الأرشيف الرياضة

على أنغام النشيد الراقي قلب الطاولة في وجه العميد .. الأهلي أوقف طموح جاره وبدعم جمهوره وصل نهائي القارة

تقرير – عبد الرحمن الزهراني
على أنغام النشيد في المدرجات وحضور روح الفريق وجمال الأداء على المستطيل الأخضر وضع الفريق الأهلاوي حداً لطموحات جاره الاتحاد آسيوياً وأنهى مسلسل تخصصه في إبعاد الفرق المحلية عن المنافسة وتحديداً الهلال والشباب في مناسبات سابقة وذلك بعدما لقنه في موقعة الأياب من الديربي الآسيوي التاريخي بنصف نهائي دوري أبطال أسيا درساً كروياً لن ينساه التاريخ ورد له صاع الذهاب بصاعين ليتأهل إلى النهائي لملاقاة أولسان الكوري في مهمة البحث عن اللقب القاري والوصول لمونديال العالم للأندية، فبعد فرحة الاتحاد بالفوز بهدف وحيد مشكوك في صحته للهزازي ذهابا جاءت موقعة الرد لتكون الغلبة بالمستوى والنتيجة للأهلي بهدفين نظيفين كانت قابلة للزيادة لو تعامل حكم اللقاء الياباني مع اللقاء بتطبيق القانون ولم يسير على خطى سابقه البلوشي الذي نحر الأهلي في الذهاب من الوريد للوريد وقد اتضح جلياً للمتابع الرياضي علو كعب الأهلي ذهاباً وإياباً وجاهزيته الفنية لبلوغ النهائي خاصة أن التشيكي الأصلع جاروليم تعامل معها بدهاء كبير وعقلانية ونجح في توظيف لاعبيه بشكل صحيح بعكس كانيدا الذي نجح في شوط وحيد من الأشواط الأربعة لتكون المحصلة خسارة الديربي. ومن محصلة نتيجة اللقاءين والمستوى الكبير الذي قدمه نجوم الراقي فقد استحقوا بلوغ النهائي الآسيوي عن جدارة وأكدوا قوة فريقهم وعودته لسابق عهده خاصة أنه من أحد الأعمدة الرئيسية للكرة السعودية وفي عودته عودة لهيبة الكرة السعودية.
ورقة الجمهور الأهم في ليلة العبور
في لقاء الذهاب فرض الأهلي سيطرته منذ البداية برغم لعب اللقاء بين جماهير الاتحاد الغفيرة وشكل خطورة بالغة على الأصفر في ملعبه من خلال الضغط الكبير الذي شنه عليه ولكن أخطاء البلوشي حكم اللقاء تسببت في ضغط كبير على اللاعبين كما أن عدم جاهزية فيكتور أضعفت من قوة الفريق في الشوط الثاني الذي خطف فيه الاتحاد هدفاً غير صحيح لتأتي موقعة الأياب والتي وضع فيه الأهلي كل ثقله الفني ولعب بأكثر اللاعبين جاهزية ليبدع ويمتع ويسطر أجمل اللوحات الفنية على المستطيل الأخضر ويحقق فوزاً مستحقاً عن جدارة بهدفين كان كفيلاً بنقله إلى النهائي الآسيوي وقد ساعد الأهلي في الأياب وضاعف من قوته هو الجمهور الفعال والذي ساند وآزر الفريق كعادته وزفه نحو النهائي لتكون هذه الورقة هي الأهم في بلوغ الأهلي للنهائي.
جاروليم يتفوق على كانيدا
من واقع مجريات اللقاءين ذهاباً وإياباً نجح التشيكي جاروليم المدير الفني للأهلي في تأكيد جدارته الفنية على حساب الأسباني كانيدا، حيث ظهرت خبرته في قراءة المباراة في الوقت الذي اكتفى فيه نده بالفرجة والنتيجة تغادر إلى منافسه وسط استغراب النقاد والمتابعين من النهج والأسلوب الفني الذي انتهجه في اللقاء، فجاروليم بعد أن وقع في أخطاء بسيطة في الذهاب نجح في تصحيحها في لقاء الاياب ولعب على أخطاء الاتحاد وثغراته الواضحة والتي أبرزها ضعف العامل اللياقي لخط الوسط الذي برز فيه الثلاثي بصاص ومعتز وتيسير بشكل ملفت للنظر بينما اكتفى نور وكريري بالفرجة وترك امبامبي وحيدا يصارع الثلاثي الشاب النشيط. وفي المقابل رسب كانيدا في عدم الاستفادة الكاملة من امكانيات المولد والشربيني وعدم منحهم الحرية في اللعب على الاطراف التي سمحت لمنصور الحربي أن يلعب في ملعب الاتحاد فترات طويلة من اللقاء.
التهيئة النفسية ترجح كفة الأهلي
في لقاءات الديربي التنافسية نجد كثيرا أن للعوامل النفسية والمعنوية دوراً كبيراً في ترجيح كفة فريق على آخر حيث كان تعامل الإدارة الأهلاوية نموذجياً بعد أن أوجدت بيئة صحية للفريق من خلال تجهيزه بعيداً عن الحرب الإعلامية التي حدثت قبل المواجهتين ذهابا وإيابا، ولم تنجرف وراء الإشكالات التي أحدثتها الصحافة سواء فيما يخص قضية التذاكر أو تلك التي تحدثت عن خلل الأجهزة الفنية والطبية واللياقية في الفريق،بعد تعدد الاصابات ومشاركة لاعبين غير جاهزين في لقاء الذهاب فعملت بعيداً عن الضجيج وجهزت الفريق فنيا ومعنويا بالشكل الذي يؤهله لتحقيق التأهل، وجنت ثمار ما زرعت من خلال المستوى القوي والأداء الرائع الذي قدمه لاعبو القلعة مع تصميمهم على إزاحة خصمهم العنيد ومواصلة المشوار نحو النهائي للمرة الثانية في تاريخه.
وفي المقابل دخلت إدارة الاتحاد نفسها قضايا متعددة قبل مواجهتي الذهاب والإياب، ففي الأولى تفرغت لإشكاليات التذاكر وعمد الأحياء والبيانات الإعلامية المتعلقة بذلك ولم تمنح تركيزها للفريق الذي تغلب بصعوبة بهدف دون رد، وقبل الإياب أشعلت قضية دي سوزا ومحاميه ولم تهدأ الأمور بين الجانبين سوى قبل المباراة بيوم بعد أن قرر كانيدا استبعاده دون أن يجد اللاعب البديل له، كما أن ثقتها في الوصول للمباراة الختامية أنساها تجهيز اللاعبين معنويا من حيث التأكيد على أهمية النتيجة وأن المواجهة لم تنته بعد، مما أظهر ضعف خبرتها في مثل هذه المباريات وتمرسها في تجهيز الفريق من النواحي النفسية والمعنوية فدفعت الثمن غاليا بالخروج من المسابقة القارية على يد منافسه التقليدي الأهلي.
بصاص علامة فارقة
في ظل بحث الفريق الأهلاوي عن نتيجة الفوز بفارق هدفين وصعوبة المواجهة وتعقيد حساباتها توقع الكثيرون أن لا يدخل جاروليم اللاعب الشاب مصطفى بصاص في حساباته خشية وقوعه في أخطاء كبيرة بسبب قلة الخبرة والارتباك من مثل هذه اللقاءات ولكن جاروليم كان لديه ثقة كبيرة في الشاب بصاص الذي لم يخيب الظن فيه وقدم مباراة أستحق فيها النجومية المطلقة وساهم في أن يكون أحد عوامل الفوز من خلال مستواه وهدوئه الكبير حيث شكل مدافعاً خامساً وأحد صناع اللعب وقد ساعده في ذلك تألق بقية لاعبي الفريق الذين كانوا في يومهم وخاصة معتز وتيسر وعقيل الذي شكل مع بالومينو ثنائياً مميزاً وجداراً دفاعياً نارياً يحرق فعالية المهاجمين. ولعل مايميز بصاص أنه تدرج من الاكاديمية إلى الدرجات السنية وهو قائد لتلك الفرق وحاصد لكافة الألقاب التي شارك بها مع جيل البطولات القادم في الكتيبة الخضراء ولعل حصوله مع الأخضر الشاب على اللقب الخليجي وأفضل لاعب في البطولة تأكيد على موهبته ونجوميته التي تحتاج لمزيد من الاهتمام وعدم الغرور ليواصل مسيرة الأمجاد ويكون أحد أبرز نجوم الكرة السعودية في المستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *