محليات

ضعف الرقابة يفتح الطريق أمام تجارة الوافدين لرفع الأسعار

جدة – حماد العبدلي

انتقد مواطنون مستهلكون في المحلات التجارية غياب فرع وزارة التجارة بجدة, وكذلك ما يعرف بحماية المستهلك عدم تواجدهم في الأسواق تاركين الحبل على الغارب ,مما شجع العمالة الوافدة التي هي في الواجهة للمستهلك في كافة نقاط البيع سواء بالجملة أو المفرق ,وساهمت في رفع الأسعار دون وجه حق كما ألمح المواطنون في أحاديثهم .

(البلاد) حاولت الغوص في ثقافة الاستهلاك لدى المواطن السعودي والأسباب التي تجعله يعاني تضخماً في مصروفاته، وحول هذه القضية الشائكة تباينت الآراء فماذا كانت المحصلة؟:
قلة الوعي الاستهلاكي
ويؤكد محمد الحربي (معلم): أن قلة الوعي الاستهلاكي من الصعوبة بمكان تعميمها على الجميع لأن البعض لديه ثقافة استهلاكية ويستطيع تنظيم أموره المعيشية بما يتناسب مع دخله الشهري، في الوقت الذي يعاني فيه البعض من تضخم المصروفات فيلجأ إلى المحال الرخيصة، التي تشجع على الشراء في حين تلجأ فئة من مرتادي هذه الأماكن في الشراء بغير حساب وهذا لا يقتصر على النساء فقط لأن هناك عدداً من الرجال ينافسوهن في عملية الشراء.
تفعيل الدور الرقابي
بينما يقول الأستاذ عبد الرحمن القرني إن الثقافة الضعيفة تجعل الناس يعانون من رغبة جامحة في توفير الكماليات ومعظمهم لا تتواءم رواتبهم مع متطلباتهم ومن هنا تفقد المعادلة الشرائية توازنها بسبب قلة الوعي والإدراك الاستهلاكي. لذا يرى القرني أنه ينبغي على الجهات المعنية فتح المجال أمام مؤسسات المجتمع المدني لتفعيل دورها الرقابي حتى تستطيع حل المشاكل ودياً بين التاجر والمستهلك حماية للمستهلك وتعزيزاً لثقافته الاستهلاكية.

ونظراً لغياب المعلومات الإرشادية لدى المستهلك فإن هناك فئة كبيرة لا تملك الوعي الاستهلاكي الكافي. فيقدمون بشراء العروض الخاصة دون النظر إلى تاريخ الصلاحية. مما يجعلهم في النهاية يتخلصون منها برميها دون الاستفادة منها، وذلك لأنهم يتجهون إلى الأسواق الرخيصة للشراء لاعتقادهم بأن المراكز التجارية الكبرى تقوم برفع الأسعار لتحقيق الأرباح العالية، لذا لابد من تعميم ونشر ثقافة الاستهلاك لدى جميع المواطنين.

أين الرقابة؟
ويشير حسن احمد الملوحي ان سوق المواد الغذائية يشهد تفاوتا في الاسعار على حسب كيفية الوافد البائع في كل سلعة يضع 3 ريال دون ان يشعر بها المستهلك حيث ان البعض لا يكثرت بالمراجعة ويقوم بدفع المبلغ بعد افهامه من العامل فإننا لا نزال نتجاهل أهمية الثقافة الاستهلاكية لأننا نحتاج إلى الوعي الاستهلاكي الكافي لمواجهة موجة الغلاء، لذا يتحتم علينا عند التفكير في شراء احتياجات الأسرة، لابد من تسجيل الاحتياجات كافة في ورقة حتى يتسنى لنا شراء كل ما نحن بحاجة إليه. مما سيجعلنا نقوم بغرس ثقافة الاستهلاك وترشيده لدى أطفالنا وتعويدهم على الصرف وفق مبلغ شهري يتم تخصيصه لهم، بحيث يحدد الطفل مصروفاته في حدود هذا المبلغ ومن خلال ذلك سيتم غرس مفهوم الوعي الاستهلاكي في نفس الطفل.
اما المواطن سعد القرني طالب تفعيل دور جمعيات حماية المستهلك ومحاربة جشع بعض التجار الذي أثقل كاهل المواطن السعودي إذ إنه الآن لا يتمكن من تحقيق أي قدرة على الموازنة بين دخله الشهري ومصروفاته التي باتت تفوق كثيراً من دخله. ناهيك عن وصول ثقافة الادخار إليه لأنه إذا اتبع هذه الثقافة قطعاً سوف يقدر على ادخار جزء من دخله الشهري. ومحاسبة العمالة الوافدة التي تلعب بالاسعار وتخرج عن النص في كثير من المحلات تاركين لهم الحبل على الغارب.

واضاف القرني ان حيلة اصحاب المحلات في رفع الاسعار الغلاء في كل مكان ومن المحلات التي تأتي منها المواد الغذائية وهناك بعض الاساليب الغريبة التي يتبعها بعض البائعين الاجانب يقوم بحسم ريال اوريالين في نهاية الشراء طبعا هذا ليس مجرد تخدير للزبون.

خصوصاً في ظل غياب الرقابة عن التجار والأسواق الذين ساهموا بدرجة كبيرة باستنزاف جيوب المواطنين، والذي يطالب بإيقاع عقوبات مشددة على من يثبت عليهم التلاعب بأسعار السلع من التجار،

كما أوضح أستاذ الاقتصاد ابراهيم العجلاني أن مسلسل ارتفاع الأسعار لن ينتهي في ظل الواقع الراهن. وقال: معظم الارتفاعات وان كانت هناك مبالغة في بعض الأحيان في الارتفاع بسبب جشع التجار. لذا فإن دخل الأفراد سيواصل تراجعه بسبب تآكله مع ارتفاع معدلات التضخم إلى مستويات قياسية، كما أن التغير في أسعار المستهلك سيكون في تصاعد،

مشيراً إلى أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية والإيجارات يثير داخل المملكة قلقاً متزايداً لدى المستهلكين؛ خصوصا الطبقات المنخفضة والمتوسطة الدخل التي بدأت تشكو من تردي أوضاعها المعيشية؛ في الوقت الذي يطالب فيه البعض بضرورة تحرك الجهات ذات العلاقة لمكافحة “الارتفاع الجنوني”، وخصوصاً في أسعار المواد الاستهلاكية.
المعيشة صعبة
ويؤكد ضيف الله الزهراني في هذا السياق ان غلاء الاسعار يدخلنا في متاهات كثيرة ومتشعبة الا ان ما يمكن ان نثبته على الواقع ان القضية اصبحت حديث المجتمع وانعكست اثارها على ترابط الاسر واصبح لكثير من القضايا الاسرية سببها غلاء المعيشة وارتفاع اسعار المواد الغذائية وايجار المسكن وانعكست على حياتهم الاسرية. واشار الزهراني ان ارتفاع الاسعار مازال يلقي بظلاله الثقيلة التي تكدر صفو الحياة الاسرية موضحا ان المحلات بين الاحياء الشعبية تستغل ضعف الرقابة وترفع الاسعار ورب الاسرة يدفع مضطراً.

وبين ان المعيشة اصبحت صعبة في ظل الغلاء وان الاسر محدودة الدخل تضطر الى ان تلجأ الى الديون التي تكسر ظهر رب الاسرة والاغرب ان الجهات المسؤولة لم تمارس أي دور تجاه الغلاء وكل ما يحدث انهم يطالبون بالاتصال عليهم ويفترض هم ينزلون الى الاسواق وكبح جماح موجة الغلاء في كافة المستلزمات الحياتية اليومية التي يحتاجها الانسان. واستغرب الزهراني من الزيادات التي يضعها العمال في المتاجر او البقالات وتقفز الاسعار خلال 24 ساعة دون رقيب.

المستهلك يدفع ولايسأل
ويرى اقبال رشيد هندي مقيم في محل تجاري ان ارتفاع الاسعار من بلد المنشأ للسلعة وبالتالي يكون سعرها مرتفعا ويشعر به المستهلك وتوقع حسب اقوال الموزعين للبضائع ان الايام القادمة سوف تشهد السلع زيادة نسبية في الاسعاروفي بعض السلع بشكل تتفاوت الزيادات.كما اوضح ان بعض المستهلكين لا ينتبهون الى الزيادة التي يضعها البعض في بعض المشتريات. ومخافة الله في البيع والشراء.
الحبل على الغارب
واعتبر مصلح العتيبي رجل اعمال ان غلاء الاسعار منغصات شهرية يصعب توفيرها سيما الاساسية منها ويشعر رب الاسرة بالدونية في ظل عدم الوفاء بمستلزمات المنزل في ظل ضعف الراتب وكثرة الالتزامات من ايجار سكن واقساط اخرى وخلافه وبالتالي تبدأ الامراض النفسية .وحمل العتيبي الجهات المسؤولة في وزارة التجارة وحماية المستهلك كل ما يحدث لعدم الرقابة المستمرة على المحلات وضبط مؤشر البيع لينعم الجميع بحياة كريمة بعيدة عن النكد والسقوط في مشاكل الديون خاصة وان هناك اسرا كثيرة في المجتمع تعاني من السكن في ظل ارتفاع الايجار.

حماية مصدر الرزق
ويوضح محمود الشريف باحث اجتماعي ان تأثير غلاء المعيشة وارتفاع الاسعار يصيب الشخص بأمراض نفسية بالغة لكثرة الضغوط ومن اهمها الضغوط الاقتصادية حيث يصبح الفرد اكثر عرضة للاكتئاب والقلق النفسي وتتكالب عليه جميع الضغوط مشددا ان الفرد لابد ان يتكيف مع الظروف وبمقدور جميع الافراد بمختلف حالاتهم الاقتصادية ان يغيروا حياتهم وفق ما تقتضيه الظروف وتقسيم الميزانية على الاحتياجات الضرورية.

واشار الشريف ان تأثير غلاء المعيشة البالغ على الحياة الاسرية واضح للكثير من العائلات والاسر في المجتمع موضحا ان حل المشكلة في يد الاسرة نفسها حيث لابد من الاقتصاد في المعيشة. واوضح ان غلاء المعيشة له اثر سلبي في ترابط الاسرة ينتج عن ضعف انعدام الاستهلاك لدى افراد المجتمع مشيراً الى ان الاسرة لابد ان تتكيف مع الاوضاع الاقتصادية فما يصرف في فترة الرخاء مختلف عما يصرف في فترة الشدة او حين يملك الفرد مصدر رزق اقل من السابق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *