محليات

عناية السعوديين بالمقدسات .. (الحلقة الثالثة)..جسر الجمرات .. الأول المتعدد الطوابق .. والمنشأ بنظام التعليق الكابولي الحر

جدة – بخيت ال طالع الزهراني
أولت الدولة السعودية جلّ اهتمامها بالمقدسات الاسلامية .. في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة .. وقدمت وتقدم لها أكبر المشروعات واضخمها بمليارات الريالات ، رغبة في الاجر والثواب من الله تعالى اولا , ثم اداء للأمانة التي شرف الله بها هذه البلاد واهلها , ولتيسير اداء حجاج بيت الله الحرام , وزوار مسجد النبي صلى الله عليه وسلم , لمناسك حجهم وعمرتهم وزيارتهم , في سهولة ويسر وراحة بال وامن تام وامان وسعادة.. (البلاد) تقدم فيما يلي عدة حلقات عن عناية السعوديين بالمقدسات الاسلامية.
دور بارز
وتحدث معي عدد من المواطنين (م . عبيدي العبيدي ، وفواز المالحي , وطلال غريب , وفايز بن صديق , وازدهار باتوبارة ) فقالوا : ان ما تقدمه بلادنا من عمل جبار في المشاعر المقدسة , ومكة المكرمة والمدينة المنورة , هو عمل مشرف وضخم بكل المقاييس .. ويعكس الرغبة الخالصة للقيادة الرشيدة, في دعم كل ما له علاقة بالأراضي المقدسة ، التي يفد اليها الحجاج او الزوار والعمار , من كل أصقاع العالم , فلا يجدون الا الامن والامان والراحة والسعادة , التي تمكنهم من اداء عملهم على احسن وجه, وافضل حال .
نجاح باهر
وكانت وزارة الشؤون البلدية والقروية قد نجحت في جميع الأعمال المتعلقة بمشروع تطوير جسر الجمرات , الذي يعد أول جسر متعدد الطوابق أنشئ بنظام التعليق الكابولي الحر , وتركيب شرائح صندوقية مسبقة الصب . وأعرب مدير عام مشروع منشأة الجمرات د . عبدالله الزهراني , عن اعتزازه بحصول المشروع على العديد من الجوائز العالمية , منها ثلاث جوائز في مجال التشييد.
ثمرة جهود
وعد المشروع ثمرة جهود الحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين , لمواكبة أعداد الحجاج وتأمين راحتهم وسلامتهم أثناء تأديتهم لمناسك رمي الجمرات,وأحد أهم المشاريع الحديثة التي قامت بتنفيذها وزارة الشؤون البلدية والقروية في المشاعر المقدسة.
وبين أن الوزارة هدفت من المشروع إلى توفير الطاقة الاستيعابية بالجمرات ليتمكن أكثر من ستة ملايين حاج على الأقل من رمي الجمرات ضمن ظروف آمنة ومريحة تحقق لهم السلامة والراحة خلال أدائهم هذا الشعيرة ، وخفض كثافة الحجاج عند مداخل الجسر وذلك بتعدد المداخل وتباعدها مما يسهم في تفتيت الكتل البشرية عند المداخل .
تسهيل وصول الحجاج
وتسهيل وصول الحجاج إلى الجمرات من الجهة التي قدموا منها، وتوسعة أحواض الرمي وتعديل شكل الأحواض بما يؤمن انسيابية الحركة حول أحواض الرمي، وتوفير الخدمات الملائمة على الجسر بإنشاء أبراج تتمركز بها كل الجهات المعنية مباشرة لخدمة الحجاج مع تأمين سبل الإخلاء والنظافة وجميع مستلزمات التشغيل، وتوسعة الساحات المحيطة بجسر الجمرات من كافة الجهات خاصة الشمالية والجنوبية وعند الجمرة الكبرى بما يحقق سهولة التحرك على المنسوب الأرضي ويستوعب الجسر الجديد وملحقاته، وعمل محطات لإنزال وإركاب الحجاج وذلك غرب الجمرات بعيدا عن المشعر والساحة مع توفير السبل لسهولة انتقالهم إلى الجسر، بجانب تنظيم الساحة بعد توسعتها مع إعادة تخطيط الجزء الشرقي منها بما يوفر تساوي توزيع الحجاج واستقامة الشوارع باتجاه الجسر.
مكونات المشروع
وتتكون منشأة الجمرات الجديدة من دور سفلي يستعمل لتجميع ونقل الحصى والمخلفات من مختلف أدوار الجسر ونقلها خارج منطقة الجمرات عبر الأنفاق المحيطة به ويتم تهيئة الدور السفلي للقيام بعمليات الإخلاء عبر مصاعد متصلة بالأدوار العلوية .
أما الدور الأرضي فيمكن الوصول اليه من مختلف الجهات ويستعمل للرمي مع تعديل الاحواض به لتكون بالشكل البيضاوي بطول 40 مترا وعرض أقصى يبلغ 14 متراً . أما الدور الاول فيتم الدخول اليه من جهة منى عبر منحدرين يواجهان طريق المشاة الشمالي وطريق المشاة الجنوبي مع إمكانية جيدة لرؤية الدور الأرضي .
وبالنسبة للدور الثاني فيتم الدخول إليه من جهة مكة المكرمة عبر منحدرين الأول شمالي جهة شارع الحج، والثاني جنوبي جهة ريع صدقي أما الدور الثالث فيتم الوصول إليه من جهة منى عبر منحدر يبدأ من جهة طريق الملك فهد وبواسطة خمسة مبان تضم سلالم متحركة وسلالم عادية، أما الدور الرابع فيتم الوصول إليه من جهة الجنوب عبر منحدر من ربوة الخيف على شارع الملك عبدالعزيز وهو مغطى بأربع مظلات عملاقة تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم .
سلالم ثابتة
أما مشروع ربط شـارع الرابطة ودرج ربوة الحضارم بالمنحدر الجنوبي للوصول إلى الدور الثاني لمنشأة الجمرات فقد بدأ تنفيذه في 13/6/1432هـ، بهدف إنشاء سلالم ثابتة ومتحركة ومعبر علوي فوق شارع الرابطة وذلك لانتقال المشاة بين شارع الرابطة والمنحدر الجنوبي للدخول إلى الدور الثاني لمنشأة الجمرات بالإضافة إلى إنشاء منحدر لربط درج ربوة منى بالمنحدر الجنوبي للدخول إلى الدور الثاني لمنشأة الجمرات وذلك لتسهيل وصول الحجاج إلى جسر الجمرات.
كما تضمن المشروع إنشاء أبراج الخدمات اثنان منها تتضمن مهابط للطائرات العمودية وتصل هذه الأبراج حتى الدور السفلي وتشمل مكاتب لمختلف الجهات المعنية بالحج ومصاعد وسلالم ، بالإضافة إلى إنشاء نظام تهوية للدور السفلي ونظام تلطيف الهواء باستعمال وحدات تكييف صحراوية لكل من الدور الأرضي والأول والثاني والثالث , أما الدور الرابع فتم تلطيف الهواء فيه باستخدام رشاشات مياه مع إنشاء نظام مراقبة وتحكم مركزي لأنظمة تلطيف الهواء.كما يضم المشروع إنشاء نظام إنارة لكافة الأدوار والمنحدرات وأبراج الخدمات ومباني السلالم المتحركة مع ما يلزم من محولات ومولدات احتياطية للطاقة الكهربائية.
نظام مراقبة
وقد أنشئ في المشروع نظام مراقبة ونظام للصوت يغطيان كافة أجزاء المنشأة بكافة الأدوار والمنحدرات ويشمل الكاميرات ومكبرات الصوت وربطها بغرف المراقبة ، كما تم إنشاء لوحات توجيهية وإرشادية على الجسر والمنحدرات وعند المداخل مع إنشاء بوابات على مداخل المنحدرات وأبنية السلالم المتحركة للتحكم بدخول الحجاج.يأتي بعد ذلك الخطط المعدة لتفويج الحجاج من وإلى منطقة الجمرات وضبط ومراقبة تطبيق الجداول الزمنية لتفويج الحجاج إلى منشأة الجمرات، وقد بدأ البرنامج متزامنا مع بدء المرحلة الأولى من بناء منشأة الجمرات وتم العمل به اعتبارا من حج عام 1427 هـ .
الضبط والرقابة
وكانت خطة عمل البرنامج لعام 1432هـ تنقسم إلى قسمين رئيسيين وهما / الضبط ..ويبدأ اعتباراً من اليوم الثالث من شهر ذي الحجة ، وضبط مجموعات الخدمة الميدانية التابعين لمؤسسات الطوافة وشركات ومؤسسات حجاج الداخل للقيام بأعمال التوعية والتفويج ، والتأكد من جاهزية أدوات التوعية من الفيلم التوعوي والمنشورات التوعوية المختلفة، وجاهزية أدوات التفويج من توفر الجداول الزمنية والمرشدين وحملة الرايات وتوفر معلومات المسار للذهاب والعودة.
ثم الرقابة وتبدأ اعتبارا من مساء يوم التاسع من شهر ذي الحجة عبر ثلاثة عشر مدخلاً وهي كامل المداخل المؤدية إلى منشأة الجمرات ويتم فيها وعلى مدار 24 ساعة يومياً من مساء يوم التاسع و حتى نهاية يوم الثالث عشر رصد كافة الأفواج الحاملة للراية و المارة بنقاط الرقابة والتابعين لمؤسسات الطوافة وشركات ومؤسسات حجاج الداخل.
توسعة الساحة الغربية
وانتهت وزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة في الإدارة المركزية للمشروعات التطويرية من تنفيذ توسعة الساحة الغربية للجمرات بمساحة حوالي (40,000م2) وذلك من الجهة الشمالية بهدف استيعاب تجمعات الحجاج لتكون الساحة مخرجاً مناسباً لهم باتجاه مكة المكرمة بحيث يصبح شكل الساحة بعرض لا يقل عن (70متراً) وزيادة طولها من (800 متراُ) إلى (1000متر) وذلك من نهاية مخرج الدور الثاني لمنشأة الجمرات الحديثة.
إعادة تنظيم
واشتمل المشروع على تنفيذ خفض لارتفاع شارع الحج وإعادة تنظيمه، بالإضافة إلى إعادة تنظيم الاتصال مع شارع الأمير ماجد وكذلك إعادة تنظيم التقاطع مع شارع المسجد الحرام بما يتناسب مع التوسعة الجديدة، كما أجرت الوزارة عمليات إزالة لكتلة جبلية، واستكمال عملية نزع لبعض الملكيات التي تم اعتمادها مؤخراً وإخلاء المباني تمهيدا لإنهاء الجزء المتبقي من المشروع.
ويُعدّ المشروع عامل ربط بين العديد من الطرقات الحيوية المجاورة لمنشأة الجمرات في مشعر منى, بالإضافة إلى أنه يتيح استيعاب كتل بشرية مضاعفة عما هو موجود من قبل في الساحات المجاورة في منشأة الجمرات, إضافة إلى أنه من أهم ما يمتاز به هذا المشروع أنه يسهم في توسعة مخرج الحجاج من منشأة الجمرات بعد فراغهم من رمي الجمرات.
وكانت الوزارة أكملت جميع الأعمال المتعلقة بمشروع تطوير جسر الجمرات ، الذي بلغت تكاليف إنشائه نحو أربعة مليارات ريال, ويُعد أول جسر متعدد الطوابق أُنشئ بنظام التعليق الكابولي الحر وتركيب شرائح صندوقية مسبقة الصب، وحصل هذا المشروع على العديد من الجوائز العالمية منها ثلاث جوائز في مجال التشييد.
الطاقة الاستيعابية
ويهدف مشروع منشأة الجمرات إلى توفير الطاقة الاستيعابية بالجمرات، ليتمكن أكثر من ستة ملايين حاج على الأقل من رمي الجمرات ضمن ظروف آمنة ومريحة تحقق لهم السلامة والراحة خلال أدائهم هذه الشعيرة، وخفض كثافة الحجاج عند مداخل الجسر، وذلك بتعدد المداخل وتباعدها، ما يسهم في تسهيل وصول الحجاج إلى الجمرات من الجهة التي قدموا منها.(المصدر , واس)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *