متابعات

عدد طلابها تجاوز 180 ألفاً وصنفت الأولى عربياً .. جامعة الملك عبد العزيز أضحت صرحاً علمياً متطوراً

مركز المعلومات – عبدالله صقر

إذا كان النجاح هو القمة .. فإن أسبابه هي الطرق المختصرة الصاعدة إليه ..
وكما قيل في الأمثال: لكل مجتهد نصيب
ولا شك أـن لكل نجاح ثمنا .. وإذا نظرنا إلى ” النهضة ” التي تحققت لبلادنا في كافة المجالات
وخاصة مجال التعليم، والذي كان له نصيب الأسد في ذلك ..

ولا شك أن تلك القفزات من حيث الكم والكيف في الجامعات والمدارس ما كانت لتحدث، لولا فضل الله، سبحانه وتعالى، أولا ثم التوجيهات السديدة والدعم السخي المتواصل الذي يحظى به قطاع التعليم من قادة هذه البلاد المباركة .. من هذه المرافق التعليمية والتي يشار اليها بالبنان، جامعة المؤسس ..الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه.

لقد أصبحت جامعة الملك عبدالعزيز من الجامعات الرائدة في المنطقة .. كما أضحت مرجعية علمية عالية بعد استكمالها متطلبات الاعتماد الأكاديمي والمعايير العالمية في العديد من التخصصات والأقسام العلمية. وهي مع شقيقاتها في الجامعات السعودية الأخرى يتسابقن في تحقيق رؤية المملكة 2030.

من أجل تطوير التعليم في المملكة وتحقيق الهدف لكي تصبح خمس جامعات سعودية على الأقل من بين أفضل 200 جامعة دولية.

تعتبر جامعة الملك عبدالعزيز أكبر جامعة حكومية في المملكة .. وثاني أقدم جامعة حكومية فيها..

تأسست الجامعة في العام 1387 ه ؛ بصفتها جامعة أهلية هدفها نشر التعليم العالي في المنطقة الغربية من المملكة ..
وبتوفيق من الله، ثم بجهود المخلصين من أبناء هذا الوطن تحول الحلم إلى حقيقة وخرجت الفكرة الى حيز الوجود حيث حظي أعضاء اللجنة التحضيرية بمقابلة الملك فيصل، والذي أبدى- يرحمه الله – كل التأييد والدعم لفكرة المشروع.

واليوم تفخر الجامعة باحتوائها على 24 كلية، ويعمل بها حوالي أربعة آلاف عضو هيئة تدريس، وخمسة آلاف إداري، وعدد طلابها يفوق الـ (180) ألف طالب وطالبة ما بين منتظم، ومنتسب.

الفكرة والتأسيس
في عام 1384هـ طرحت فكرة إنشاء جامعة أهلية بمدينة جدة، وكان صاحب الفكرة محمد علي حافظ وفي نفس السنة تم تكوين لجنة تحضيرية لاجتماع الهيئة التأسيسية بعضوية أحمد شطا وأحمد صلاح الدين وعبد الله الدباغ و محمد أبو بكر باخشب ووهيب بن زقر و محمد علي حافظ وفي نفس السنة جاءت موافقة الملك فيصل بن عبد العزيز عندما كان وليا للعهد أنذاك على رئاسة الهيئة التأسيسية للمشروع وانتخاب 25عضوا للهيئة التأسيسية للمشروع وفي عام 1385هـ تم تشكيل اللجنة التنفيذية للجامعة وفي عام 1386هـ كان إقرار أول سنة إعدادية لمختلف كليات الجامعة وفي عام 1387هـ تم إقرار بداية الدراسة في الجامعة وتأسيس كلية الاقتصاد والإدارة كأول كلية في الجامعة بالإضافة إلى افتتاح قسم الطالبات في جدة. ثم تبنت الحكومة هذه الجامعة الناشئة فكان لمَ وفرته لها أثر واضح في تحولها إلى جامعة عصرية

بعد أن صدر قرار مجلس الوزراء الموقر في عام ( 1391هـ ) بضم الجامعة إلى الدولة , وتحولت بذلك من جامعة أهلية إلى حكومية , صدر في الوقت نفسه قرار آخر بضم كليتي التربية والشريعة والدراسات العليا , واللتين كانتا قائمتين منذ عام ( 1369هـ – 1949م ) في مكة المكرمة إلى جامعة الملك عبد العزيز , ثم انفصلتا بعد ذلك لتضما إلى جامعة أم القرى بعد إنشائها .

ولقد كان لتبني حكومة المملكة لهذه الجامعة الناشئة وما وفرته لها من دعم كبير , أثر واضح في تحولها إلى جامعة عصرية يبلغ عدد طلابها في الوقت الراهن ( 180212 ) طالبا وطالبة , وتحتل مكانة متميزة بين مؤسسات التعليم العالي في المملكة .

تضم جامعة الملك عبد العزيز حرمين جامعيين منفصلين , طبقاً لما تقتضي به التعاليم الإسلامية , أحدهما للطلاب والآخر للطالبات , وكل منهما مزود بكافة المرافق الدراسية والثقافية والرياضية والترفيهية , ومكتبة كبيرة مجهزة بأحدث التقنيات المكتبية لخدمة الطلاب والطالبات وأعضاء هيئة التدريس ، وفي غضون أربعة عقود , وهي كل عمر الجامعة , أصبحت جامعة الملك العزيز من أبرز مؤسسات التعليم العالي على المستوى المحلي والإقليمي , حيث تقدم برامج تعليمية لإعداد الخريجين لممارسة المهن المختلفة تتماشى مع المتطلبات التعليمية المتجددة للمجتمع .

ضمت جامعة الملك عبد العزيز بعد إنشائها فروع لجامعات أخرى هي جامعة طيبة بالمدينة المنورة ، والتي انفصلت عنها عام ( 1424هـ ) وأصبحت جامعة مستقلة . وكذلك فرع جامعة تبوك وفرع جامعة جازان واللتين انفصلتا حالياً وصارتا جامعتين مستقلتين . وكذلك فرع جامعة الحدود الشمالية , كما تضم الجامعة فرعين لكليتي عرعر ورفحا .

قد شهدت الجامعة منذ إنشائها تطوراً ونمواً مضطرداً , كماً وكيفاً , حتى أصبحت من أبرز جامعات المملكة من حيث عدد الطلاب والطالبات , وتشعب وتعدد التخصصات النظرية والعلمية وتكاملها , وانفرادها ببعض الكليات والتخصصات عن بقية جامعات المملكة مثل : علوم البحار ، والأرصاد , وعلوم الأرض , والهندسة النووية , والطيران والتعدين , والهندسة الطبية .

تعد جامعة الملك عبد العزيز رائدة في تعليم الفتاة السعودية تعليماً عالياً فقد تم افتتاح قسم الطالبات في نفس العام الذي افتتح فيه قسم الطلاب لم تقتصر الجامعة على منهج الدراسة بالانتظام بل أنشأت الدراسة عن طريق الانتساب، تيسيراً على أبناء الوطن , كما أنها لم تتوقف على الدراسة بالطرق التقليدية فقط , بل أنشأت عمادة التعليم عن بعد , لكي تواكب التطورات العلمية والتقنية والحضارية , وتسهيلاً على الراغبين من الطلاب والطالبات مواصلة مسيرتهم الدراسية في مجال التعليم العالي والسير قدماً نحو غد أفضل .

يرأس معالي وزير التعليم العالي مجلس الجامعة والذي يضم في عضويته مدير الجامعة , ووكلاء الجامعة , وعمداء الكليات والعمادات المستقلة .

إنجازات ومكرمة ملكية
تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ وخلال رعايته احتفال جامعة الملك عبدالعزيز بمناسبة مرور خمسين عاماً على تأسيسها وذلك بمقر الجامعة في جدة في 26/5/2017 تفضل ـ بتدشين المرحلة الثالثة من مشاريع توسعة الجامعة بتكلفة إجمالية بلغت خمسة مليارات ونصف المليار ريال، وشملت المدينة الجامعية للطلاب ومباني مرحلة السنة التحضيرية للطلاب والطالبات والقرية الرياضية وسكن أعضاء هيئة التدريس ومباني أكاديمية في فرع الجامعة برابغ.

كما وضع – رعاه الله – حجر الأساس لعدد من المشاريع الجامعية داخل الجامعة وفروعها بتكلفة تقدر بأكثر من ستة مليارات ريال وشملت إنشاء مشروع منارات المعرفة لتحقيق الأهداف والرؤى العلمية والمعرفية للجامعة ، بالإضافة إلى بناء فندق مجهز ومركز للتسوق ومسجد جامع ومركز للمؤتمرات .

كما شملت المشاريع ، مشروع تطوير المدينة الجامعية للطالبات ومشروع مستشفى رابغ وتأسيس المباني الأكاديمية الدائمة في فرع الجامعة برابغ بمختلف الكليات.

وفي عهد الملك سلمان، حفظه الله، حافظت جامعة الملك عبدالعزيز على مركزها الأول عربياً لعام 2018م في تصنيف مؤسسة التايمز للتعليم العالي السنوي للجامعات، مكررة صدارة التصنيف على مستوى الجامعات العربية عقب حصولها المركز الأول في العام الماضي 2017م.

وتوجت المؤسسة البريطانية جامعة “المؤسس” في تصنيفها، خلال إعلان نتائج تصنيف التايمز للجمعات العربية 2018 من قبل مدير التصنيفات الدولية بمؤسسة التايمز للتعليم العالي الدكتور فيل باتي، على هامش أعمال المؤتمر الدولي لجامعات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي تستضيفه الجامعة برعاية سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.

وأكد معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبيد اليوبي، أن حصول الجامعة على المركز الأول في تصنيف التايمز للتعليم العالي للعام الثاني على التوالي هو دلالة على محافظة الجامعة لـمكتسباتها الأكاديمية والبحثية، حيث تسعى الجامعة دوماً لزيادة كفاءة الأداء الأكاديمي والبحث العلمي وجودة المخرجات، لافتاً إلى أن حصول الجامعة على المركز الأول في تصنيف التايمز ليس غاية أنما وسيلة للتطوير ومطابقة المعايير العالمية في العملية التعليمية وليست هدفا بحد ذاتها.

كما نوّه مدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالرحمن بن عبيد اليوبي، باللفتة الأبوية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- والمتمثلة في موافقته -أيده الله- بناءً على ما رفعه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بصرف مكافأة مالية بمبلغ “ألفي دولار” لجميع الطلاب والطالبات المبتعثين في جميع دول العالم، وكذلك الدارسين على حسابهم في الجامعات المعترف بها؛ دعماً لمسيرتهم التعليمية، إضافة إلى إلحاق الطلاب والطالبات الدارسين حالياً على حسابهم الخاص في جميع دول العالم، بالبعثة التعليمية ضِمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، ممن أكملوا الشروط اللازمة.

وأكد “اليوبي” أن هذه المَكرُمة ترسّخ اهتمام القيادة الرشيدة بقطاع التعليم وما يحظى به من دعم سخي واستثنائي لارتباطه بحضارة وتقدم الشعوب، كما حظي برنامج الابتعاث وهو المشروع الريادي والمتفرد على مستوى المنطقة بدعم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده -حفظهما الله- وتذليل كل الصعوبات، وتوفير كافة وسائل الدعم سعياً لإنجاح البرنامج، وإتمام المبتعث مرحلة ابتعاثه وتعليمه.

وأشار إلى أن المَكرُمة الملكية التي تحفّز جميع المبتعثين على إكمال مسيرتهم التعليمية؛ تأتي في سياق اهتمام الملك سلمان -حفظه الله- بالعلم وطلابه الذي هو محل اهتمامه وحرصه الشخصي؛ إيماناً منه بأنه الأساس للتطور والرقي والسبيل إلى الوصول لمصافّ الدول المتقدمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *