الرياضة

غراب : الإدارة أخطأت وإقالة دياز جزء من الحل

استطلاع -عبدالعزيز عركوك

لا تزال أصداء الخسارة المريرة للفريق الاتحادي أمام نظيره القادسية بثلاثية نظيفة ، وما نتج عنها من تداعيات كبيرة، كان أولها الإقالة السريعة من قبل مجلس الإدارة للمدرب الأرجنتيني رامون دياز، تتوالى . ” البلاد” التقت عددًا من المدربين الوطنيين لاستطلاع آرائهم الفنية حول وضعية الفريق الاتحادي وهل الخلل فني أم إداري..

هدم الفريق
في البداية، أكد المدرب الوطني عبدالله غراب، أن قرار إدارة نادي الاتحاد إقالة المدرب الأرجنتيني دياز يعتبر جزءا من حل المشاكل، التي حصلت للفريق خلال الأربع مباريات السابقة والتي تعرض فيها إلى ثلاث خسائر من الهلال والشباب والقادسية، وتعادل وحيد أمام الوصل الإماراتي في جدة على أرضه وبين جماهيره، وقال: إن إدارة النادي برئاسة نواف المقيرن أخطأت خطأ كبيرا في هدم الفريق السابق، الذي تم إعداده في الموسمين الماضيين، وإعادة بناء فريق جديد من خلال الاستغناء عن كثير من اللاعبين المحليين والأجانب والتعاقد مع 7 لاعبين أجانب آخرين لم يقدموا أي إضافة فنية تذكر،

وكانت بكل تأكيد خيارات غير موفقة؛ حيث كان من الأفضل المحافظة على هيبة وشكل الفريق في المواسم الماضية مع إمكانية دعمه بعدد بسيط من اللاعبين الأجانب بواقع 4 لاعبين إلى جانب السابقين فيلانويفا ومحمود كهربا وفهد الأنصاري وأحمد العكايشي، وأشار إلى أن الحديث عن التغيير في الفترة الحالية غير مجد؛ كون فترة الانتقالات الشتوية لم يحن وقتها، وعلينا الصبر، لا سيما أن الفريق في مرحلة بناء حتى يعود مجددا كما كان.

اختيارات فاشلة
فيما أشار المدرب الوطني عادل الثقفي إلى أن قرار رحيل دياز عن الاتحاد ليس نهاية المشكلة، وإن كان القرار صحيحا في الفترة الحالية، ولكن في المقابل هناك أخطاء كبيرة داخل الفريق خاصة على الجانب الفني والعناصر، التي تم جلبها للفريق، وقال: إن نادي الاتحاد للأسف يمتلك أسوأ لاعبين أجانب في الفترة الحالية ضمن كأس دوري الأمير محمد بن سلمان، مقارنة بالأندية الأخرى، حيث لم يظهر أي لاعب أجنبي، من الذين تم التعاقد معهم سوى المحترف البرازيلي جوناس دي سوزا الذي يلعب في خانة المحور إضافة للمحترف التشيلي كارلوس فيلانويفا والذي يمثل الفريق للعام الثالث على التوالي،

ويعتبر من أميز اللاعبين وأنفعهم للاتحاد، وأضاف: هناك حلول عاجلة ومؤقتة يجب العمل عليها، وهي منح فرصة المشاركة للوجوه الشابة من أبناء النادي، الذين خدموا الفريق في المواسم الماضية وقدموا صورة جميلة وحاليا يستطيعون القيام بأدوار أكبر من العنصر الأجنبي الضعيف ومن اللاعبين الذين يجب الاستعانة بهم في اللقاءات القادمة كزياد الصحفي وخالد السميري وطارق عبدالله وعمر المزيعل وجمال باجندوح وعبدالرحمن الغامدي وعبدالعزيز العرياني، فهم يدركون حجم وقيمة الشعار الذي يمثلونه، ويمتلكون الروح الاتحادية.

خسارة سييرا
أما اللاعب الدولي السابق عبدالله فوال، فقد عبر عن حزنه الشديد للوضع الذي يمر به الفريق الاتحادي من نتائج ومستويات، وقال: إن إقالة دياز كانت أمرا ضروريا وصائبا؛ لعدم وضعه بصمة له مع الفريق من خلال التشكيل أو القراءة الفنية؛ حيث لم نشاهد أية هوية للفريق خلال المباريات السابقة وكان رحيله متوقعا،

ولكن في المقابل هناك عوامل أخرى ساهمت في هذا الظهور الهزيل ومن ضمنها اختيارات الأجانب، والتي أشبه مايكون باختيار البطيخ والاعتماد على ال cv لكل لاعب قبل موسمين، أو أكثر ومن هنا نوجه سؤالا من هو الشخص الذي قام باختيار الأجانب السبعة الذي تم التعاقد معهم وهم الأسترالي جورمان، والبرازيليان جوناس، وفالديفيا، ورومارينهو، وكارليتو، والمغربي كريم الأحمدي، والصربي بيزيتش حيث لم يكونوا جميعا على مستوى التطلعات، ولم يقدموا أي إضافة فنية للفريق، وأوضح أن اللاعب الأجنبي المحترف والمميز لا يحتاج إلى الانسجام بشكل كبير بل بالعكس سيظهر بالشكل اللائق منذ أول لقاء وستظهر لمساته الفنية وفكره من مباراته الأولى.

ضد الإقالة
من ناحيته، أوضح المدرب الوطني مازن البهكلي أن قرار إقالة المدرب دياز في هذه الفترة يعتبر خاطئا للغاية؛ لاسيما أن الإدارة منحت المدرب الأرجنتيني فرصة عقب خسارة الشباب في الدوري بإقامة معسكر خارجي في أبو ظبي، وليس من المنطق أن يتم تغيير وجهات النظر بقرار الإقالة بعد أول مباراة تقام، والتي كانت أمام القادسية بحيث لو انتهت بفوز الاتحاد أو التعادل بلا شك كان المدرب سيستمر، ولكن سرعة اتخاذ القرار من أرضية الملعب وبين صيحات الجماهير كان لتهدئة الوضع العام والتغطية على الأخطاء الإدارية التي حصلت مع الفريق ولم يوجد مبرر لإقالة أي مدرب بالعالم بعد أول مباراة من انتهاء المعسكر،

وأضاف: صحيح أن دياز لم يظهر أي بصمة أو شكلا للفريق ولكنه مدرب كبير وسبق أن حقق بطولات كبيرة ومنها الدوري مع الهلال ولذلك في ظل وجود لاعبين مميزين من محليين وأجانب كان يجب على الجهاز الإداري الجلوس مع المدرب خلال الثلاثة المعسكرات السابقة ومناقشة الأخطاء التي يقع بها وفي حالة عدم خبرتهم بالأمور الفنية، كان من الأفضل الاستعانة باستشاري أو مساعد فني من المدربين المحليين من أبناء النادي أمثال محمد العبدلي وحمزة إدريس، الذين يعرفون شكل وتركيبة الاتحاد على مدى سنوات طويلة، فطريقة الاتحاد تتميز بنقل الكرة من الدفاع إلى الهجوم واللعب السريع.

وقال البهكلي: يجب التدخل العاجل من الإدارة بالاجتماع مع اللاعبين ومحاسبة المقصرين وعدم الانتظار إلى الفترة الشتوية والتي ستكلف النادي الكثير من الخسائر في حالة عدم العمل الجاد والسريع

باصريح غير جاهز
وأوضح المدرب الوطني بندر الأحمدي أن قرار إقالة دياز يعتبر متسرعا، وقد يكون للإدارة وجهة نظر بعد مشاهدتها لطريقة وفكر المدرب من خلال التدريبات والمباريات، وفي الوقت ذاته فهو ربما يكون ايجابيا في حالة احتواء الإدارة للوضع العام والاجتماع مع اللاعبين ومحاولة دعمهم ورفع معنوياتهم لبذل كل مالديهم؛ من أجل تصحيح الأخطاء التي وقع فيها الفريق في المباريات السابقة، وقال: إن الاتحاد بحاجة في الفترة الحالية إلى سرعة التعاقد مع مدرب عالمي للظهور بشكل لافت واستعادة أمجاد الفريق بعد تصحيح الأخطاء، وأضاف: المدرب بندر باصريح يعد من المدربين الوطنيين الجيدين، ولكنه سيواجه ضغطا كبيرا في تدريب ناد بحجم الاتحاد، ولذلك يجب أن يستمر كمساعد مدرب لموسم أو موسمين وبعد ذلك سيتمكن من تجاوز الإشكالية، بمشيئة الله.

الجانب النفسي
من مجهته، قال المدرب الوطني محمد العبدلي : إن رحيل دياز يعد أمرا إيجابيا في ظل المستويات المتواضعة التي قدمها الفريق، وأضاف: إن الأسبوع الحالي يجب أن تعمل فيه الإدارة والجهاز الفني على الجانب النفسي بشكل كبير للظهور بشكل إيجابي أمام التعاون في المباراة القادمة، فالاتحاد يمتلك نجوما مميزين وقادرين على العودة، بفضل الدعم الكبير الذي تقدمه إدارة المقيرن، ورفض العبدلي الحكم على العناصر الأجنبية بشكل فني،

وقال: إن الإدارة أقالت دياز؛ لأنها رأت أن هناك مشكلة فنية في التدريب والخطة وإيصال المعلومة؛ لذلك يجب علينا الحكم على اللاعبين بعد عدد من المباريات القادمة بعد توظيفهم بالشكل الصحيح ومنحهم الفرصة الكافية، وكذلك الأمر بالنسبة للاعبين المحليين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *