دولية

صنعاء على شفا مجاعة.. الحوثي ينهب الأسواق .. والجيش اليمني يفتك بالانقلابيين شرق صعدة

صنعاء ــ وكالات

يعيش سكان العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الانقلابين ظروفا سيئة للغاية خلافا لباقي المدن اليمنية، فعلاوة على تفشي الأوبئة والأمراض، دخل موظفو الدولة عامهم الثاني دون رواتب، كما تنعدم فرص العمل في القطاع الخاص جراء هجرة رؤوس الأموال إلى المحافظات المحررة والآمنة.

فيما أفادت مصادر عسكرية في الجيش الوطني اليمني أن 3 قياديين ميدانيين من ميليشيات الحوثي قتلوا في جبهة البقع شرق محافظة صعدة شمال اليمن.

وأكدت المصادر أن القتلى، وهم: صالح علي صالح غيداء، ونايف صادق عبدالله الفقيه، ومحمد ضيف الله السحاري.

وأشارت ذات المصادر إلى أن الجيش غنم كميات من الأسلحة والذخائر التي كانت بحوزة الميليشيات، بعد أن دحرها واستعاد السيطرة على المواقع التي كانت تتمركز فيها.

وأظهرت صور تم تداولها تجول عناصر من الجيش الوطني في مناطق تمت استعادتها من الميليشيات في البقع، كما عرض الجنود بعضا من الأسلحة التابعة لميليشيات الحوثي تمت حيازتها بعد فرارهم من مواقعهم تحت ضربات الجيش والتحالف.

إلى ذلك قالت مصادر قبلية في محافظة البيضاء إن أهم هدف لقوات الجيش بعد تحرير مديرية ناطع والسيطرة على جبال (مركوزة) هو الزحف نحو منطقة (فضحة) التي تتحكم في مفترق طرق بين ثلاث مديريات، إذ تعني السيطرة عليها قطع الإمدادات الحوثية باتجاه مديرية نعمان وعقبة القنذع وإتاحة التوغل في مديرية الملاجم.

ووفق مصادر بالجيش اليمني فإن قادة الجماعة الانقلابية يتخلون عن قتلاهم وجرحاهم في الجبهات ويلوذون بالفرار، مع اشتداد المعارك وتصاعد حالة الإحباط والهلع في صفوف الميليشيات.

وفي السياق عثر أفراد من قوات الجيش الوطني في جبهة «ميدي» على أحد جرحى ميليشيا الحوثي، بعد أن ظل ينزف في الصحراء أكثر من يومين متتاليين، فقام الجيش بإسعافه إلى مستشفى ميداني في جبهة ميدي.

فيما يتوقع مراقبون أن يرتفع عدد المهددين بالمجاعة، والذين كانت الأمم المتحدة تقدرهم بأكثر من 7 ملايين يمني إلى الضعف خلال الأيام القادمة، وذلك جراء عجز الملايين عن شراء المواد الغذائية مع الارتفاع الجنوبي للأسعار وانعدام الدخل.

وهوى الريال اليمني، وبلغ سعر الدولار 510 ريالات، ما تسبب بارتفاع كبير في أسعار السلع الغذائية وجميع المواد المستوردة.

وقال سكان في صنعاء إن سعر عبوة الدقيق سعة 50 كيلو ارتفعت إلى 9 آلاف ريال يمني، وذلك بزيادة 2000 ريال خلال ساعات.

وأشار السكان إلى أن سعر غاز الطهي المنزلي ارتفع إلى 5500 ريالا للعبوة 20 كيلو، كما ارتفعت أسعار مواد السكر والأرز وزيت الطبخ المنزلي ارتفعت بشكل جنوبي، وذلك مع الانهيار السريع للعملة.

وأرجع تجار مواد غذائية بحسب وسائل اعلام يمينة ارتفاع الأسعار إلى عملية الابتزاز المتواصلة والإتاوات الغير قانونية التي تمارسها مليشيات الحوثي عليهم منذ أيام.

وقال أحد التجار إن مليشيات الحوثي ضاعفت الجمارك ما تسبب في ارتفاعات هائلة لأسعار السلع الغذائية.

وتابع “نتعرض لابتزاز من قبل المليشيا، وذلك بفرض مبالغ مالية معينة على كل تجار العاصمة تحت ما يسمى بـ”دعم المجهود الحربي”. وتفرض المليشيا الايرانية على تجار العاصمة جمارك مضاعفة لجميع البضائع القادمة من المنافذ البرية والبحرية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، جنوب وشرقي البلاد. وقال الخبير الاقتصادي، أيمن المرادي إن مليشيا الحوثي رفعت الجمارك على البضائع القادمة برا قبل دخولها إلى صنعاء أكثر من 150%.

وأضاف “سكان صنعاء هم الضحية الأولى، إذ يقوم التجار برفع أسعار السلع من أجل تعويض خسائرهم”.

وتابع “عشرات من التجار يقولون إنهم يراعون الحالة الاقتصادية للناس ولا يبحثون سوى عن هامش ربح بسيط، لكن الجمارك والضرائب الحوثية بالإضافة إلى الجبايات الأخرى هي السبب المباشر”.

منذ الانقلاب الحوثي قبل أكثر من 3 أعوام، باتت المضاربة بالعملة هي المهنة الرئيسية لغالبية لما يسمى بالمشرفين الأمنيين الحوثيين؛ لذلك شهدت صنعاء انتشارا غير مسبوق لمحلات الصرافة.

ووفقا لصيارفة، تقوم جماعة الحوثي بنهب وابتزاز شركات الصرافة الرسمية المرخصة، والسماح لتجار جدد تابعين بالمضاربة بالعملة ورفع أسعارها يوما بعد الآخر.

ومع تعويم سعر العملة المحلية، لا يزال السعر الرسمي الذي حدده البنك المركزي اليمني للصرف عند 380 ريالا للدولار الواحد، فيما وصل بالسوق السوداء التي يتحكم الحوثيون بها إلى 510 ريالات للدولار الواحد.

من جهة اخري ناشد مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، المجتمع الدولي والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، بضرورة العمل السريع لإنقاذ قرى الحيمة في محافظة تعز اليمنية، والتي تتعرض لحالة من الإبادة عبر قتل ممنهج تقوم به مليشيات الانقلاب التي تطبق على القرية حصاراً شاملاً منذ 19 ديسمبر الماضي.

وقال إن المليشيات تقوم حالياً بعملية اعتقال واسعة للرجال والذهاب بهم إلى خطوط المواجهات، فيما تطلق على من تبقى النار بشكل مباشر ومتعمد أمام حالة مؤلمة من الصمت محلية ودولية.
وأضاف المركز وهو منظمة إقليمية حاصلة على الصفة الاستشارية في الأمم المتحدة، أن فريق الرصد الميداني بمحافظة تعز رصد في تقرير مفصل لشهر ديسمبر الماضي، أبرز الانتهاكات التي تقوم بها مليشيات الانقلاب على قرى عزلة الحيمة بمديرية التعزية.

وورد في تقرير حالة حقوق الإنسان أن المليشيات الانقلابية تفرض منذ 19 ديسمبر حصاراً خانقاً على عزلة الحيمة، كما تقوم بقصفها بمختلف القذائف وصواريخ الكاتيوشا والدبابات من المرتفعات الجبلية المحيطة بقرى الحيمة، الأمر الذي دفع بالمدنيين إلى النزوح الجماعي خوفاً من الموت قصفاً أو قنصاً أو حتى جوعاً، بسبب تعنت المليشيا في منع دخول المواد الغذائية والمساعدات.

وجاء في التقرير المعنون بـ”تعز .. مدنيون بانتظار الموت”، أن مسلحي المليشيا اقتحموا عدداً من القرى بالحيمة كدار الجلال ودار الشرف وقرى الزواقر والحيمة العليا، كما ينتشر المسلحون في شعب المليح وجبال الخمس وغيرها، مما أدى إلى نزوح ثلاث قرى بأكملها هي دار الجلال والأكمة السفلى وشقب، بالإضافة إلى 500 مدني من قرية شعب، وقامت المليشيا الانقلابية بتفجير 3 منازل لمواطنين وتدمير نحو 9 منازل كليا، بحسب ما استطاع الفريق الميداني للمركز توثيقه وتدمير مسجدين ومدرسة.

ورصد الفريق الميداني للمركز عبر مقره في تعز مقتل 21 مدنياً وجرح 38 آخرين في الحيمة معظمهم برصاص القناصة، فيما تم تهجير ونزوح 346 أسرة بنحو 1897 مدنياً معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن.

كما قامت المليشيات بزراعة شبكات متعددة من الألغام في الطرقات والجبال ومداخل القرى وحول منازل ومزارع المواطنين، ويعد أحد أهم الأسباب التي أدت إلى تفجير الحرب بالمنطقة بين الأهالي والمليشيات الانقلابية هو محاولة المليشيات فرض التجنيد الإجباري على أبناء الحيمة وزجهم مختلف الجبهات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *