متابعات

المرور: لم نقف أمام أي تحد إلا وتجاوزناه.. المرأة السعودية تستعد لخوض تجربة العمل الميداني

جدة -عبدالهادي المالكي
تصوير محمد الحربي
المدينة المنورة -جازي الشريف

بدأت إدارات المرور في جميع مناطق المملكة استعداداتها لإنفاذ الامر السامي الكريم بالسماح للمرأة بقيادة السيارة اعتبارا من 10 /10 /1439هـ، وفي ظل هذا القرار أكد مدير الإدارة العامة للمرور اللواء محمد بن عبدالله البسامي في لقاء سابق على تهيئة جميع المتطلبات المتعلقة بقيادة المرأة للمركبات ، وتدشين عدة مدارس نموذجية لتعليم القيادة، وتهيئة عدد من المواقع لاستبدال الرخص الأجنبية برخص قيادة سعودية. كما تطرق إلى آخر الإحصاءات عن الحوادث المرورية ، وغير ذلك من إجراءات مرتقبة متعلقة بالأنظمة المرورية في المرحلة القادمة.

(البلاد) قامت باستطلاع آراء بعض شخصيات المجتمع والمواطنين من كلا الجنسين حول هذا التوجه التاريخي في المملكة:

في البداية، قال رجل الأعمال وعضو الغرفة التجارية بجدة فهد سبيان السلمي:” نثمن هذا القرار والذي يدل دلالة واضحة على أن المرأة قادرة على القيام بمهامها وتحدي الصعوبات فقد أثبتت ذلك في السابق، وفي كل مجال عمل فيه ووكلت به وأتقنت فيه، فقد بدأ اول عمل للمرأة السعودية في التعليم وخرجت لنا أجيالا من الفتيات منهن الطبيبة والممرضة والمعلمة ثم تدرجت وشاركت الرجل في الصحة فأصبحت طبيبة وممرضة تسهر على راحة المريض ومع كل فترة نجدها تقتحم مجالا معينا، وتثبت جدارتها فيه وسوف نرى تلك الجدارة والاستطاعة في إثبات قدرتها على العمل في أي مجال في 10/10 والذي يعتبر هذا اليوم تاريخيا، حيث تخوض فيه غمار القيادة على الطريق بعد أن أثبتت قيادتها في منزلها.

وأبدى رجل الأعمال علي العبداللطيف انطباعه على قرار السماح للمرأة بمشاركة رجل المرور في الميدان بقوله: إن هذا القرار جيد فمن الضروري بعد السماح بقيادة المرأة للسيارة ان يكون هناك عناصر نسائية يعملن بالمرور، وذلك من أجل مباشرة الحوادث النسائية، وكذلك أتمنى أن يشتمل هذا القرار على شركة نجم.

وقال كل من المهندس سعود الصيعري خبير العمليات الإستراتيجية بوكالة جامعة الملك عبدالعزيز للمشاريع للمشاريع والأستاذ عصام شعبان مدير إدارة الجودة والمتابعة: إن هذا القرار جاء من اجل التسهيل والتيسير على النساء خلال تطبيق قرار القيادة مما يتيح لها ان تتعامل مع امرأة من جنسها، ونحن واثقون أن النساء قادرات على هذه المهمة، وكما نشاهد الآن في هذا المنتديات ، كيف أن الفتيات المنظمات منتشرات في جميع أرجائه؛ من أجل تنظيم آلاف الزوار له، وهذا دليل على انها تستطيع أن تنزل الميدان لتباشر وتنظم وتخدم قائدات السيارات كما رأينا إثباتها لجديتها واجتهادها في الأعمال التجارية بعد ان تم تطبيق نظام السعودة والتأنيث لها ؛ حتى استطعن أن يدرن كبرى المحلات التجارية، بل وصلن إلى القيادات العليا في مجلس الشورى وقيادة الجامعات والكليات .المرأة السعودية متى ما أعطت الثقة فهي أهل لها .

الدكتور بهجت جنيد مدير التعليم سابقا بالمدينة المنورة اطلعت علي حديث مدير إداره المرور الواء البسام ، وهو يأتي توضيحا ومكملا للقرارات السابقة عن المرأة في هذ المجال ، ولكن الذي لفت انتباهي هو أن المرأة أصبح لها دور في العمل الميداني، مثل رصد المخالفات المرورية من ربط حزام واستعمال الجوال أثناء القيادة، وبالتأكيد فإن المشاركة المطلقة للمرأة في أعمال المرور تأتي متناغمة بعد ان سمح لها بالقيادة من بداية شهر شوال، وهذا الحديث يوضح الدور الذي اصبحت تقوم به المرأة في مختلف المجالات بالمجتمع.
الدكتور عيسي القايدي ، جامعة طيبة: لقد وضح مدير إدارة المرور اللواء محمد البسام في حديثه الصحفي العديد من الأنظمة فيما يتعلق بالمرور والمخالفات، عمل العنصر النسائي في المرور من الميدان إلى المكتب، اصبحت مكلفة بعمل الميداني في تسجل مخالفات، كما أوضح اللواء ، مخالفة عدم ربط حزام، واستعمال الجوال أثناء القيادة، وبالمعني الواضح أصبحن يمارسن عملهن كأي فرد من منسوبي المرور.. شيء طبيعي ومنطقي أن يكون لها هذا الدور، بعد ان سمح للمرأة العمل في أغلب المهن والقطاعات المختلفة، بعد أن أصبحت هي جزء منه.
وقال الأستاذ تركي الفريدي: حديث اللواء البسام جاء شاملا عن كثير من دور والتنظيمات والمخالفات، وكذلك وضح مشاركة المرأة في ذلك . وأصبح في امكانها ليس قيادة السيارة فقط ، بل والعمل في المرور ميدانيا ومكتبيا. نحن ننطلق الآن من على قاعدة سليمة وصحيحة و قرارات مدروسة بدقة، وتم تفعيلها حسب الأنظمة، وقد لفت نظري في تصريحه عن توعيه أفراد المرور وهذا شيء إيجابي جدا ومهم. إن هذه النقله النوعية فيما يهم المجتمع شيء، سيجد حتى قيادة المرأة لسيارة الأجرة قرار جيد، يعمدني بمكان أي ست بيت تطلب سيارة أجرة تقودها امرأة، وبدون شك للمرور وأنظمته دور كبير في حياتنا والسلامة المرورية والقضاء على الكثير من السلبيات، التي كانت خلف الحوادث المرورية المروعة، ولعل من بينها أهمية ربط الحزام، ومخالفة استعمال الجوال أثناء القيادة. كل هذ القرارات سوف تساهم- بحول الله – في تخفيف نسبة الحوادث المرورية .

وعن رأي العنصر النسائي في البداية، قالت مسفرة الغامدي رئيسة قسم التعليم الأهلي بغرفة جدة : أولا أنا ضد قيادة المرأة للسيارة لأن للأسف شوارعنا ليست مؤهلة تأهيلا كاملا، لأن نخوض فيها تجربة القيادة وذلك في ظل الزحام المروري الشديد الذي نشاهده كل يوم.

ثانياً، من ناحية مشاركة المرأة لرجل المرور، أنا مع القرار في حالة عملها في المكاتب، أما بالنسبة للميدان، فلا اعتقد أن المرأة باستطاعتها مباشرة الحوادث وخاصة اذا كان الحادث بشعا، وذلك بحكم عاطفتنا وضعفنا أمام المشاهد الدموية والموت.
من ناحية أخرى، قالت نهى غزاوي: ان هذا القرار صائب ويصب في مصلحة المرأة لانها تخدم امرأة مثلها ويكون هناك اريحية في التعامل.

بالنسبة لتعاملها في الميدان، من الضروري ان يكون العنصر مدربا تدريبا جيدا، ومن الكفاءات العالية وانا اعتقد أنه لن تدخل امرأة هذا المجال ألا وهي قادرة على تحمل الأعباء وما يصادفها لأنها تعي تماماً قبل الدخول فيه طبيعة العمل وانا أتوقع ان سياسة المرور لا تضع في هذا الموقع إلا من تستحق ان تكون فيه.

وعن تقبل المجتمع لهذا القرار أضافت ينقسم المجتمع الى قسمين؛ قسم ضد، لأنهم لا يعلمون ما الذي يمكن أـن يقابل المرأة من سلبيات، وقسم موافق، وأنا أقول: إن أي قرار مفاجأة في العالم بأكمله لا يوجد شعب يتقبله مباشرة، دائماً يكون هناك تدريج وبعد ذلك سوف تتم الأمور بسلاسة.
واردفت خديجة بركات برأيها قائلة: نحن سعداء بهذا القرار والذي يفتح افاقا كبيرة امام المرأة ، فبعد ان صدر قرار القيادة والذي يجعلنا نتخلى عن اعتمادنا على السائقين يأتي هذا القرار حتى نجد من يخدمنا ويقف بجانبنا في مشاكلنا اثناء الطريق.

بالنسبة لمباشرة المرأة للحوادث المرورية، نحن نعلم أن المرأة ليست كالرجل بأي حال من الأحوال، ولكن نتمنى ان تعطي أي امرأة تشارك الرجل في الميدان دورات في الإسعاف الأولية حتى تستطيع ان تتقبل الحالات الحرجة اثناء الحوادث وكيفية التعامل معها .
وقالت نجود جمل الليل: إن من الأفضل تعامل المرأة مع المرأة وخاصة في الأمور المجتمعية الحياتية، والتي منها المرور وذلك بعد صدور قرار قيادة المرأة للسيارة. فنحن قادرات على اثبات جدارتنا في أي مجال، مثل ما اثبتناه في أمور سابقة وسوف نثبتها في 10/10 على ان المرأة قيادية وتستطيع ان تقود السيارة فنحن بأمس الحاجة الى ذلك.

كما اضافت هنادي رمضاني بقولها: ان أي قرار يتم ويكون فيه أي خدمة للمرأة او يعطي تسهيلات لها يجب ان يتوافق مع الطريقة التي تخدم به هذه الفئة التي يستهدفها القرار فقيادة السيارة لكي تتم يجب ان تمر بتعلم القيادة واستخراج رخص وبعدها تبدأ الأنظمة المرورية والمخالفات، وكلها تتم مع الرجل ولكن في 10/10 سوف تبدأ المرأة بالنزول في الشارع لقيادة السيارة ومن المؤكد أنه لن يخلو الأمر من المخالفات المرورية والحوادث. فمن هنا جاء هذا القرار الحكيم والذي يصب في مصلحتنا؛ حيث إن هناك بعض الحالات تحتاج الى عنصر نسائي في حين رفضت أي امرأة ان تتعامل مع رجل. ولكن أتمنى ان يكون هناك تأهيل كامل لها حتى تستطيع التعامل مع جميع الحالات التي تواجهها في الميدان.

المعلمه زينب الشريف، معلمة في المرحله الابتدائية، فالت: نحن كعنصر نسائي سعيدات جدا بهذ التنظيم والصلاحيات التي تم منحها للنساء؛ سواء قيادة المركبة او العمل في قطاع المرور وشي طبيعي بعد ان سمح للمرأة بالقيادة فلابد من السماح لها في مختلف قطاعات المرور وتعطي المرأة تفاعلا أكثر لهذا القرار. هذه القرارات التي جاءت بعد دراسة دقيقة وفي مقدمتها فتح مدارس لتعليم القياده الصحيحة والسليمة للمرأة هي خطوة فعالة.

رقية مصلح العتيبي: نتوجه بالشكر لهذه القيادة الحكيمة والرشيدة التي فتحت لنا المجال ، ضمن الضوابط التي توسع العمل للنساء في مجالات جديدة ومختلفة، ولعل قطاع المرور من بينها. بالتأكيد سيتم استيعاب عدد من النساء في وظائف مختلفة في المرور، بعد ان كان المجال محدودا لعمل المرأة الآن توسع هذ المجال ووصل لنعمل ميدانيا ومكتبيا في المرور، وحتما هذا يرفع عنا الكثير من القيود ويعطينا مجالا اكبر، خصوصا أنه قريبا جدا سيسمح لنا بقيادة السيارات؛ لذلك هذا العمل يأتي في نفس السياق ومكمل لتلك القرارات التنظيمية الجيدة التي تخدم المرأة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *