بانوراما

عن العشاق سألوني (6)

شيرين الزين

 

2 – 2

تواصل ما انقطع عنده السرد عن ذلك الفتى جمال فتقول:
تأكد جمال أن الذي عاش في داخله أربعين سنة, لم يكن إلا مكابرا, يمارس الهروب الى الأمام.لقد انقلب كيانه كله  في لحظة ، وأحس أن عقله توقف تماما عن العمل.أخذ قلبه يخفق بشدة,لكأنه يريد الخروج من صدره.حتى رائحة المكان الذي تعود على ارتياده كل اسبوع تغيرت فجأة .و الأغاني
التي لم ينتبه يوما لمعانيها,وجد نفسه  يتنفس كل أحرفها.
جال كل هذا  بخاطره. و هو في طريقه الي الطاولة حيث يجلس الاعصار الذي حطم كبرياءه, وترفعه.

( الهوى العطشان عطشان في قلبي بيندهك
يا أرق من النسمة وإجمل من ملك
انت روحي وكل عمري ونور حياتي
يا حياتي ايه أنا بالنسبه لك )

جلس أمامها ولم ينبس ببنت شفه, رغم محاولات المشاغبين لاستدراجه.كان  ينظر فقط إليها
وكأنه لأول مرة في حياته يري أنثي.رغم أنها كانت شاردة, ولم توله اهتماما يذكر, سوي بعض الابتسامات الباهتة .
أنطفأت الأنوار, واشعلت  الشموع فوق حلوي الاحتفال ، وسط الضحكات, وقبلات المعايدة بين
الزوجين, والأمنيات بحياة سعيدة قادمة ، وأضيئت القاعة من جديد وسط نظرات التعجب من اختفاء لبني وجمال, الذي انتهز فرصة الظلام, وجذب لبني الي البلكونة ، وهي مندهشة من تصرفه الأرعن الغريب .

( شعر ايه ده الكلام اللي ف عنيك ، خلا أحلي كلام يغير
عطر ايه ده العبير اللي ف ايديك، بيقول ايديك هيا العبير
من الربيع اللي ف شفايفك لليالي اللي ف عنيك
من اللهيب اللي ف خدودك للحنان اللي ف ايديك
رحلة تاهت روحي فيها وتهت فيها )

– لبني تتزوجيني ؟!! هكذا قالها دون أية مقدمات .
قالت : بس احنا منعرفش بعض.. عاجلها بوضع يده علي شفتيها قائلا : لأول مرة في حياتي أقولها: ( أحبك )
وأمسك يديها الرقيقتين,  كأنه يضم الدنيا بين راحتيه …

( خبيني من الزمان خبيني وبعيد عن عيونه داريني
الكبيره يا خوفي لا ياخدها ولا يخليني
خلينا نقول للدنيا بحالها ،ولكل قلبي بدقته حس
يا دنيا حبي وحبي وحبي ، ده العمر هوه الحب ، وبس ) ..
ولحديث القلوب شجون لا تنتهي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *