دولية

ضربة موجعة للميليشيات .. وثورة الجياع تزيد من تعقيد أوضاع الحوثيين

عدن ــ سبأ

أعلن الجيش اليمني، مقتل وإصابة 22 من مليشيا الحوثي الانقلابية في معارك غربي محافظة تعز، فيما نجحت الحملة الأمنية في القبض على 5 مطلوبين أمنيا بذات المدينة، جنوبي غرب البلاد.

وقال بيان صادر عن قيادة محور تعز العسكري، إن 5 مسلحين من مليشيا الحوثي الانقلابية، بينهم قيادي قتلوا، وأصيب 17 آخرون، في هجوم فاشل على مواقع الجيش الوطني غرب تعز.

ولفت المصدر إلى أن الجيش أحبط محاولة تسلل المليشيا إلى مواقع الجيش في محيط تلة الخزان بمنطقة قهبان ووادي الجسر، وعزلة القحيفة بمديرية مقبنة.

وفي ذات المدينة، تمكنت الحملة الأمنية من ضبط خمسة عناصر من المطلوبين أمنياً، في عملية أمنية في حي الجمهوري.

وقال قائد الحملة الأمنية، عبدالله النقيب، في تصريح نقلته وكالة سبأ الرسمية، إن الحملة تعرضت أثناء مرورها في حي الجمهوري لإطلاق نار من قبل عناصر خارجة عن القانون، وتم الاشتباك معهم وملاحقتهم وضبط عدد 5 منهم، ويتم ملاحقة بقية العناصر التي تمكنت من الهرب”.
فيما لقي القيادي الحوثي هشام عبدالصمد الخالد، أحد أهم القيادات الحوثية الميدانية والمسئول الأول عن طوق مدينة الحديدة، مصرعه مع عددٍ من عناصره بغارة جوية لمقاتلات التحالف جنوبي الحديدة.

ويعد القيادي “الخالد”، المنتمي لمديرية الشغادرة العمشة بمحافظة حجة، قائد أكبر مجاميع مسلحة للحوثيين، كما أنه يعتبر من أبرز القيادات الحوثية في الشرطة العسكرية التابعة لها.

وفي الفترة الماضية، قتل العشرات من قيادات مليشيات الحوثي الموالية لإيران في جبهة الساحل الغربي بنيران مقاتلات التحالف والقوات اليمنية المشتركة، وسط انهيارات متسارعة في صفوفها.

وقال الموقع الرسمي للمقاومة الوطنية اليمنية إن القيادي الحوثي المدعو هشام عبدالصمد الخالد، المنتمي لمديرية الشغادرة العمشة محافظة حجة، لقي مصرعه مع عدد من عناصره بغارة جوية لمقاتلات التحالف جنوبي الحديدة.

ويعد القيادي الخالد، أحد أهم القيادات الحوثية الميدانية والمسؤول الأول عن طوق مدينة الحديدة، وقائد أكبر مجاميع مسلحة للحوثيين، كما يعد من أبرز القيادات الحوثية في الشرطة العسكرية التابعة لها، وفقا لذات المصدر.في غضون ذلك استحدثت ميليشيات الحوثي الإيرانية سجونا سرية جديدة لاستيعاب العشرات من ضحايا عمليات الخطف الأخيرة، بعد عمليات دهم واقتحام للمنازل في العاصمة صنعاء .ونقلت “سكاي نيوز عربية” عن مصادر محلية أن الميليشيات أنشأت سجنا داخل معسكر 48 في صنعاء، الذي يحتله الحوثيين منذ انقلابهم على الشرعية.

وأكدت المصادر أن السجن يكتظ بعشرات المختطفين، يتعرضون لمعاملة قاسية، في محاولة لإرغامهم على الإدلاء باعترافات بتهم ألصقتها بهم الميليشيات.
وحسب أرقام منظمات حقوقية، هناك أكثر من 5 آلاف يمني يتعرضون لانتهاكات وتعذيب وحشي في سجون الميليشيات الحوثية، لكن يعتقد أن الرقم الحقيقي أكبر من ذلك بكثير.

ويقول جميع السجناء ممن التقوا المنظمات الحقوقية أو الناشطين، إنه لا يوجد شخص لم يتعرض للتعذيب داخل معتقلات الحوثيين، ومنهم من بترت أطرافه أو فقد بصره.
وعلى وقع هذه الانتهاكات الخطيرة، توفي أكثر من 120 شخصا داخل سجون الحوثي، حسب إحصاء حديث أجرته منظمات معنية بحقوق الإنسان.

ومن الصعب على مثل تلك المنظمات العمل في مناطق سيطرة الحوثيين داخل اليمن، لذلك فإن الأرقام التي تحصل عليها عادة ما تكون جزءا قليلا من الواقع.

ومنذ انقلابهم على السلطة الشرعية في اليمن عام 2014، أطلقت ميليشيات الحوثي حملات اعتقالات واسعة استهدفت الناشطين المناهضين للانقلاب، سرعان ما اتسعت لتشمل صحفيين ومحامين وأطباء وأكاديميين وموظفين، ممن لا يظهرون الولاء لهم.

فيما تسلط موجة الغضب الشعبي المتنامية من سوء الأوضاع المعيشية في مناطق سيطرة الحوثيين بما في ذلك صنعاء، المزيد من الضغوط على المليشيات إضافة إلى تعقيدات الوضع العسكري الميداني للانقلابين، وخصوصا في محافظة الحديدة بمنطقة الساحل الغربي اليمني شديدة الأهمية، حيث يتعرضون لضغط عسكري بلا هوادة من قبل القوات المشتركة بدعم من التحالف العربي

ولجأ الحوثيون المسيطرون بالقوة على العاصمة اليمنية صنعاء إلى استخدام القوّة المفرطة في محاولة لوأد ما بدا أنه “ثورة جياع” في المدينة التي لم يعد سكّانها يحتملون الأوضاع المعيشية السيئة التي وصلت حد ندرة الأغذية والأدوية والمياه النظيفة.وأسفر تدخل عناصر من ميليشيا الحوثي لفض تجمع احتجاجي لطلاب من جامعة صنعاء، إلى مقتل عامل بالجامعة طعنا على يد أحد تلك العناصر، وذلك بعد أن استخدمت الميليشيا عناصرها النسائية المعروفة بـ”الزينبيات” في قمع تحرّك احتجاجي لطالبات الجامعة نفسها.

ومارست النسوة المدربات على فنون القتال والمتأثرات ببرامج التعبئة الطائفية العنف الشديد ضد الطالبات باستخدام الأسلحة البيضاء وصواعق الكهرباء.ووضعت أزمة تهاوي قيمة الريال، اليمن على مشارف المجاعة، حيث فقدت أغلب المواد الأساسية من الأسواق، وقفزت أثمان المتوفّر منها إلى سقوف خيالية. ويواجه الحوثيون نقمة السكان في المناطق التي يحتلّونها، كونهم المتسببين في الأزمة.

ويذكر اليمنيون بسخرية أن الحوثيين، غزو صنعاء في خريف 2014 مستخدمين ذريعة مساندة احتجاجات شعبية تفجرت آنذاك بسبب زيارة في أسعار الوقود عرفت باسم “الجرعة”. ويقارن اليمنيون بين الأوضاع آنذاك وما آلت إليه اليوم من سوء.

واختطفت زينبيات ميليشيا الحوثي العشرات من الطالبات بصنعاء بسبب مشاركتهنّ في تظاهرات ثورة الجياع، واقتادهن إلى وجهة مجهولة. ودعت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، الأمم المتحدة إلى إدانة اختطاف هؤلاء الطالبات، واستنكرت في بيان ما وصفته بـ”تكرار الميليشيا الانقلابية لأعمالها الإرهابية ضد المدنيين العزل في العاصمة صنعاء، والاعتداء على عدد من الطالبات بالضرب المبرح، واختطاف بعضهن إلى منطقة مجهولة، دون أن يعرف مصيرهن حتى اللحظة.

وأضاف البيان أنّ ميليشيا الحوثي أُصيبت بحالة من التوحش بعد أن وجدت نفسها غير قادرة على مواجهة المطالب المحقة لليمنيين في المناطق التي استولت عليها، ما دفعها إلى اقتحام جامعة صنعاء بالمئات من المسلحين والمسلحات، والهجوم بتلك الوحشية على الطالبات. ودعت الحكومة اليمنية، المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، إلى إدانة الجرائم الممنهجة والمستمرة للميليشيات الانقلابية.

ويخشى الحوثيون من أن يؤدي توسّع الغضب الشعبي ضدّهم إلى فقدهم زمام السيطرة على المناطق التي يحتلّونها، خصوصا مع ارتخاء قبضتهم العسكرية على عدد منها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *