاطيار) تمارس هواياتها في بناء اعشاشها ورذاذ خفيف يتساقط على اجنحتها ترش على ما حولها من عبق عطرها لينبت السؤال من جديد.
* حين نواجهه اليوم نقول : ما اكثر ما يقال في بوحك؟
بوحي هو الشذى الذي اعطر به كل الدنيا احمله على اطراف اصابعي وانثره على (غداير) الصبايا وفي ثنايا الأشياء اقول كثيرا ولا اقول شيئا فالبوح هو حرقة الشوق التي تجعل للذوبان لذة الانتصار .. بوحي هو صمتي يا سيدتي.
* وضعت كثيرا من الملح على الجرح اشتعل في داخلي لهيب الآه.
وقبل ان ألملم ذاتي كان الصدى يضع امامي كل استفزازه .. هل تستحق المرأة التي تحبها ان تقول لها (فارس) انا لو تصبحين حبيبتي، اغزو الشموس مراكبا وخيولا؟
– ذات يوم كنت اضع شيئا من شجني على كفي وارحل إلى مساءات الوجد وفي احدى مدن الفرح خطفت حورية من داخلي (خفاقا) وطارت به إلى مدنها وعرجت به إلى وطن الحزن لتحيله إلى افراح لا تغيب .. من اعشقها لابد ان تكون لها ميزة غير كل النساء .. تحتوي كل العالم بين الهدب والهدب وتختصر كل الاشياء في رفة عندها تقول هي : (أنا سيدة الدنيا)..
* طويت ذاتي لملمت أوراق الشوق في داخلي وضعت اكثر من غصن زيتون على مداخل مدينتي .. هززت اشجار (الحماط) فتساقط (التين) تقافزت الطيور تأخذ في مناقيرها شيئاً من حباته..
ورحت أنظر إلى البعيد في حيرة المحب؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *