جدة ــ البلاد
تمضي جهود الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب قدما في طريق محاصرة الإرهاب وتجفيف منابعه الفكرية وقطع أطرافه المترامية عبر دول العالم، كيانات ومنظمات تتخذ من قطر مركزا لها، ومن تنظيم الحمدين وجماعة الإخوان الإرهابية مصدرا للتمويل والتأطير الفكري، تبث سمومها المتطرفة تحت رداء الإسلام لأهداف سياسية شيطانية خاصة، كيانين من أخطر التنظيمات الدولية المحرضة على الإرهاب قام رباعي مقاطعة قطر العربي بضمهما لقوائمه، فهما ” الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” و “المجلس التنسيقي الإسلامي العالمي “مساع” ؟
الاتحاد العالمي :
ظل هذا الاتحاد منذ تأسيسه عام 2004 منبرا لبث دعاوى التشدد والتطرف، وموجها أبرز للمتأسلمين عبر الدول العربية والعالم بأسره، برئاسة مفتي الإرهاب يوسف القرضاوي ودعم مباشر من قطر وعضوية نحو 67 عضوا، كثيرون منهم مقبوض عليهم بتهم دعم الإرهاب.
عمل تنظيم الإخوان لاسيما في السنوات التي سبقت وصاحبت وأعقبت أحداث ما سمي بالربيع العربي على اتخاذ الاتحاد، الذي تأويه الدوحة بالمقر والرعاية، منصة لترويج أفكارها الداعية لهدم الأنظمة والدول والوصول بأنصار هذا التيار للسلطة، كما ظل الاتحاد متمسكا بخطابه التحريضي الذي عمل القرضاوي على الترويج له بفتاويه ذات الطابع السياسي، فوفر غطاء للتنظيمات الإرهابية تعمل تحته على نشر عمليات الإرهاب بالدول التي تأويها.
وفي الآونة الأخيرة، بات اتحاد علماء المسلمين بوقا لتشويه الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وصار خطابه تحريضيا صرفا ضدها، وكان من آخر فتاويه أن مقاطعة قطر “حرام شرعا”، كما كرس جهوده “الدعوية” للدفاع عن قناة الجزيرة الإرهابية والدوحة، في لعب فاضح بأحكام الدين لأهداف سياسية، وتحريض واضح للمتطرفين عبر الدول العربية.
وكشفت وثائق نشرت في منتصف نوفمبر الحالي، رسالة كتبها بن لادن بخط يده، دعت إلى دعم إنشاء ما سماه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وأعرب عن ثقته في استجابة قطر لتعليماته حول تبني المشروع وتمويله والإعداد لإنشائه.
كما دعا بن لادن لتشكيل “مجلس توحيد المسلمين” وتطويره ليصبح حكومة على أن يكون فيما بعد نواة “دولة القاعدة”.
وكشفت الوثائق تورط الدوحة في دعم قيادات متطرفة لإقامة هذه الدولة المزعومة وتبني فكرة بن لادن بإنشاء المجلس وإطلاق اسم اتحاد علماء المسلمين عليه.
وطالب زعيم تنظيم القاعدة بضم شخصيات لتأسيس الاتحاد مثل محمد الأحمري وعبد الله النفيسي وحامد العلي، على أن تتحمل قطر تكاليف تأسيسه.
واقترح بن لادن أن يكون مقر الاتحاد خارج قطر، مؤكدا قدرة قطر على “تحمل تكاليف إنشاء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والإعداد والتشاور”.
كما أثبتت الوثائق ثقة بن لادن في قدرة قطر على تنفيذ مخططات القاعدة الإرهابية من خلال نشر الفكر المتطرف، بالإضافة إلى أنها تؤكد “دون أدنى شك مساهمات قطر الواسعة لبث الفتنة ودعم الإرهاب في دول الخليج العربي خاصة ودول المنطقة عامة.”
وأدرجت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، كلا من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه يوسف القرضاوي المصنف على قائمة الإرهاب، بالإضافة إلى “المجلس الإسلامي العالمي”، و11 شخصا من أصحاب النشاطات الإرهابية.
المجلس التنسيقي “مساع” :
اعتبره الكثيرون أول تنظيم دولي للسلفية المتشددة، بعدد كبير من المنظمات المنضوية تحته، غير أن التيار السلفي بمصر تبرأ منه على مختلف الأصعدة، وأكد أن المجلس إخواني بامتياز ويخضع من حيث الإدارة والهيكل والتنظيم للجماعة الإرهابية.
والمجلس يدعمه النظام القطري وتنظيم “الحمدين” بشكل معلن، ويتخذ من الدوحة مقرا لأمانته العامة، تم تأسيسه عام 2010، وكانت له، عبر أذرعته التنظيمية المنتشرة في الدول العربية والعالم، رسائله التحريضية التي وفرت غطاء للعمليات الإرهابية، لاسيما داخل الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وكان لهذا المجلس بيانات بمواقف تحريضيه دعت علانية لاستهداف الدولة المصرية عقب ثورة 30 يونيو
ويضم “مساع” في عضويته عددا من المصنفين إرهابيين، مثل القطري عبدالرحمن بن عمير النعيمي، والقطري علي بن عبدالله السويدي، والإماراتي حسن أحمد حسن الدقي الهوتي، والكويتي حاكم عبيسان المطيري.
وتندرج تحت المجلس الإسلامي العالمي 8 كيانات، معظمها تم إدراجه في قوائم إرهاب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، ويتخذ من المنهج المتشدد وعاء فكريا، ولهذا المجلس العديد من البيانات التحريضية التي تروج لنفسها تحت شعار الدفاع عن حقوق الإنسان وتخاطب المنظمات الدولية ببيانات مغلوطة مليئة بالأكاذيب، وتجند الأتباع من المتشددين عبر أنحاء العالم عبر خطابات تكفيرية متطرفة.
ومن بين المؤسسات المنضوية تحت مظلة هذا المجلس.. الاتحاد العالمي للمؤسسات الإنسانية، والاتحاد العالمي للدعاة، والرابطة العالمية للحقوق والحريات، ورابطة التربويين، والهيئة العالمية للسنة، ورابطة علماء المغرب العربي، ومنتدى المفكرين المسلمين الذي يضم بعضويته الإخواني الكويتي عبدالله النفيسي، والاتحاد العالمي للمؤسسات الإعلامية.