الأرشيف الرياضة

عضو إدارة الاتحاد الدكتور حاتم الغامدي لـ( البلاد ): علم النفس سيقود الاتحاد لتحقيق البطولات

حوار – ماهر الصحفي
اصبح علم النفس يلعب دورا هاما في تطوير اداء وقدرات لاعبي كرة القدم في الاندية الرياضية التي سارعت باستقطاب المختصين في هذا الجانب فقد استعان الاتحاد بالدكتور حاتم سعيد الغامدي اخصائي علم النفس الاكلينيكي والممارس المتقدم للعلاج بالتنويم الإيحائي و البرمجة اللغوية العصبية والممارس متقدم في العلاج بخطط الزمن و تقنيات التكامل العصبي الباطن وتقنيات علم تحليل الشخصية وهو حاصل على الدكتوراه من جامعة كولومبوس بأمريكا وطالب دكتوراه لمرة ثانية بجامعة طيبة في تخصص الإرشاد النفسي ويشغل الان منصب مساعد رئيس نادي الاتحاد للشؤون الثقافية والاجتماعية .. الدكتور حاتم تحدث للبلاد في ثنايا هذا الحوار عن عدة امور في نادي الاتحاد ..
• بعد ان عرفنا مؤهلاتك فماهي طبيعة عملك في نادي الاتحاد ؟
•• لقد حضرت للاتحاد للقيام بدور معين وهدف خاص مستخدما كل التقنيات والخبرات العلمية التي حصلت عليها لتطوير القدرات العقلية مع التوافق التقني لدى اللاعبين وتحقيق رفع الثقة بالنفس واعدادهم بصورة ذهنية ايجابية وتدريبية عقليه لما قبل المباريات بشكل ايجابي يزيل كل التوترات من المباريات حتى يتعامل اللاعب باحترافية عالية ،ويكون لديه ثقافة نفسية حتى يستطيع معرفة ما اذا كان يعاني من توتر نفسي او لا ، وحتى نرفع درجة الدافعية للانجاز عبر تقنيات خاصة وعبر برامج تستهدف لاعبي الشباب والناشئين والاولمبي الى جانب لاعبي الالعاب المختلفة بكامل فئاتها.
• وهل يحتاج الاعداد النفسي الى فترة طويلة ام العكس ؟
•• يجب ان يكون الاعداد النفسي عبر تطبيق برنامج طويل المدى وليس مجرد كلام عابر يقدم في مباراة او مباراتين حيث ان الاعداد الفعال لابد ان يكون على المدى البعيد ولذا كان قرار الادارة بتكليفي بالاشراف العام على الشؤون الثقافية والاجتماعية والتي لا تستهدف اللاعبين بشكل مباشر ولكنها من ضمن انشطة النادي لزيادة الجرعات الثقافية بشكل عام ولأننا اولا واخيرا نعتبر الاخلاق تحتل مكانة هامة متوازية مع العمل الرياضي .
• هل انت اخصائي نفسي تعالج مشلات اللاعبين؟
•• وجودي في النادي ليس لعلاج المشكلات النفسية ولكن للتطوير وتحسين الاداء والانتاج . فهناك قاعدة تقول ان مجموعات تراكمات الفشل تؤدي للنجاح فمن يحتاج الاعداد ليس المريض فقد حضرت لوضع حسن اريد ان احدث الاحسن حتى نستطيع صناعة اللاعب المحترف بكافة المقاييس النفسية والاخلاقية الى جانب الاعداد البدني.
• وكيف وجدت تجاوب اللاعبين ؟
•• تجاوب ممتاز منذ الوهلة الاولى لقد وجدتهم متعطشين لهذه البرامج واخص بالذكر لاعبي الالعاب المختلفة .
• وهل هناك تعاون مع قناة العميد ؟
•• لدينا فكرة مستوحاة من الامير خالد بن فهد وهي فكرة برنامج {في ذاكرة العميد} وسيعرض في قناة ART العميد فهناك الكثير من الاتحاديين ظروفهم الاجتماعية ممتازة وتركوا النادي وما زالوا في ذاكرة العميد وسيقوم البرنامج بزيارتهم في بيوتهم واستعادة ذكرياتهم السابقة وإنجازاتهم التاريخية الخالدة ومتى ابكاهم الاتحاد ومتى اسعدهم وسنقدم لهم الدعوة لتكريمهم وتقديم بطاقات الإنتماء لهذه الفئة التي تحتاج دعما معنويا وهذا مما سنطبقه في الجانب الاجتماعي ليشعر كل اتحادي ان العميد لن ينساه. ومن ضمن الأفكار تنويع البرامج الثقافية وتطعيمها بالبرامج التلفزيونيه في قناة العميد مثل – العميد في اسبوع – الخيمة الرمضانية – جودة الحياة {وهو من اعدادي وتقديمي} وكما شاهدتم فقد قمنا بجمع اعضاء الشرف والصحفيين لتحقيق الود والتآلف وتحقيق معنى الاتحاد فعلياً في شهر رمضان.
• ماهو تأثير الإعداد النفسي ؟
•• ستلاحظ نتائجه من خلال تحقيق البطولات فقد أصبح فكر الاعداد البدني بمعزل عن النفس فكرة مشوهة وغير صحيحة ففي الالعاب الاولمبية عند اللاعبين الرباعين الذين يحملون الاثقال يعمل معهم المعد النفسي بصوره ذهنيه مركزة لرفع أثقال لم يستطع اللاعب الرباع رفعها من قبل وعندما يأتي للواقع يتقبل عقله حمل الثقل الجديد فيستطيع ذلك , وكذلك في كرة القدم يستطيع اللاعب اكتساب بعض المهارات بعد التدريب النفسي عندما لا يتقن اللاعب المهارة بسرعة فتساعده طريقة الاعداد النفسي على اتقانها عقلياً وعندما يطبقها في الواقع يطبقها أسرع , وبالنسبه للألعاب الجماعيه تلاحظ مدى تجانس الفريق الواحد واحساسهم بالمسؤولية ونبذ الأنانيه بعد ان يتم اعدادهم نفسياً بل ان ذلك يساعدهم في تطبيق الاحتراف وكيفية تعامل اللاعب مع الشهره فنقوم بتعليمه ذلك لأن الشهره سلاح ذو حدين فهناك الكثير من اللاعبين يعانون من داء الشهرة وبمجرد اختفاء الأضواء عن اللاعب يدخل في مصاعب ومتاعب نفسية عميقه أمثال الفيس برسلي مغني البوب والممثلة الأمريكية مارلين مرلو اللذين ماتا بالانتحار بسبب ابتعاد الشهرة عنهما ولم يتعاملا معها بشكل منظم منذ البداية في حين لاعب موهوب مثل بيليه لم تزده الشهرة سوى إصرار على التحدي حتى وصل لأعلى المناصب فاصبح وزيرا للرياضه في البرازيل ولذلك نحرص على كيفية أحداث اتزان لدى نفسية اللاعب، كما ان وجود اخصائي نفسي لكل لعبه هو مطلب أساسي لكل الاندية.
• هناك لاعبون يمتلكون الموهبة بشهادة النقاد ولكنهم لم يستطيعوا التسجيل في المباريات الهامة فلماذا ؟
•• نعم تجد ذلك اللاعب يقدم اداء عالياً في التدريبات و بمجرد الدخول الى جو المباراة تختفي قدراته والسبب لعدم شعوره بالثقة المطلوبة والخوف من الجمهور والخوف من الفشل وردة الفعل فيما لو فشل وهناك لاعبو تجد اداءهم عالياً مع انديتهم وبمجرد انتقالهم للمنتخب ينخفض مستواهم نتيجة الاحساس بالمسؤولية وعدم تحكمه بالضغط وخوفه من الفشل لان كل الدراسات تثبت انه 80% من المخاوف سببها خوف من الفشل او خوف من الرفض فالخوف هو المدمر القاتل الصامت لكل القدرات. وفي المدارس مثلا تجد هناك طالباً حفظ دروسه جيدا ولكنه بسبب الخوف وعدم الثقة بالنفس لا يستطيع الاجابة في الامتحانات ولذلك يفشل وعلى العكس هناك طالب متواضع لا يذاكر دروسه سوى ليلة الاختبار ولكن لديه ثقة عالية بنفسه فيحقق النجاح ،اذن فالمهم كيف نفهم شخصية اللاعب وماهو الدور الذي يحققه الأخصائي لتحفيز أعلى القدرات وكيف يتعلم اللاعب قيادة ذاته بشكل أفضل .. إن برنامجنا ليس علاجا نفسيا بل هو برنامج تطوير قدرات وتنميتها وتحفيزها لاستغلال الطاقات الكامنه.
• هناك لاعبون ينتهون بسرعة من الملاعب فلماذا ؟
•• اللاعبون الذين ينتهون بسرعة كان عندهم حافز معين وهو جمع المال وبمجرد ماحققوا ذلك الهدف وحصلوا على الاموال انتهى دورهم وانتهت الدافعية لديهم وعلى العكس من ذلك لاحظ اللاعبين القدامى مثل الأسطورة – احمد جميل وعبدالله غراب وحمزة ادريس والنعيمة والمصيبيح كان دافعهم الأساسي حب اللعبة ولذلك لم تنته رسالتهم وحتى بعد اعتزالهم مازالوا يقدمون رسالتهم بالدور المطلوب.
• لماذا يفشل المدرب الوطني لدينا ؟
•• المدرب الوطني كفاءة عالية ولكن عندنا عقدة الخواجة فلم يجد المدربون الوطنيون الدعم والتدريب اللازمين لصناعة المدرب الجيد ولم يأخذوا الفرصة الكافية ولكني اشاهد الان احتكاكاً للمدربين الوطنين بالمدربين العالمين الذين يحضرون للتدريب في ملاعبنا وهناك كفاءات وطنية مثل عادل الثقفي وحسن خليفة وحمزة إدريس لو أعطيت لهم الفرصة والتدريب المناسب لحققوا نتائج باهرة .
• لماذا ننجح في صناعة الاطباء والمهندسين ونفشل في صناعة المدربين ؟
التدريب الكروي وظيفة فنية بحتة فنحن ننجح بشكل واضح في الناحية الإدارية والنظرية ولكن الناحية الفنية نحتاج الى إعداد خاص وإعداد تطبيقي أكثر من تنظيري وحتى ماتوفرت هذه المتطلبات كان عندنا مدرب وكما قلت لا زالت لدينا عقدة الخواجه.
• لماذا فشل الحكم السعودي ؟؟
•• لم يفشل بل سأطرح عليك سؤالا فهل نجح كل الحكام الأجانب ؟ وبصراحة الحكام السعوديون يحتاجون الى إعداد نفسي لان الحكم يتعامل مع 22 لاعباً لتسييرهم بنظام دقيق جدا وامام جمع غفير وتحت متابعة اعلامية وفضائية دقيقة ويجب ان يكون لديه القدرة على التعامل مع درجات الانفعال وكيفية عزل مشاعره وقت المباراة وان يفكر التفكير المنطقي في سير المباراة لأن كثير من الحكام لديهم ميول يجب ان يسيطروا عليها وهذه هي المعادلة الصعبة ولذلك نتحامل عليهم رغم أنهم كفاءات جيدة ، كما ان التدريب الذي حصلوا عليه تدريب عالمي ولذلك ينجح الحكم السعودي خارجياً و يحصل على اشادات عالمية وهم أهل لذلك وحتى الحكام العرب الغندور – وبوجسيم – حققا نجاحات كبيرة .
• ماذا تقول عن التصريحات غير اللائقة التي تصدر من بعض المسؤولين في الاندية؟
•• للاسف نعاني من مشكلة التعصب وفي كرة القدم يجب ان تعرف كيف تحترم ثقافة الفوز وتُقبل بالهزيمة ويجب ان ننظَُر للأساس الذي قامت عليه الأنديه الرياضيه وهـــــو احترام المنافسه الشريفه ونبذ التعصب وأعتقد أن الإعلام له دور كبير في نشر التعصب بين الاندية .
• هل تود أن تقول شيئاً في نهاية الحوار؟
•• أشكرك وأشكر جريدة البلاد على الجهود الواضحة لتغطية الاحداث الرياضية بشكل مميز ومتزن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *