دولية

تريث الحريري في الاستقالة .. يضع العالم في مواجهة إرهاب (حزب الله)

جدة ــ البلاد

أثار قرار رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري التريث في تقديم استقالته بناء على طلب الرئيس اللبناني اعتبارات سياسية مختلفة إذ عدته أوساط لبنانية بمنزلة الفرصة الأخيرة أمام التسوية التي تطالب مليشيا حزب الله بالنأي بلبنان عن الصراعات الخارجية.

فيما تكشف تصريحات الحريري، تقدير الاخير للمجهودات التى تبذلها الدول العربية في حفظ امن واستقرار لبنان فثمة اسباب استشفها المراقبون من حديث الحريري الاخير دفعت الرجل الى التريث في تقديم استقالته منها الضغط على الأعداء وكسب مواقف واضحة وصريحة لمصلحة لبنان والقضاء على المليشيات الإرهابية التي تتحكم بالشعب اللبناني وبمصيره، ولم يكن تريث الحريري في استقالته بحسب المراقبين ناتج عن أي ضغوط سياسية، بل هو استجابة للوساطات الدولية بهدف تحييد “حزب الله” عن السيطرة على مفاصل الدولة بأجندة تخدم إيران على حساب مقدرات الشعب اللبناني

وأشاروا إلى أن من بين الاسباب التى دعت الحريري للتريث جمع الصف اللبناني وقطع الطريق على المنظمات الإرهابية لاستغلال الفراغ وإفساد الحياة السياسية في لبنان، لكون التريث يعطي الحريري هامشًا للتواصل مع كافة الأطراف السياسية وفرصة لتحصين الاستقرار في لبنان.

واعتبر المراقبون أن تريث سعد الحريري في استقالته يعني دحرًا للأجندة الإيرانية المهيمنة على المشهد اللبناني العام، هذا بخلاف ان تريث الحريري جاء لتكريس المبدأ الذي التزم به الحريري بسياسة النأي بالنفس.

فيما أكد سياسيون لبنانيون أن تريث الحريري أسقط الأصوات المغرضة التي زعمت أنه مختطف ورهن الإقامة الجبرية ، وهي الإشاعة التي أطلقها أذناب إيران وصدقها المغيبون، كما اعتبروا ان تريث الحريري في الاستقالة جاء لتعزيز الوحدة الوطنية والحفاظ على سلامة وأمن لبنان.

وقال النائب اللبناني السابق مصطفى علوش إن حزب الله يخشى في هذه المرحلة التصعيد من جانب جامعة الدول العربية حال لجوئها إلى مجلس الأمن لفرض إجراءات عقابية على إرهاب الحزب، كما أنه يتخوف من التعامل معه مثلما تم التعامل مع تنظيم داعش الإرهابي.

وتوقع علوش أن “يلجأ حزب الله إلى تقديم تنازلات جدية، بعد لقاء وزراء دفاع التحالف العربي لمحاربة الإرهاب والمنعقد بالرياض”، لافتاً إلى أن “بعض المعلومات تشير إلى أنه بعد القضاء على تنظيم داعش، فالمرحلة المقبلة ستكون للقضاء على الإرهاب الذي ترعاه إيران، وذراعها حزب الله، ما قد يجبر الحزب وقبله إيران على تقديم تنازلات لتجنب توجيه ضربة عسكرية إلى مليشيا الحزب الإرهابي”.

ويري مراقبون أن هناك أسبابًا دبلوماسية معلنة لتراجع الحريري، يتصدرها “دعم الحوار الداخلي بين الفرقاء”، بعد تدخل عربي بهدف إنقاذ لبنان من أزمته السياسية الطاحنة، المرشحة للتطور بصورة درامية تهدّد مستقبل البلد، في ظلّ انقسامات طائفية كبيرة.

وقال المراقبون ان التريث في استقالة سعد الحريري أسقط الحملة الدعائية المغرضة ضد المملكة التي ثبت أنها حريصة على لبنان وشعبه، كما أنه جاء في إطار حرصه على عمل مؤسسات الدولة وعدم ترك لبنان وحيدًا مختطفًا من حزب طائفي،

وأضافوا: تريث سعد الحريري في الاستقالة يعطي الفرصة لمناقشة النقاط الخلافية من خلال وضع حزب الله عراقيل أمام الحكومة وأخذ التعليمات من النظام الإيراني بهدف تحويل لبنان لبؤرة إرهابية طائفية، وأخيرًا تريث الحريري في استقالته هي رسالة لحزب الله بأن الحكومة لن تسمح بالتدخلات وترفض عسكرة لبنان.

من زاوية أخرى، فإنَّ تريث الحريري في الاستقالة ينقذ الرئيس ميشيل عون من موقف صعب، ولم ينكر الحريري (في قصر بعبدا) أن موقفه جاء تجاوبًا مع طلب “عون” وقال: “عرضت اليوم استقالتي على الرئيس عون، وتمنى عليّ التريث في تقديمها والاحتفاظ بها؛ للتشاور في أسبابها”.

غير أنَّ إعلان الحريري تجاوبه مع مطلب عون له ملابسات أخرى، من بينها “التزام جميع الأطراف في الداخل اللبناني بالبُعْد عن التدخلات فيما يحدث بالمنطقة”، متمنيًا أن “يشكل التراجع عن الاستقالة مدخلًا جديًا لحوار مسؤول يجدّد التمسك باتفاق الطائف ومنطلقات الوفاق الوطني”.

ويراهن الحريري على أنّ “يعالج المسائل الخلافية وانعكاساتها على علاقات لبنان مع الأشقاء العرب، وأن تكون هناك شراكة حقيقية مع كل القوى السياسية في تقديم مصلحة لبنان العليا على أي مصلحة أخرى”.

ومن شأن تريث الحريري في استقالته لجم ممارسات “حزب الله” الذي كان محورًا أساسيًا في خطاب الاستقالة الذي أعلنه رئيس الوزراء اللبناني ، بعدما أصبحت “المرحلة تشبه إلى حد بعيد مرحلة اغتيال الرئيس رفيق الحريري” على حدّ وصفه في خطاب الاستقالة السابق.

وشدَّد الحريري في وقتٍ سابق على أن “أيدي إيران في المنطقة ستقطع.. أينما حلّت إيران، يحل الخراب والفتن.. إيران لديها رغبة جامحة في تدمير العالم العربي.. حزب الله يسعى لخطف لبنان، وسلاحه موجه إلى صدور اللبنانيين والعرب”.

وبحسب الخبراء فان تريث الحريري في الاستقالة يعني التوصل مبدئيًا إلى تسوية جديدة تفرض على كل الأطراف، لاسيما حزب الله، التراجع عن مخططاته التي تستهدف جرّ لبنان إلى آتون معركة كبرى، وأصبح سلاح حزب الله محلّ حوار داخلي من أجل مصلحة لبنان العليا، والحفاظ على جوارها الإقليمي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *