الرياضة

 صدقة : آل الشيخ أعادنا للتعليق والمراسل أغلق الطريق

حوار – عبدالعزيز عركوك

المعلق المخضرم غازي صدقة، علامة من علامات التعليق الرياضي السعودي، صال وجال خلف وأمام الميكرفونات ، سواء في الإذاعة أو التلفزيون. وصفه وتعليقه على المباريات يشعرك أنك حاضر بالفعل في الملعب. ” البلاد” التقت به لمعرفة رأيه في بعض المستجدات والمتغيرات التي طرأت على التعليق الرياضي بين الأمس واليوم فكان هذا الحوار:

• حدثنا عن المتغيرات بين التعليق الرياضي سابقًا وحاليًا؟
– هناك اختلافات شاسعة وتطورات للأفضل في التكنولوجيا والنقل والاستديوهات، وارتفاع الدخل في النواحي المالية وغير ذلك.

• هل هناك ملاحظات على التعليق الحالي ؟
– يفتقد التعليق الحالي لأمور ومعايير مهمة، يجب أن تتوفر في كل من يلتحق بهذه المهنة الجميلة.

• ماهي هذه المعايير التي يجب توفرها؟
– يأتي في مقدمتها نوعية الصوت والمتابعة للأحداث الرياضية والحيادية، ومعرفته بكافة الأنظمة والقوانين المتعلقة بكرة القدم والتفاعل، لا سيما أن المعلق ستصادفه متغيرات كثيرة أثناء سير المباراة؛ فيتوجب عليه تغيير رتم الصوت مابين السرعة والهدوء واختيار الأوقات المناسبة لنقل المعلومات، فكثير من المعلقين الحاليين يعتمدون على التقليد، ولم أشاهد تغييرا في شخصية أغلبية المعلقين، فمعظمهم يبحثون عن آراء المتابعين في مواقع التواصل الاجتماعي، فتجد المعلق يدير المباراة وفي الوقت نفسه يتابع آراء الجماهير، ويحاول تلبية طلباتهم لإسعادهم من خلال التطبيل ومدح أنديتهم المفضلة، دون النظر إلى من يتابعونه بشكل كبير خلف الشاشات.

• من تحمل السبب في ذلك الإهمال ؟
– طالما لا توجد متابعة ولا تخصص، فهذه أحد أهم الأسباب. في السابق كان هناك لجنة متخصصة برئاسة المرحوم زاهد قدسي، والذي كان أيضا رئيس لجنة المعلقين العرب فقد كانت هناك متابعة مستمرة منه، وأيضا من المعلق محمد رمضان، حفظه الله وشفاه، والأستاذ علي داوود، ففي السابق رقم قلة الإمكانات المتوفرة إلى أنه كان يتابع المعلقين من خلال التواصل عن طريق التلفيون الثابت، أو إرسال الأوراق إلى كابينة التعليق مكتوب بها الملاحظات.

• هل وجدت صعوبة في الالتحاق بالتعليق؟
– نعم.. لم يكن في السابق التعليق على المباريات في الشاشة سهل المنال، فقد كان هناك اختبارات، وأذكر أن الأستاذ زاهد قدسي قد طلب مني في البدايات التوجه إلى المدرجات بين الجماهير للتعليق على المباريات وتسجيلها بواسطة الكاسيت، وكان الجمهور ينظر إلى وكأني مجنون، للحديث مع نفسي، ولكن تلك التجربة أزالت الرهبة، بسبب الاستماع إلى آراء الجماهير عن قرب، وكان يقيمنا على ذلك العمل، ليتم قبولنا وبعد ذلك تم تكليفي لموسمين كاملين بالتعليق في الإذاعة، ومن ثم انتقلت إلى شاشات التلفاز، ولكن حاليا أصبح الطريق سهلا لكل معلق
للظهور، ليس فقط لمن يستحق ذلك، بل لكل من هب ودب، والدليل مانشاهده ونسمعه في وقتنا الحالي فهناك أصوات لا تفقه شيئا مع كامل احترامي.

• هل كان هناك دورات أو ابتعاث حظيتم بها سابقا؟
– في النادر جدا، كانت أيام البطولات العربية وقد استفدنا منها كثيرا من قبل كبار المعلقين العرب.

• كم كانت قيمة المبالغ التي كنتم تتحصلون عليها سابقا؟
– في السابق، كنا نتحصل على مبلغ 600 ريال عن كل مباراة، وكانت غير منتظمة في وقتها المحدد، ويشمل ذلك المبلغ أيضا رسوم التنقل والسفر والسكن في حالة السفر من مدينة إلى أخرى، ولكن حاليا أصبحنا نسمع أرقاما خيالية، فقد وصلت الرواتب الشهرية إلى 50 ألفا وأكثر .

• ما رأيك في الاستعانة بمعلقين من دول أخرى؟
– لا مانع من ذلك، ولكن في سبيل التطوير ومنح الفرصة للمعلقين السعوديين بالاستفادة من خبراتهم، وكذلك فتح أبواب التعاون بانتقال السعوديين أيضا للتعليق في الدوريات الخليجية والدول العربية كذلك.

• ماأسباب ابتعادك عن التعليق؟
– بكل أمانة، تمنيت الاستمرار ولكن هناك أمور تدور حول الكواليس لإبعادي؛ حيث كان آخر لقاء لي قمت بالتعليق عليه في خليجي 22 ، الذي أقيم في الرياض وأعتقد بعد إشراف الدكتور محمد باريان على القنوات السعودية لم يكن هناك عمل احترافي، ودخلت الأمور إلى الشخصنة والمحسوبية ،بخلاف الفترة التي ترأسها الأمير تركي بن سلطان- يرحمه الله – التي كانت في قمة العمل الاحترافي بتواجد الثنائي عادل عصام الدين، وغانم القحطاني اللذين قدما الكثير لقناة الوطن.

• لكن تم إعادتك إلى التعليق بتوجيه من معالي المستشار آل الشيخ؟
– دعوة معالي المستشار رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ، وسام على صدري، فقد أعاد لنا ثقتنا التي سلبت منا، وقدم لنا الدعم المعنوي والمالي، وبعد عودتنا إلى الشاشات، تمكنا من التعليق على مباراتين، وقد قدمنا عملا احترافيا، بشهادة المتابعين ولكن يبدو أننا كنا ثقيلين على القناة. وحسب علمي الأكيد في الموسم الماضي، هناك شخص سعودي يعرفه الكثيرون، في الأصل كان يعمل مراسلا ميدانيا، تم تكليفه من الشركة كمشرف على المعلقين والمراسلين والمذيعين، تسبب في إبعاد الكثير من المعلقين، ومنهم جعفر الصليح وأحمد النفيسة وعبدالله الغامدي ومحمد غازي ومحمد البكر وناصر الأحمد، وأنا غازي صدقة، والعديد من المراسلين والمذيعين، ومن هنا أتوجه بالشكر لمعالي المستشار على دعمه اللا محدود وأتمنى منه إعادة المعلقين السعوديين ومنحهم الفرصة لخدمة الوطن؛ اعتبارًا من الموسم الحالي.

• أخيرا ما رأيك في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان هذا الموسم؟
– شاهدنا مستويات متميزة ومتقاربة؛ خاصة من الثلاثي الهلال والنصر والأهلي، ولكن الأمر المحزن وغير المتوقع، هو أن نشاهد الضلع الرابع الاتحاد بهذا المستوى المتواضع. ورغم أهلاويتي إلا أنني لا أرضى أن أشاهد الاتحاد بهذا السوء، وخلال 45 سنة لم يسبق لي رؤية الاتحاد هكذا. فالفريق بلا هوية أو شكل، ودائما ماتعودنا منه أن يكون له هويته الخاصة في أول ربع من أي لقاء يخوضه. وأتمنى للاتحاد العودة، وعبور هذه الكبوة سريعا؛ لأنه إضافة حقيقية للكرة السعودية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *