دولية

عقب سبت عاصف بين إيران وإسرائيل.. هدوء حذر في سوريا .. واشنطن تندد بأنشطة طهران الإرهابية

عواصم ــ وكالات

ساد نوع من الهدوء الحذر المنطقة الحدودية بين سوريا وإسرائيل، عقب يوم عاصف، فجرت أحداثه ألاعيب إيرانية غرضها إشعال الأجواء.

وفجرت طهران واحدة من أخطر المواجهات التي وقعت حتى الآن بين إسرائيل والمليشيات التابعة لإيران عبر الحدود، بعدما اخترقت أجواء إسرائيل بطائرة دون طيار، حسب الإعلان الإسرائيلي.

وأسقط صاروخ مضاد للطائرات طائرة حربية إسرائيلية أثناء عودتها من غارة على مواقع ميلشيات تدعمها إيران في سوريا، السبت، ردا على اختراق أجوائها.

وقال مسؤول إسرائيلي لوكالة أنباء رويترز إن المقاتلة وهي من طراز إف-16 أصيبت بصاروخ سوري مضاد للطائرات، السبت، وتحطمت في شمال إسرائيل.

وأضاف أن الطائرة -كانت ضمن 8 طائرات إسرائيلية على الأقل- أرسلت ردا على ما وصفته إسرائيل بتوغل طائرة إيرانية دون طيار في مجالها الجوي في وقت سابق من اليوم نفسه. وردا على ذلك شنّت إسرائيل غارة جوية ثانية أكثر عنفا أصابت 12 هدفا إيرانيا وسوريّا داخل سوريا منها أنظمة دفاع جوي سورية.

ولم تغب مليشيات حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران عن المشهد، وأطلقت تصريحاتها التي رأت خلالها أن إسقاط الطائرة يمثل “بداية مرحلة استراتيجية جديدة” ستحد من قدرة إسرائيل على دخول المجال الجوي السوري.

وأثار التدخل الإيراني في سوريا قلق إسرائيل التي قالت إنها ستتصدى لأي تهديد.

وتوجه إيران كامل دعمها لرئيس النظام السوري بشار الأسد في الحرب المستمرة منذ نحو 7 سنوات، بما في ذلك نشر قوات تدعمها طهران قرب هضبة الجولان.

لكن إسرائيل وسوريا أشارتا إلى أنهما لا تسعيان للتصعيد رغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سارع بالتوجه إلى مقر قيادة الجيش في تل أبيب للتشاور، بينما تعهد التحالف الموالي للأسد برد قوي على أي عمل إسرائيلي.

وبث التلفزيون بيانا لنتنياهو قال فيه: “إسرائيل تسعى للسلام، ولكننا سنواصل الدفاع عن أنفسنا بشكل ثابت في مواجهة أي هجوم علينا أو أي محاولة من إيران لترسيخ نفسها ضدنا في سوريا”. وقال نتنياهو إنه تحدث هاتفيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وإنهما اتفقا على تواصل التنسيق العسكري الإسرائيلي الروسي فيما يتعلق بسوريا.

وقالت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء إن بوتين أبلغ نتنياهو عبر الهاتف بضرورة تجنب أي خطوات تؤدي إلى مواجهة جديدة في المنطقة. وعبرت روسيا، التي بدأت قواتها تدخلا لصالح الأسد في عام 2015، عن قلقها، وحثت الجانبين على التحلي بضبط النفس وتجنب التصعيد.

ونقلت وكالة أنباء رويترز قول دبلوماسي غربي في المنطقة، لم تذكر اسمه: “انطباعي هو أنه سيتم احتواء الأمر عند هذه النقطة، ولا أعتقد أن أحدا يرغب في التصعيد”.

بدورها دخلت الولايات المتحدة أيضا على خط المواجهة الإسرائيلية-الإيرانية على الساحة السورية، فقد قال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” إن بلاده تؤيد تماما حق تل أبيب في الدفاع عن نفسها ضد التهديدات.

وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة “قلقة للغاية” إزاء “تصاعد العنف على حدود إسرائيل”.

وجاء صوت الأمم المتحدة من خلال أمينها العام، أنطونيو جوتيريس، إذ تابع عن كثب التصعيد العسكري “المثير للقلق” في سوريا، ودعا كل الأطراف إلى ضبط النفس والعمل على الوقف الفوري وغير المشروط لأعمال العنف.

ونقل التلفزيون الإيراني عن المتحدث باسم وزارة الخارجية، بهرام قاسمي، قوله: “التقارير التي تتحدث عن طائرة إيرانية بلا طيار تحلق فوق إسرائيل وأيضا عن ضلوع إيران في هجوم على مقاتلة إسرائيلية سخيفة جدا”.

لكن السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، قال في رسالة إلى مجلس الأمن إن ما حدث، يثبت صحة التحذيرات الإسرائيلية من “أعمال إيران الخطرة، والتي تقوض الوضع في منطقتنا”. وقال وزير الاستخبارات الإسرائيلي إن بلاده، بضربها مواقع إيرانية رئيسية في سوريا، أرسلت رسالة واضحة إلى إيران بأنها لن تتسامح مع أي وجود عسكري إيراني بالقرب من حدودها.

وأضاف يسرائيل كاتز، أن إيران سوف تستغرق وقتا حتى “تدرك وتفهم وتسأل عن الكيفية التي عرفت بها إسرائيل تلك المواقع وضربتها”.

وشنت إسرائيل هجوما واسع النطاق داخل سوريا، بعدما أسقطت طائرة إيرانية دون طيار تسللت إلى مجالها الجوي.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه قصف 4 مواقع إيرانية و8 مواقع سورية، ما تسبب في أضرار كبيرة، من ضمنها مركز القيادة والسيطرة الرئيسي للجيش السوري.

وكانت إسرائيل أصدرت مؤخرا عدة تحذيرات صارمة بشأن تزايد دور إيران على طول حدودها مع سوريا ولبنان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *