محليات

ضيوف الرحمن يؤدون صلاة الجمعة في أجواء من السكينة

مكة المكرمة – المدينة المنورة – البلاد

أدى قاصدو بيت الله الحرام من الحجاج والمعتمرين والمواطنين والمقيمين أمس صلاة الجمعة وسط تكامل الخدمات التي وفرتها الجهات الحكومية والأهلية ذات العلاقة والمشاركة في أعمال الحج تنفيذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود, وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله – اللذين يوليان ضيوف الرحمن جل اهتمامهما وعنايتهما.

وكثفت جميع القطاعات الحكومية بإشراف ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية , وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز إمكاناتها وخدماتها لضيوف الرحمن .

وتوافدت جموع ضيوف الرحمن منذ الساعات الأولى من اليوم المبارك على المسجد الحرام وساحاته وممراته وأدواره المتعددة وجنبات التوسعة السعودية الثالثة،ليؤدوا صلاة الجمعة والطواف وقراءة القرآن الكريم والذكر ، واستقبلتهم الساحات المهيأة بالمرواح ذات الرذاذ الملطف للجو.

وفي المدينة المنورة أدى ضيوف الرحمن صلاة الجمعة في أجواء من الخشوع وسط منظومة الخدمات والرعاية بإشراف ومتابعة مباشرة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير المنطقة ، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن خالد بن فيصل بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة.

وجندت الإدارات التوجيهية والخدمية والفنية بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام و المسجد النبوي جهودها لاستقبال قاصدي الحرمين الشريفين، ومتابعة تدفق الحشود والتأكد من انسيابية الحركة والأمن والسلامة، والدخول من الأبواب المخصصة مراعاةً للزحام، وتوجيههم للأبواب والمساحات الأقل كثافة، وتوفير المصاحف بلغات متعددة، وبلغة برايل للمكفوفين .

* خطبتا الجمعة بالحرمين الشريفين
وفي خطبة الجمعة أمس أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة فضيلة الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه .

وقال فضيلته إن تعظيم الله جل جلاله وتقدست أسماؤه، أصل في تحقيق العبودية، فالإيمان بالله، مبني على التعظيم والإجلال، فلا يصحُّ الإيمان، ولا يستقيم الدين، إلا إذا مُليء القلب بتعظيم رب العالمين، وكلما ازداد المرءُ بالله علماً، ازداد له تعظيماً وإجلالاً.

وأبان إمام وخطيب المسجد الحرام أن من عظم الله تعالى، وقف عند حدوده، ولم يتجرّأ على مخالفته، فإنّ عظمة الله تعالى وجلاله، تقتضِي تعظيمَ حرماته، والاستسلامَ لأمره ونهيه، والتسليم لشريعته، ( ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ) .
وأختتم فضيلة الشيخ المعيقلي خطبته بقوله : إن من نعمة الله تعالى على عباده المؤمنين، أن سخر لبيته من يقومون على خدمته، والعناية به ورعايته ، فشرّف الله بلاد الحرمين الشريفين المملكة فقامت بذلك خير قيام، وبذلت كل وسعها، وسخرت إمكاناتها وأجهزتها، وهيّأت كل أسباب التسهيل والراحة، والأمن و السلامة، فجزى الله خيرا خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، على ما يوليانه من عناية خاصة، ورعاية للحجاج والمعتمرين، وأدام الله أمن هذه البلاد وأمانها، وعزّها ورخاءها.

وفي المدينة المنورة, أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي, المصلين في خطبة الجمعة بتقوى الله والتقرب إليه بما يرضيه سبحانه وتعالي، مبينا أن فلاح الإنسان وسعادته في التحكم في نفسه ومحاسبتها ومراقبتها في كل صغيرة وكبيرة في الأقوال والأفعال فمن حاسب نفسه وتحكم في أقواله وأفعاله وخطراته بما يحب الله ويرضى فقد فاز فوزا عظيما .

وتابع إمام وخطيب المسجد النبوي يقول يجب على المسلم أيضا أن يحاسب نفسه ويجاهدها في الخطرات والواردات على القلب والوساوس فإن مبدأ الخير والشر من خطرات القلوب ووارداتها فإن تحكم المسلم في الواردات على قلبه ففرح بواردات الخير وأطمأن لها ونفذها أفلح وفاز وإن طرد وساوس الشيطان ووارداته واستعاذ بالله من وساوسه نجا وسلم من المنكرات والمعاصي وإن غفل عن وساوسه وتقبلها أورده المحرمات .

وأوضح الشيخ الحذيفي أن القلب الحي هو الذي تسره حسنته وتسوؤه سيئته والقلب الميت هو الذي لا يتألم بالمعصية ولا يحس بها ولا يفرح بحسنة ولا طاعة ولا يشعر بالعقوبات على الذنوب فتغره الصحة وإقبال الدنيا عليه وقد يظن النعم كرامة له قال الله تعالى (( أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون )).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *